مرحلة المراهقة (2)

نكمل حديثنا عن هذه المرحلة العمرية من حياة الإنسان التي يطرأ عليها كثير من المتغيرات الفكرية والنفسية والعضوية الأمر الذي قد يحدث صدامات بين المراهق ووالديه وأفراد المجتمع. الجدير بالذكر أن المراهق قد يشعر بشكل عام بعدم الاستقرار النسبي والتوتر والقلق والإحباط والتشاؤم وانحراف في المزاج، والتأرجح بين الثورة والخضوع والتحمس والرفض، والانطلاق والتوقع، كما قد يشعر بعدم الاتزان الجسمي، ولكن مع التقدم يزداد لديه الكيان النفسي رسوخاً، وثبوتاً عقلياً، ويزداد عنده الاهتمام بنوعية الدراسة والمهنة، ويتحول بعدها إلى شاب يتطلع بلهفة للمستقبل يتجه إليه بنفسية يملؤها الطموح والآمال مواكباً للكبار ممن حوله. والمراهق في هذه المرحلة لا يقبل عالم الكبار بل يثور عليهم وعلى أفكارهم وآرائهم وهذا ما يعانيه كثير من أولياء الأمور، كما أنه لا يحب التبعية أو التسلط عليه. ويرى الباحثون أن المراهق إنما يبحث في كل ذلك عن ذاته ويسعى لتحقيقها، وأن هذه المرحلة هي مرحلة حب النمو للشخصية وتكاملها، ومرحلة اكتشاف القيم والمثل. للمراهقة أشكال وصور متعددة ولذا ليس هناك خصائص عامة وثابتة لسلوك المراهق، وما هو مذكور إنما ظواهر سلوكية تتأثر باتجاهات العصر، والثقافة المحيطة، وثقافة المراهقين، الذين حوله، بالإضافة لعوامل أخرى متعلقة بالمراهق نفسه، وظروفه، وعلاقاته الاجتماعية. ومن الخصائص التي تميز المراهق في نموه تمرده على أبويه، وثورته على مدرسيه وعلى مدربيه في النادي، وعلى أي شكل من أشكال السلطة، فهي مرحلة الصدام مع السلطة في كل صورها، فالمراهق يرفض من الكبار التحكم فيه وتقييد حريته؛ لأنه يرى أنه يعرف مصلحته ولذا قد نجده يتذمر من أي شيء قد يعيق اختياراته وقراراته الخاصة به وبحياته وهذا الأمر يولد صداماً بينه وبين والديه خاصة عندما لا يدرك الآباء هذه الحالة النفسية للمراهق لدرجة أن بعضهم يلجأ لاستخدام الضرب. هناك فروق فردية في العمر الزمني الذي يكتمل فيه النضح الجنسي، فالإناث يبلغن مرحلة النضج الجنسي قبل الأولاد، حيث يتم النضح الجنسي عند البنات ما بين سن 11-12، أما البنين فيتم ما بين سن 13-14. ومن مظاهر النمو الجسمي عند المراهق ملاحظة طفرة النمو وازدياد سرعته لمدة حوالي الثلاث سنوات الأولى عند البنين والبنات، حيث يستمر النمو عند البنات لعمر18 سنة، وعند البنين لعمر 20 سنة، حيث يظهر تغير في النمو الجسمي، وتغير في شكل وملامح الوجه، ويزداد الطول بشكل سريع، ويتسع الكتفان، ومحيط الأرداف ويزداد طول الجذع وطول الساقين مما يؤدي إلى زيادة الطول والقوة. ويزداد نمو العضلات والقوة العضلية بصفة عامة، ويزداد الوزن بشكل سريع لنمو العضلات والعظام. وللحديث صلة إن شاء الله. dralazazi@yahoo.com