السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ظل الحكايا» كوميديا تراثية تستعيد زمن هارون الرشيد

«ظل الحكايا» كوميديا تراثية تستعيد زمن هارون الرشيد
30 ابريل 2011 21:26
يجري في دمشق حالياً تصوير مسلسل تاريخي جديد بعنوان (ظل الحكايا)، يجمع نجوماً من عدة بلدان عربية، ويعود بنا إلى بغداد في عصر هارون الرشيد، ليروي الحكايات التي أهملها الرواة عن مجتمع عاصمة الخلافة العباسية في تلك الفترة. كتب العمل الجديد المسرحي العراقي المقيم في دمشق الدكتور حميد صابر ويخرجه رشاد كوكش ويلعب دور البطولة الرئيسية فيه الفنان الجزائري حكيم دكار، الذي يؤدي شخصية (ابن المغازلي)، وهو شخصية حقيقية لعب في ذلك الوقت دور الحكواتي الذي كان يقف في ساحة المدينة ويروي الحكايات للجمهور ويلقي عليهم الشعر والأمثال الشعبية والموعظة الحسنة، مقابل دراهم قليلة، يوزعها على الفقراء، رغم أنه هو نفسه فقير معدم. كوميديا تراثية ويقول مخرج العمل رشاد كوكش إن المسلسل عبارة عن دراما تراثية إنسانية كوميدية، تأخذنا إلى بغداد في زمن ازدهار الدولة العباسية، عندما كانت العلوم والآداب والفنون في أوجها، لكنه لا يحاول التوثيق لتلك الفترة من الناحية السياسية، وإنما يكتفي باستحضار المكان والزمان، مع إظهار جانب من الصراع العربي الرومي. فالهدف من العمل هو التركيز على الحكايات التي كان يرويها (ابن المغازلي)، وهو الإنسان الزاهد الواعظ الذي سبق عصره بتكوينه المعرفي والإنساني. ويتابع كوكش: إن العمل يجمع بين العبرة والفائدة الأدبية والموعظة، ومن خلال الموسيقى والشعر والمواقف الطريفة الفكاهية، يستحضر شخصيات ذلك الزمان من كبار الشعراء والموسيقيين والفنانين، أمثال أبي العتاهية وأبي نواس والأصمعي واسحاق الموصللي وزرياب، وما جرى بينهم من قصص ومواقف طريفة. ويتنقل بنا بين القصور والشوارع والأسواق ليقدم بانوراما كاملة للحياة في ذلك الوقت. وعبّر المخرج رشاد كوكش عن سعادته بهذا التعاون العربي المشترك، والذي يجسد برأيه مثالاً يحتذى، فالكاتب عراقي والمخرج سوري، والمسلسل من إنتاج جزائري لبناني مشترك، والممثلون ينتمون إلى عدة بلدان عربية. صيغة البطل الشعبي أما النجم الجزائري حليم دكار الذي يؤدي شخصية (ابن المغازلي) في العمل، فيقول: المسلسل يتناول عصر هارون الرشيد بكل ألقه وبهائه، حيث كانت بغداد في ذلك الوقت مركز إشعاع فكري ومعرفي وفني، وبعودتنا إلى ذلك الزمن، نحاول أن نستفيد من حكاياته بإسقاطات معاصرة على الواقع المعاش اليوم، وإذا كان ذلك الزمن رائعاً وعظيماً، فإنه أيضاً لا يخلو من التناقضات الاجتماعية، والفروق بين الأغنياء والفقراء، وبين المستغلين والمستضعفين، وبين أهل السلطة والنفوذ والناس البسطاء. ومن هنا تأتي أهمية شخصية (ابن المغازلي) الذي كان ينتقد السلوكيات الخاطئة وارتكابات المتنفذين، ويقف إلى جانب الفقراء، ليجسد بذلك صيغة البطل الشعبي. ويضيف دكار: إن تقديم مثل هذه الشخصية الفريدة والمعقدة ليس بالأمر السهل، وقد عدت لمراجع متنوعة محاولاً استنباط مفاتيح للدخول إلى عوالمها، وخصوصاً أن التاريخ الرسمي في ذلك الوقت لم يذكر الكثير عن شخصية (ابن المغازلي)، ولم يعطه حقه، رغم أنه كان من الشخصيات البارزة في ذلك العصر. التاريخ بإسقاطات معاصرة وعن مدى الاعتماد على الوثيقة التاريخية في هذا العمل الجديد، يقول الدكتور حميد صابر كاتب العمل: إن المسلسل