الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع التكاليف يهدد برفع أسعار النفط مجدداً

3 أكتوبر 2008 23:29
بدأت التكاليف المتصاعدة والنقص المريع في أعداد الكوادر الماهرة المتدربة تضع مستقبل تطوير الصناعة النفطية في مهب الريح· كما أن من شأن هذه العوامل المستجدة أن تمارس ضغوطاً تصاعدية على أسعار النفط في المستقبل القريب، بحسب المدير التنفيذي لشركة توتال كريستوفي دي مارجري· وذكر بأن أهم المشاريع التي تخطط لها الشركة الفرنسية المتعددة الجنسيات بات من المتوقع لها أن تسقط إلى ما دون معدلات العائد المقبولة في حال ان استمرت أسعار النفط تشهد تراجعاً حاداً· إن ارتفاع تكاليف المقاولات والمواد في أعمال التنقيب البحري بالإضافة إلى النقص المريع في أعداد المهندسين ساعد على الارتفاع الحاد في سعر البرميل بعد أن أصبحت الاستثمارات في إنتاج النفط والغاز في المياه العميقة تحقق أرباحاً· و خلال أربعة أعوام فقط تضاعفت تكلفة إنتاج البرميل في المنصات الضخمة إلى ثلاثة أمثالها وفقاً لإحصائيات الشركة الفرنسية وبشكل بدأ يثير التساؤلات بشدة عن مدى الجدوى الاقتصادية للاستثمارات المستقبلية الضخمة في حال استمرار انخفاض أسعار النفط· وبحسب شركة توتال فإن السعر الذي من خلاله يمكن أن يحقق النفط عائداً بنسبة 12,5 في المئة قد ارتفع من 20 دولاراً للبرميل في عام 2004 الى مستوى 70 دولاراً للبرميل حالياً· واستطرد مارجري قائلاً ''إننا نحتاج إلى سعر بحوالي 70 دولاراً للبرميل حتى نحقق النجاح في أعمالنا أما بالنسبة إلى النفط الثقيل فإن هذا الرقم يصل إلى 90 دولاراً للبرميل''· وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي واصلت فيه أسعار النفط انخفاضها إلى ما دون 100 دولار للبرميل بعد أن أعلنت منظمة الدول المصدرة للبترول ''أوبك'' عزمها خفض الإنتاج إلى جانب تداعيات الاعاصير التي ضربت خليج المكسيك مؤخراً· وإلى ذلك فإن عمليات استكشاف النفط في المياه العميقة مثل مشاريع شركة توتال في أنجولا إلى جانب الاكتشافات الضخمة التي تحققت مؤخراً على أيدي شركة بتروبراس في البرازيل بدأت تتأثر بشدة بالارتفاع الهائل في أسعار مقاولات الفولاذ وأسعار إبحار سفن الحفر المتقدمة تكنولوجياً والتي شهدت صعوداً إلى أكثر من 500 ألف دولار يومياً· ويقدر المحللون أن قيمة حقل ''لارا'' العملاق الذي تم اكتشافه مؤخراً من قبل شركة بتروبراس لن تزيد على 5 دولارات للبرميل بسبب ارتفاع التكاليف· وكما يقول محلل في أحد البنوك الاستثمارية الرائدة ''إن ذلك يمثل أحد الأسباب التي لن تساعد على انخفاض أسعار النفط مرة أخرى''· بل إن التكاليف أصبحت تحتل محور الجدل الدائر حالياً بين شركة توتال والحكومة البريطانية بشأن تطوير مجموعة من حقول الغاز في منطقة شيتلاندز إذ ترغب توتال في وجود حل مبسط ينطوي فقط على تكاليف متدنية بينما يدافع المسؤولون الحكوميون عن خطط ترمي لإنشاء محور بحري ضخم يشجع على تنفيذ العديد من المشاريع المستقبلية· ومن جهته يتوقع دي مارجري أن اجمالي النفط العالمي الحالي - بمقدار 87 مليون برميل يومياً - سوف يبقى محدداً بسبب النزاعات والظروف السياسية غير المواتية ولن يمكنه الارتفاع إلى مستوى 130 مليون برميل يومياً، بحيث يتمكن من تلبية توقعات الطلب الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية· ومضى يقول ''إننا ما زلنا نستهدف في توقعاتنا أن ذروة الإنتاج النفطي سوف تبلغ أقل من 100 مليون برميل يومياً ونركز على أن هذا الرقم سوف يكون في حدود 95 مليون برميل وليس 100 مليون برميل يومياً''· وفيما يتعلق بالنقص المريع في أعداد الكوادر الماهرة والمدربة فقد أنحى دي مارجري بجزء من اللائمة على الصناعة النفطية نفسها قائلاً ''إننا نواجه اثنين من التحديات الكبيرة أولهما يتمثل في برامج البحوث والتطوير بينما يتعلق الآخر بالتدريب والعمالة الماهرة''· علماً بأن الشركة الفرنسية تتجه لاستثمار مبلغ 7,5 مليار دولار في غضون الأشهر الخمسة المقبلة بينما تتوقع توتال أن بإمكانها رفع معدل متوسط استرداد النفط من أي مكمن من مستوى 35 في المئة الى معدل 45 في المئة· وأشار كذلك إلى أن النقص في المهارات بدأ يقلل من قدرة الصناعة على المضي قدماً في تنفيذ المشاريع الكبرى· عن تايمز
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©