الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شعراء ونقاد يبحثون إشكاليات الحفاظ على جوهر الأدب عند ترجمته للغات أخرى

شعراء ونقاد يبحثون إشكاليات الحفاظ على جوهر الأدب عند ترجمته للغات أخرى
27 ابريل 2013 00:13
جهاد هديب (الاتحاد) - تحوّلت الجلسة الاولى من مؤتمر أبوظبي الدولي الثاني للترجمة “تمكين المترجمين” التي أقيمت مساء أمس الأول في موقع معرض أبوظبي الدولي للكتاب في مركز المعارض، عن محورها الأساسي: “تقديم المسيّرين”، أي ما الذي سيفعله المشرفون على ورشات العمل الخاصة بالترجمة، إلى مناقشة الإشكاليات التي تواجه الترجمة الأدبية من وإلى العربية. شارك في الجلسة: الشاعر والمترجم الدكتور كاظم جهاد من العراق، والدكتور والأكاديمي محمد عصفور من الأردن، والمترجم الدكتور مصطفى السليمان من ألمانيا ـ الأردن، والناقد فخري صالح من الأردن، وأدارها الناقد سعد البازعي من السعودية. استمرت الجلسة تداولية بين المحاوِر والمشاركين في الجلسة وكذلك مع الجمهور من المترجمين المشاركين في المؤتمر وطلبة الكليات الوطنية المشاركين في ورشات العمل قرابة الساعتين ونصف تلت الافتتاح الرسمي للمؤتمر. ولعل من أبرز الأفكار التي أمكن رصدها وطُرحت في المؤتمر يمكن إجمالها مقرونة بصاحبها على النحو التالي: الحواشي والهوامش تحدث أولا الشاعر كاظم جهاد فأشار إلى أن هناك مَنْ يرى أن ترجمة الشعر نظما بالعربية أفضل من ترجمته نثرا، وذلك مع أن المنظومة العروضية هي شيء آخر ينتمي إلى ما بعد الترجمة لأن هذه المنظومة هي غريبة عن الشاعر وعن اللغة الأصلية للنص وتخص اللغة المنقول إليها، وذلك فضلا عن أن علاقة الشاعر بالوزن عفوية أما ما يأتي به المترجم من إضافة عروضية فهي صبٌّ للنص في قالب ما يعني تحول الشعر عن عفويته إلى أن يصبح صناعة متحذلقة وغير عفوية، ما يعني أنك تعود بالنص إلى عصره ولا تأخذه إلى عصرك أنت بوصفك مترجما. تطرق كاظم جهاد إلى ترجمة الكلاسيكيات الشعرية من الآداب الأجنبية، فلاحظ أن هناك العديد من هذا النوع من الترجمات لا تتضمن حواشي أو هوامش او شروحات ولا حتى تمهيدا نقديا يضيء الأبعاد الأدبية ـ التاريخية لهذه النصوص، مؤكدا أن خلو هذه الترجمات من الحواشي والتمهيدات النقدية ينعكس سلبا على قراءة النص إذ يُقرأ بمعزل عن كل ما يحيط به وبعيدا عن أدبية الأدب وعن موقع هذا الأدب بالنسبة للتطور التاريخي للشكل الشعري في لغته الأم. ولفت كاظم جهاد الانتباه إلى أثر الترجمة والنقل من اللغات الأخرى إلى العربية في تكوّن هذه الثقافة وتشكّل ثقافتها في مراحل التأسيس، فالفكر العربي، بحسبه، قام بتأثير من هذه الترجمات وكذلك هي حال رواد النهضة الفكرية الحديثة ومثقفيها من طراز رفاعة الطهطاوي وسواه من المثقفين العرب. وأشاد كاظم جهاد بعدد من الجهود الشابة لمترجمين عرب ذكر من بينهم ماري طوق من لبنان وديما منصور وياسر عبد اللطيف من مصر ووفاء بجاوي من الجزائر. التغريب والتوطين ورأى الدكتور محمد عصفور أن مصطلحيْ: التغريب والتوطين متلازمان وأنه من الممكن للترجمة أنْ تحافظ على اللفظ الأجنبي