هو قراءة في التراث، وهذه القراءة تتضمن جانبين، الأول واقعي، يتمثل بشخصية (ابن المغازلي) ومن عاصره من الشعراء والموسيقيين والشخصيات السياسية والشهيرة، وجانب آخر متخيل، وهو ما له علاقة بالحبكة الدرامية والعلاقات الإنسانية المختلفة، والشخصيات الاجتماعية البسيطة. فنحن لا نهدف من وراء هذا العمل إلى سرد التاريخ، وإنما نحاول أن ننهل من التراث ما يفيدنا من قصص وحكايات، لنقدمها برؤية درامية معاصرة. أما عن سبب استحضاره لشخصية (ابن المغازلي) تحديداً فيقول: عادة ما تتناول المسلسلات التاريخية والتراثية شخصيات القصور وعلية القوم، وقد أردت في عملي هذا أن أركز على شخصية البطل الشعبي، القريب من الناس، بحيث أستحضر شخصيات الشارع والناس البسطاء، لأروي الحكايات التي أهملها الرواة عن ذلك العصر، وقصص الظلم والمظلومين والتي هي قصص كل العصور. ولا تتوفر هذه الصيغة بمقدار ما تتوفر في شخصية (ابن المغازلي) الرجل الزاهد ذي العقل الكبير والأفق الواسع، والذي يبدو للبعض أحياناً وكأنه مجنون، وهو ليس كذلك، وإنما هو ذو حكمة تجاوزت عصره، فكان يروي الحكايات للناس ويقوم بتمثيل الأدوار، فيلعب دور الخليفة والصعلوك والتاجر والحرفي والمثقف، وكل ذلك بقدر كبير من خفة الظل وروح الفكاهة. نجوم وأدوار يلعب الفنان فاروق الجمعات شخصية الشاعر العباسي (أبي العتاهية)، ويعبّر عن سعادته بأداء هذه الشخصية التاريخية الهامة، ويقول إنه عاد إلى كتب التاريخ التي تحدثت عن الشاعر المعروف بشاعر الحكمة، ليكوّن صورة مقنعة عن شخصيته، ويضيف: إن مثل هذه الأعمال تعرّف الأجيال الجديدة بتاريخها، وبالشخصيات الكبيرة التي لعبت دوراً مهماً في هذا التاريخ، ومازالت تلقي بظلالها على واقعنا. أما الفنان تيسير إدريس فيؤدي شخصية الخليفة هارون الرشيد، ويقول: رغم أن عدداً من الفنانين قدموا شخصية الرشيد على الشاشة الصغيرة في أكثر من عمل، لكني سأقدمها بصورة جديدة تماماً وبأسلوبي الخاص، وأتمنى أن يعجب تصوري لها جمهور المشاهدين. ويلعب الفنان زيناتي قدسية دور الشاعر (أبي نواس) الذي يعد واحداً من أبرز المجددين في الشعر العربي في ذلك الوقت، ويقول عن دوره: أبو نواس معروف بخفة ظله وظرافته، وعلاقته القوية مع الخليفة، واحترام الشعراء له وتأثرهم الكبير به، وأستند في تقديمي لشخصيته على مخزوني المعرفي عن هذا الشاعر الذي كان حديث ذلك العصر. شراكة فنية عربية يشارك في مسلسل ظل الحكايا نجوم من عدة بلدان عربية، منهم: حكيم دكار وبهية راشدي من الجزائر، وعلي الطائي من العراق، وغازي حسين من قطر، وخالد السيد وحسن حمدان وعايدة عساف من لبنان، ومن سوريا: عبد الرحمن أبو القاسم وتيسير إدريس وزيناتي قدسية وعبد الحكيم قطيفان ومحمد خير الجراح وجرجس جبارة وجمال العلي ونجوى علوان وفاروق الجمعات ومأمون الفرخ ونوار بلبل وغيرهم. ويستمر تصويره حالياً في مدينة (الفارس الذهبي) للتصوير التلفزيوني والسينمائي قرب دمشق، حيث بني ديكور لمدينة بغداد كما كانت عليه في العصر العباسي خصيصاً لهذا العمل بإشراف مصمم الديكور إيلي صيدناوي، وبعد الانتهاء من التصوير في هذا الموقع، سينتقل فريق العمل للتصوير في البادية السورية وعلى ضفاف نهر دجلة. ويتألف العمل من ثلاثين حلقة مدة كل منها أربع وخمسون دقيقة، ومن المقرر عرضه على ست قنوات فضائية خلال شهر رمضان القادم.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©