طالبات جامعة زايد يقدمن «خراريف».. حكايات من الموروث الخليجي

سلمان كاصد - أبوظبي / (فيديو: نجلاء المحيربي - الاتحاد نت)

لمشاهدة الفيديو على الهواتف المتحرك اضغط هنا

مما يلفت النظر في أجنحة معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثالثة والعشرين والتي تقام فعالياتها على أرض المعارض بأبوظبي، أن ثمة جناحاً كتب على زاوية منه وفي الأعلى كلمة “زود” والتي تدعو بهذا الاختصار الشديد للتساؤل عمّا تعني هذه الكلمة، وبالطبع يستدعي ذلك أن تدخل إلى هذا الجناح لتجد روح الشباب مهيمنة فيه والطموح واضحاً بين معانيه، والهمم شبابية بامتياز تستحوذ على وجوده، ولكننا لابد أن نتساءل عن حقل النشاط الذي تشتغل عليه “زود”.
تأسست زود على يدي الشيخة اليازية بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، وتحت رعايتها وإدارتها انبثقت الفكرة الأولى، كون الشيخة اليازية قارئة مهمة تطمح إلى إشراك أصدقائها في هذه الهواية الأخاذة.
ويلخص جناح زود كل القصة، فيذكر أن الشيخة اليازية قد بدأت وأمام التفكير بطريقة توسع فيها مدارك الآخرين، بتأسيس أول ناد للقراءة، واستطاع هذا النادي أن يستقطب بامتياز أعداداً كبيرة من الشباب ليتوجهوا إلى تنشيط مداركهم المعرفية بالقراءة والاطلاع، حيث جذب أصدقاء جدداً لم يسبق لهم أن اهتموا بالقراءة، وكان من فضيلة تفكير الشيخة اليازية أنها بدأت بتوسيع المشروع ليشمل الإمارات كلها، وهنا ظهرت مبادرة “زود” لمساعدة الناس لإنشاء نواديهم للقراءة وتشجيعهم عليها».
الأهم في هذا المشروع الرائع هو ما سيتم إنجازه من موقع إلكتروني بعنوان «موقع زود الإلكتروني»، وهو المشروع الذي سيتيح الفرصة للجميع للبحث وتصفح عدد لا نهائي من الكتب العربية والأجنبية، تسهيلا للمعرفة ووصول الباحثين إلى الكتب التي يريدون بسهولة ويسر، كما سيتيح لهم فرصة قراءة وكتابة آرائهم حول الكتب، ويفتح كل ذلك باب المجال لعمل منتديات ونوادي قراء “أونلاين” وحلقات مناقشة على الموقع حول المواد الأدبية أو غيرها.
في يوم الرابع والعشرين من أبريل والذي يصادف يوم الكتاب العالمي وهو ذلك اليوم الذي بدأ فيه معرض أبوظبي الدولي للكتاب، انطلقت المؤسسة.
كل ذلك جاء مصادفة حقاً، ليؤكد أن هاجس الكتاب قد استحق أن يوليه المعنيون به اهتمامهم.
بعد كل هذا الجهد في تأسيس مؤسسة “زود” من قبل الشيخة اليازية بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، توزعت مكاتب زود في فضاء أبوظبي وانتشرت في جهات الإمارات، فكان طلب حضور الشباب طاغياً.
تشجع الشباب على إقامة فعاليات قرائية وورشات عمل تهدف إلى إثراء هذا الحقل المهم عبر تكوين نواد للقراءة والكتابة وغيرها من المفاجآت، حيث انقسمت فعاليات زود إلى قسمين وهما مبادرات زود وأنشطة وفعاليات زود بالتعاون مع المؤسسات الثقافية المختلفة.
أما مبادرات زود فهي عبارة عن أنشطة وفعاليات تزويد الكتب للأعضاء، عبر استبدال الكتب والتبرع بها في مكتبة مؤسسة زود.
في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بدأت فعاليات زود منذ انطلاقة المعرض في الرابع والعشرين من أبريل الجاري، حيث حضرت طالبات جامعة زايد في اليوم الأول للمعرض وفي التاسعة صباحاً للإعلان عن فعالية قراءة قصص الأطفال يومياً، ولمدة ساعتين من الساعة الثانية حتى الرابعة مساءً طوال أيام المعرض.
وفي كل يوم خصص زود جزءاً من جناحه لمجموعة «خراريف»، حيث تقرأ فيه طالبات، وكان لا بد أن نفهم أن زود يطلب من القارئ شيئاً محدداً يتلخص بأن يخبر الآخرين عن نفسه وعماذا يقرأ وما يعجبه أن يقرأ لتوفره له «زود».
ثلاثون نادياً أسستها زود منذ أن أوجدت لها مكاناً في معرض أبوظبي الدولي للكتاب عام 2012، وأهم ما في مشروعها هو أن تخاطب القارئ كي يصبح قائداً في ميدان المعرفة والقراءة، فتدعوه لأن يأخذ المهمة ليصبح رئيس نادٍ ناجحاً عبر جهوده في التواصل مع الآخرين الذين يهتمون بالقراءة.
تلك هي أفكار هذا المشروع الذي بدأ شاباً وسيأخذ مكانه بكل اقتدار الشباب في عالم المعرفة.