الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

2011 سنة الحسم في أفغانستان

2011 سنة الحسم في أفغانستان
1 يناير 2011 23:16
كان القصد من وراء الحشد العسكري الأميركي في 2010 أن يحد من زخم تمرد "طالبان" في أفغانستان. أما اليوم، فقد أصبحت 2011 سنة الحسم. ويسعى المسؤولون الأميركيون والأطلسيون إلى إعطاء صورة إيجابية عن الأشهر الاثني عشر الأخيرة من القتال هنا، حيث يشيرون إلى مكاسب عسكرية مهمة تحققت في معاقل "طالبان" جنوب البلاد، وحملة منسقة من الضربات التي تستهدف قيادات المتمردين، وارتفاع عديد قوات "الناتو" إلى مستويات اعتبرت كافية لإنجاز المهمة هناك. وفي هذا الإطار، قال قائد عسكري أميركي، للصحافيين في كابول في ديسمبر:"إننا مقتنعون بأننا نحقق تقدماً في الواقع؛ وقد أثبتنا أن التقدم ممكن بالفعل"، مضيفاً "إننا سنواصل الضغط على حركة التمرد". غير أن بعض التطورات الخطيرة التي حدثت في ساحة المواجهة وخارجها قد لا تبشر بالخير في السنة الجديدة؛ ذلك أن "طالبان" تمكنت من التغلغل في مناطق من البلاد كانت تعتبر من قبل آمنة نسبيّاً -الشمال، والشمال الغربي والوسط- مما يقلص الثقة في قدرة الغرب على حماية السكان الأفغان ويعيق جهود المساعدات وإعادة الإعمار. كما أن الانتخابات البرلمانية التي جرت في سبتمبر، وكان يقصد بها أن تكون نموذجاً ديمقراطيّاً تحولت إلى أعمال تزوير وفوضى، في وقت أحكم فيه الفساد قبضته على الحكومة الأفغانية. ولكن بحلول منتصف فصل الصيف، كانت الإصابات بين الجنود الأميركيين وقوات حلف شمال الأطلسي بصفة عامة قد بلغت أعلى مستوياتها السنوية خلال الحرب. وفي يوم الجمعة الماضي اقترب عدد الوفيات في صفوف الجنود الأميركيين من سقف مرتفع إذ بلغت 498 حالة وفاة، وذلك حسب موقع إلكتروني مستقل، وهو ما يفوق عدد الإصابات التي حدثت خلال العامين الماضيين معاً. وبشكل عام، تكبدت القوات الغربية أكثر من 700 حالة وفاة في 2010، مما يزيد قلق الحكومات الأوروبية الواعية بافتقار الحرب للتأييد بين شعوبها. فعلى رغم أن الحلفاء في "الناتو" قدموا جبهة موحدة خلال مؤتمر عقد في نوفمبر الماضي، إلا أن الأميركيين -الذين تشكل قواتهم ثلثي القوات الغربية التي يبلغ قوامها 150 ألف جندي- يعربون عن قلقهم في المجالس الخاصة بشأن احتمال تحمل الولايات المتحدة نصيباً أكبر من العبء العسكري خلال المقبل من الأعوام. وبموازاة مع ازدياد أعمال العنف، ازدادت أيضاً الإصابات في صفوف المدنيين، حيث قفزت بنسبة 20 في المئة خلال الأشهر العشرة الأولى من 2010 مقارنة مع الفترة نفسها من السنة التي قبلها، وذلك حسب أرقام الأمم المتحدة. وقد نسبت معظم الوفيات الـ 2412 التي حدثت بين المدنيين خلال تلك الفترة إلى "طالبان"؛ ولكن العديد من الأفغان يميلون -فيما يمثل إحباطاً للمسؤولين العسكريين الغربيين- إلى إلقاء اللوم كله على القوات الغربية، حيث ينظرون إلى وجودها باعتباره مغناطيساً جاذباً لهجمات المتمردين التي تقتل وتجرح المدنيين. وفي ظل تعهد كل من "طالبان" والغرب بتكثيف المواجهة العسكرية خلال الأشهر