أجهزة التلفزيون «الذكية» تزدهر في أسواق الاقتصادات الصاعدة

من المتوقع أن تصل المبيعات العالمية من أجهزة التلفاز المتصلة بالإنترنت إلى 123 مليون جهاز بحلول العام 2014، وفق دراسة جديدة لشركة أبحاث «ديسبلاي شيرش». واللافت أن الساحة المرجحة لهذا الازدهار ستكون أسواق الصين وأميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية وليس الدول الأكثر نموا مثل الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا الغربية. وبُنيت هذه الوقعات على أساس النمو المحقّق فعليا في العام 2010، وجاء في «لوس انجلس تايمز بلوج» أن ما يقرب من 20% من أجهزة التلفزيون التي تم شحنها في العام الماضي في مختلف أنحاء العالم هي من فئة الأجهزة القابلة للاتصال بالإنترنت أو ما بات يسمى «التلفزيونات الذكية». وذكرت الدراسة أنه بحلول عام 2014 سترتفع مبيعات مثل هذه الأجهزة في أوروبا الشرقية على سبيل المثال إلى عشرة ملايين جهاز، أي نحو أربعة أضعاف ما وصلت إليه في العام الماضي (2,5 مليون جهاز)، في حين أن 33% من تلفزيونات الشاشات المسطحة في الصين ستكون في العام 2013 قابلة للاتصال بالإنترنت. وقال بول جراي، المدير المختص بالتلفزيونات الإلكترونية في «ديسبلاي شيرش» إن سوق التلفزيونات المتصلة بالإنترنت ستنمو خارج الأسواق الناضجة مثل أوروبا الشرقية واليابان، ومع وجود بنية تحتية ممتازة واسعة النطاق في الدول ذات الاقتصادات الصاعدة، فإن تبني التلفزيون القادر على الاتصال بالإنترنت سيكون خطوة طبيعة تالية في مجال التلفزيون المميز المبتكر. أما في البلدان المتقدمة مثل الولايات المتحدة، فستكون هناك خيارات أخرى «أكثر تقدما» تواكب التطورات في البث الرقمي. وفي دول أخرى، يمكن لمثل هذه الجهزة أن تقفز بالبنية التحتية للبث. في الصين مثلا، فإن التلفزيونات المتصلة بالإنترنت يمكن أن تصل الآن إلى الفيديو من الإنترنت، ولكن الكثير منها لا يمكنه فك شفرة البرمجة القياسية، وفق تقرير الدراسة. وتوقعت الدراسة أيضا تقدما تكنولوجيا متزايدا في الخيارات التي تتيحها التلفزيونات المصممة للاتصال بالإنترنت خلال السنوات القليلة المقبلة، فتنتقل من مجرد أجهزة قادرة على الوصول إلى منتجات الفيديو على الإنترنت إلى تكنولوجيا بنسخة جديدة ذات إمكانات أكثر رقياً وأغلى كلفة تتيح تطبيقات أخرى ومحركات بحث أكثر تقدماً. وعلى صعيد متصل بتطبيقات التلفزيون، أعلنت شركة «ياهو» عن اتفاق لشراء شركة «انتو ناو» لتطبيقات التشارك التلفزيوني وذلك في إطار خططها لزيادة حضورها في فضاء وسائل الإعلام الاجتماعية. وتسمح برمجيات «أنتو ناو» للمستخدمين تحديد البرامج التلفزيونية وتشاركها مع الأصدقاء باستخدام الإنترنت عبر الهاتف النقال. وتحاول «ياهو» معالجة حالة تراجع الأرباح التي تمر بها منذ سنوات وهي تتطلع من وراء الصفقة الجديدة إلى زيادة عائداتها من خلال التوسع في سوق إنترنت الهاتف النقال وزيادة إعلانات الفيديو على موقعها على الإنترنت. وقال أحد مسؤولي الشركة، بيل شونسي «سواء كان ذلك على جهاز الكمبيوتر الشخصي أو الهاتف النقال أو التلفزيون فإن الاعتماد على القنوات الاجتماعية يشهد حالة ارتفاع سريع».