وتوطّنه في اللغة المنقول إليها، أي أن اللغة الأخرى تتقبله. وأعرب عن رأيه بأنه ضد نقل الآداب العربية إلى اللغات الأخرى عندما نقوم بها نحن العرب، ومن وجهة نظره فإن اختيار ما ينبغي ترجمته إلى اللغات الأخرى ينبغي أن يتم اختياره من قبل مترجمي شعوب هذه اللغات فهم الأكثر دراية بما يحتاجون اليه من آدابنا في هذه اللحظة أو تلك، وما عدا ذلك اعتبره محمد عصفور مضيعة للوقت وهدرا للمال وجهد المترجمين العرب. وفيما يتصل بتضمين الترجمات للحواشي والهوامش والتمهيدات النقدية رأى انه ما من ضرورة لها إذا لم تخدم فهم النص واستيفائه قرائيا من قبل القارئ العادي والناقد، كما أشار إلى أنه ضد ترجمة الشعر نثرا بل ينبغي ترجمته منظوما. كذلك تحدث الدكتور محمد عصفور عن تجربته في ترجمة “صيّادون في شارع ضيّق” للروائي والشاعر الفلسطيني الراحل جبرا ابرهيم جبرا الذي قال عن هذه الترجمة إن الرواية “كما لو أنها كُتبت بالعربية”.، فأعرب عن اعتزازه بذلك مشيرا إلى أنه أحجم عن ترجمة شعر جبرا المكتوب بالانجليزية كان موزونا بينما لم يكن شعره بالعربية كذلك. حقوق المترجم ومن بين الافكار التي طرحها الدكتور مصطفى السليمان هي حقوق المترجم، فرأى انه ينبغي أن تكون لحقوق الترجمة الأهمية ذاتها التي لحقوق التأليف، كما ينبغي أن يتم التعامل مع هذه الحقوق بالتساوي، مؤكدا انه أثناء الترجمة ينبغي خلق روابط وصلات بين الكاتب والمترجم ودار النشر. كما رأى ان الترجمة هي المدخل الأكيد للأدب العالمي وهي النافذة المفتوحة على الأفكار التي تتفتح في الثقافات الأخرى ما يعني انه من غير الممكن تصوّر ان هناك ادبا عالميا في العالم دون ترجمة، مشيرا إلى أن النص المترجم بوسعه العيش في الثقافات الأخرى وهو قابل للتطور من خلال الترجمات الاخرى إذ أن ترجمة نص ما هي الا إحدى تأويلاته وقد تم نقله ـ أي النص ـ إلى لغة أخرى. تبادل الخبرات وأخيرا، إلى فخري صالح الذي أكّد أن الغرض من ورشات العمل في حقل الترجمة هو تبادل الخبرات بين المترجمين من أجيال وخلفيات ثقافية ولغات مختلفة خاصة أن الذين يحضرون الورشة من العربية إلى الانجليزية هم من التنوع بحيث يحققون هذه الغاية إذ أن هناك مشاركين بريطانيين لغتهم الأم هي الانجليزية وعربا ممن يدرسون الترجمة ومترجمين محترفين وأساتذة لغويّات تطبيقية”. كما اكدّ أن الهدف من الجمع بين هذه الخبرات يتمثل في “وضع اليد على المشكلات التي يواجهها المترجمون في نقل النصوص من لغة إلى أخرى وإلى الانجليزية بصفة خاصة ومحاولة إيجاد حلول لهذه المشكلات المتعلقة بالخلفيات اللغوية المختلفة وكذلك بالخلفيات الثقافية المتعددة”. أيضا، قال: أعتقد أننا محظوظون أن من بين المشاركين في الورشة أشخاص ينتمون إلى اللغة الأم المُترجم إليها بحيث يصبح من الممكن المقارنة بين ما يُنجزه المترجمون العرب والمترجمون البريطانيون خاصة أنهم سيترجمون النصوص ذاتها بحيث يُتيح لنا ذلك أن نقارن معا ونصحح ونعدّل ومن ثمَّ يُصار إلى نشر هذه النصوص على موقع كلمة بعد الانتهاء من الورشة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©