الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كسوة للكعبة من زمن السلطان سليمان القانوني في ركنٍ خاص

كسوة للكعبة من زمن السلطان سليمان القانوني في ركنٍ خاص
27 ابريل 2013 12:14
تعرض “دار انتكواريات إنليبرس للمخطوطات الأثرية” النمساوية في جناحها المختص بأندر المخطوطات داخل معرض أبوظبي الدولي للكتاب، كسوة نادرة للكعبة الشريفة بعثها أشهر سلاطين الدولة العثمانية السلطان سليمان القانوني في عام 950 هجرية من اسطنبول. وكسوة الكعبة الشريفة، التي لا تزال تحافظ على رونقها بعد مرور 470 عاما على حياكتها، تقف شاهدا على الفن الإسلامي وتسابق ملوك المسلمين على الحصول على شرف كسوة الكعبة. ويفخر السيد هيجو ويتشيرك مدير الدار أن الكسوة المعروضة هي أقدم كسوة معروفة للكعبة بهذه الدرجة من الدقة وأنها أفضل حالا من نظيرتها المحفوظة في متحف قصر توبكابي والتي لم يتم حفظها بشكل سليم”. ويُعرّف السلطان سليمان القانوني بأنه كان أحد أهم رعاة الفنون والآداب الإسلامية في عز الإمبراطورية العثمانية. وقد قام بتكليف أفضل النساجين في تركيا في ذلك الوقت بنسج هذه الكسوة التي أرادها أن تكون فخرا لكل المسلمين وشهادة على العصر الذهبي للإمبراطورية العثمانية أمام كل المسلمين الذين يحجون لقبلتهم من كل أصقاع الأرض. وقد سنّ السلطان سليمان التقليد الذي يقضي بأن يتم إرسال كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة من اسطنبول عاصمة السلطنة بعد أن تنسج من أفخر الأقمشة وتطرز بخيوط الذهب والفضة. وقد جرت العادة أن يتم تقطيع الكسوة بعد انتهاء مراسم الحج وتوزيعها على الحجاج ويستثنى من ذلك كسوة الكعبة في الحجة التي توافق فيها وقفة عرفات يوم الجمعة وهو ما يفسر احتفاظ هذه الكسوة بحالتها المتكاملة حتى الآن. وتتوافق الكسوة المعروضة في معرض أبوظبي للكتاب مع جميع تفاصيل الكسوة الموجودة في قصر توبكابي في اسطنبول كما أن الفحص الكربوني الذي أجرته جامعة تويبنجين الألمانية، وهي أقدم جامعة ألمانية متخصصة في التاريخ، قد أثبتت أن عمر الكسوة مطابق للتاريخ المكتوب عليها. كما أن خبراء الجامعة أشاروا في التقرير إلى أن وجود التطريز الذي يحمل اسم السلطان وتاريخ السنة الهجرية “يجعل من الكسوة وثيقة تاريخية” وليست فقط أثرا تاريخيا. ولا توجد أي كسوة مثبتة حتى الآن أقدم من الكسوة المعروضة في معرض أبوظبي للكتاب حيث إن هناك ثلاث كسوات من القرن الثامن عشر وباقي الكسوات من القرن التاسع عشر. كذلك لا يوجد لهذه الكسوة مثيل في المتاحف العالمية. فالمتحف البريطاني يحتوي جزءا من غطاء الباب نسج في عام 2003 أما متحف بريجامون في برلين فيحتوي قطعة نسجت في عام 1045 للهجرة معارة لها من المملكة العربية السعودية. بينما يضم متحف فيكتوريا وألبرت في لندن جزءا من كسوة إلا أنها تعود لأواخر القرن التاسع عشر ميلادي. ولا يوجد في المتاحف الشهيرة بمجموعاتها من الفن الإسلامي مثل متحف الفن الإسلامي في اللوفر أو المتحف الوطني للفنون الإسلامية في روما أي معروضات تمثل أحد أهم الوثائق التاريخية المنسوجة. وبوجود الكسوة في جناح (جي- 6) بالقرب من بوابة 9 يصبح معرض أبوظبي للكتاب أول موقع يستطيع الجمهور من خلال الاطلاع على أندر كسوة للكعبة الشريفة، ما يؤكّد القيمة المتزايدة لمعرض أبوظبي للكتاب كمعرض لأندر الوثائق التاريخية.
المصدر: أبوظبي - معرض الكتاب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©