المقبلة، يمكن القول إن المدنيين سيواصلون تحمل وطأة الهجمات الانتحارية والتفجيرات على الطرق التي بات شبحها يطارد الحياة اليومية في أجزاء كبيرة من البلاد، كما يقول بعض المسؤولين. وفي هذا السياق، تقول سميرة خان، وهي معلمة بإقليم قندهار الذي يمثل بؤرة القتال: "أحياناً نشعر بأنه لم يعد ثمة أي مكان آمن بالنسبة لنا"، مضيفة: "إننا مازلنا ننتظر أن تتحسن الحياة، ولكن يبدو دائماً أن علينا أن ننتظر أكثر". وفي بداية 2010، وُصفت قندهار بأنها تمثل ساحة اختبار للحملة التي تقودها الولايات المتحدة في الجنوب. وبعد أشهر من التأخير، تمكنت قوات غربية بالفعل من طرد "طالبان" من المناطق الحساسة المحيطة بالمدينة، التي تعتبرها الحركة معقلها الروحي. ولكن الحملة لم تبدأ بقوة وزخم إلا أواخر فصل الصيف، ذلك أنها أرجئت جزئيّاً بعد أن اعترف المسؤولون الأميركيون بصعوبات جلب الأمن والحكامة الجيدة إلى مدينة مارجة الأصغر حجماً في إقليم هلمند المجاور الذي كان قد شهد حملة مماثلة قادها مشاة البحرية الأميركية. وفي أثناء ذلك، زرعت "طالبان" الرعب في قندهار عبر إقدامها على اغتيال الأشخاص المنتمين إلى الحكومة، أو الذين لديهم علاقات مع القوات الأجنبية. ويعترف القادة الغربيون بأن استمرار المكاسب التي تحققت في قندهار لن يتضح قبل فصل الربيع؛ ذلك أن الكثير يتوقف على ما إن كان المتمردون سيستطيعون إعادة تنظيم صفوفهم وإعادة التسلح خلال فصل الشتاء في معاقلهم التقليدية في باكستان، التي تظل خارج متناول قوات "الناتو" البرية. والواقع أن الملاذات التي يتحصن بها المتمردون في المناطق القبلية في الحدود مع باكستان أصبحت أقل أمناً نسبيّاً في ضوء ازدياد الضربات التي نفذتها طائرات أميركية بدون طيار خلال العام الماضي. ولكن تقييم أوباما السنوي للحرب في أفغانستان، الذي صدر بعد 12 شهراً تقريباً على إصداره أوامر بتعزيز عديد القوات الأميركية هناك بـ30 ألف جندي، انتقد بشدة جمود باكستان بخصوص المقاتلين الذين يلجأون إلى أراضيها. وسيشدد المسؤولون الأميركيون علناً على أن هدف موعد يوليو 2011 لبدء سحب الجنود من أفغانستان لم يتغير؛ غير أن تاريخاً جديداً هو 2014 صعد إلى الواجهة مؤخراً؛ وهو التاريخ الذي من المؤمل أن تكون فيه قوات الأمن الأفغانية مستعدة لتزعم جهود حماية البلاد. وعلى رغم أن جهوداً مكثفة للتجنيد ضخمت صفوف الشرطة والجيش الأفغانيين ورفعتها إلى ربع مليون فرد، إلا أنه ما زال على مدربيهم الغربيين أن يتعاطوا مع جملة من المشاكل مثل إدمان المخدرات، والأمية، والتوترات الإثنية، والعنف الذي يحدث من حين لآخر، والإظهار غير المتوقع للولاء لـ"طالبان". وحتى بعض المسؤولين الغربيين الذين يتحدثون عن صورة آخذة في التحسن بأفغانستان، مثل رئيس بعثة الأمم لمتحدة هنا "ستيفن دي ميستورا"، يعترفون بأن العام القادم سيكون عاماً صعباً على الأرجح؛ حيث قال لـ"مجلس الأمن" الأسبوع الماضي: "إن تقييمنا هو أن الأمور قد تزداد سوءاً قبل أن تزداد تحسناً في الأخير". لورا كينج كابول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©