طرق دبي ترفض انتقادات البلدية بـ إفساد المسطحات الخضراء

رفضت هيئة الطرق والمواصلات في دبي الانتقادات التي وجهتها بلدية دبي فيما يتعلق بـ''إفساد'' المسطحات الخضراء في المدينة، قائلة إنها ليست الجهة الوحيدة التي تنفذ أعمالاً إنشائية في حرم الطريق، في إشارة إلى هيئة الاتصالات وهيئة الصرف الصحي والري· واتهمت بلدية دبي شركات الطرق بارتكاب ''مخالفات واضحة'' ضد المساحات الخضراء في شوارع المدينة، وألقت باللائمة على هيئة الطرق والمواصلات بسبب ما اعتبرته ''غياب الرقابة والتفتيش''، ما أدى إلى تشويه المنظر العام للمساحات المزروعة التي كانت إحدى السمات ''المميزة'' لمدينة دبي· وقال نبيل صالح مدير إدارة الطرق في الهيئة إن الأعمال الإنشائية الجارية في حرم الطريق لا يقتصر تنفيذها على الهيئة فقط، وبذلك فإن هيئة الطرق ليست وحدها المعنية في موضوع نزع النباتات أو إفساد المسطحات الخضراء في شوارع دبي، مضيفاً أن من الطبيعي أن تضطر هيئة الطرق إلى إزالة جزء من هذه المسطحات خلال تنفيذ المشاريع· وأكد صالح أن جميع مشاريع الطرق الجديدة التي تقوم الهيئة بتنفيذها مرفقة بتصميم خاص بالزراعة التجميلية تحرص الهيئة على تنفيذه فور الانتهاء من أعمال البنية التحتية والأعمال الإنشائية، لافتاً إلى أن الزراعات التجميلية التي تنجزها الهيئة لا تقتصر فقط على الطرقات الداخلية لمدينة دبي· وذكّر مدير إدارة الطرق في الهيئة بمشروع الزراعة التجميلية لطريق دبي العابر الذي نفذته الهيئة بكلفة بلغت 91 مليون درهم، مشيراً إلى أنه روعي في تصميمه اختيار نباتات تتأقلم مع البيئة المحلية والظروف الجوية وطبيعة التربة في إمارة دبي، إضافة إلى دورها في توفير تكاليف الري وأعمال الصيانة، كما أنها تعمل كمصدات رياح ومانعة لزحف الرمال على جانبي الطريق· من جهته، كشف مصدر في البلدية عن وجود بعض ''الأمور العالقة'' بين إدارة الحدائق العامة والزراعة وهيئة الطرق والمواصلات بخصوص عدم التزام الأخيرة بـ''الحفاظ قدر المستطاع'' على المساحات الخضراء أثناء إنجاز الأعمال الإنشائية، إضافة إلى غياب التنسيق بشأن إعادة زراعة بعض هذه المساحات وتجميلها بعد الانتهاء من أعمال الطرق· وابدت إدارة الحدائق العامة انزعاجها من ''عدم تجاوب'' المسؤولين في إدارة الطرق وعدم التزامهم في تنفيذ التوصيات الناتجة عن اجتماعات فرق العمل المشتركة، مما أدى إلى وجود العديد من المظاهر السلبية التي أثرت على مستوى أداء الإدارة في مجال الصيانة الزراعية· كما اعترضت إدارة الحدائق على إلغاء هيئة الطرق مواقع بستنة وتجميل زراعي في شوارع المدينة واستبدالها بمكاتب جاهزة للاستشاريين والمقاولين· وذكرت الإدارة أن عدم وجود معايير واضحة لوضع اللوحات الارشادية والمرورية داخل المساحات المزروعة قد أثر على المظهر العام للمدينة· كما اعتبرت أن تحويلات الطرق المؤقتة هي أعمال غير مخططة تركت أثراً ''كبيراً جداً'' على المساحات الخضراء في المدينة· وقالت إدارة الحدائق إنه ''رغم التوصيات الواردة في محاضر الاجتماعات المشتركة والتي تشدد على زراعة مواقع الانترلوك في المدينة، والتي سبق لإدارة الحدائق حصرها وإرسالها إلى الهيئة، فإن هذه الأخيرة لم تتخذ لغاية اليوم الإجراءات اللازمة لتنفيذها''، مضيفة أن الشوارع التي أوصى المكتب التنفيذي بزراعتها مثل شارع الشيخ زايد وشارع مراكش ''جاءت متأخرة ولم تعمل هيئة الطرق على التنسيق مع إدارة الحدائق بالدرجة المنشودة''· وذكرت إدارة الحدائق أنها أعطت مجموعة من الشركات شهادة ''عدم ممانعة'' للعمل في العديد من المواقع المزروعة في المدينة، بعد أن تعهدت هذه الشركات بإعادة زراعة تلك المواقع، بناء على طلب هيئة الطرق، إلا أن هذه الشركات لم تنفذ أي من وعودها بإعادة زرع هذه المواقع· ورصدت الإدارة قيام هذه الشركات بإلقاء مخلفات الطرق على الأشجار والمسطحات الخضراء، بسبب ضعف رقابة الهيئة على المواقع التي تعمل فيها هذه الشركات، ما تسبب بإتلاف تلك النباتات· واعتبرت إدارة الحدائق أن غياب الإشراف المباشر قد أدى أيضاً إلى كسر خطوط الري الرئيسية التي تغذي شبكات الري الفرعية في معظم مواقع المدينة، مما تسبّب في انقطاع مياه الري لفترات زمنية طويلة أثرت على المظهر العام لمواقع الصيانة الزراعية في شوارع دبي· ورأت إدارة الحدائق أن غياب التنسيق يتجلى من خلال بعض التصرفات التي تقوم بها هيئة الطرق، من حيث قيامها بزراعة تجميلية لمسطحات خضراء في مناطق الجسر العائم وتقاطع القرهود قبيل افتتاح هذه المشاريع من دون تزويدها بشبكة ري، لتترك هذه المسطحات ''ذابلة'' لفترات طويلة في موقعها، وهو ما أثر على سمعة إدارة الحدائق كونها الجهة المنوطة بأعمال الزراعة· وطالبت الإدارة هيئة الطرق بالتنسيق معها لزراعة هذه المواقع بطريقة صحيحة، بعد توفير مصدر مناسب للري ولو بشكل يدوي مؤقت لضمان استمرارية هذه المسطحات وتوفيراً للنفقات·