الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

البرامج والدراما التلفزيونية تختطف المسرحيين من «أبو الفنون»

البرامج والدراما التلفزيونية تختطف المسرحيين من «أبو الفنون»
26 ابريل 2013 23:40
عصام أبو القاسم (الشارقة)- في حفل ختام الدورة الأخيرة لأيام الشارقة المسرحية حضّ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة جميع المسرحيين على التمسك بـ “أبو الفنون” ومقاومة الإغراءات التي يقدمها التلفزيون، وقال سموه في هذا السياق “لقد أصبح الممثل المسرحي يتوجه للإعلام وتقديم البرامج التلفزيونية وأنا أدعوهم للاهتمام بالمسرح لأن إيجاد المذيع أسهل من إيجاد المسرحي”. وكانت إدارة مهرجان أيام الشارقة المسرحية استشعرت إشكالية توجه أكثرية من المسرحيين إلى التلفزيون ونظمت العديد من الندوات حتى تقف على رؤى وحلول تحد من هيمنة برامج التلفزيون على الكوادر المسرحية؛ ولقد تفاقم أمر توجه المسرحيين إلى التلفزيون في السنوات الأخيرة وبات ظاهرة مؤثرة حتى على برمجة المهرجانات والفعاليات المسرحية المختلفة التي تنشط إمارات الدولة في تنظيمها وتستهدف عبرها الأطفال والشباب والهواة والمحترفين. زمن جديد وفي استطلاع لـ “الاتحاد” لسبر أسباب هذه المشكلة أكد المخرج الإماراتي الدكتور حبيب غلوم على التأثير السلبي الكبير للتلفزيون على حيوية الحراك المسرحي؛ واقترح غلوم أن تتم برمجة مواقيت الأنشطة المسرحية على أساس مرن، وتفادي “الثبات” وقال “الزمن متغير وعلينا أن نواكب هذا التغيير في كل شيء وفي تقديري أن المهم ألا نغلق أيام الشارقة المسرحية على شهر مارس إذ أن شهر رمضان الذي يجذب اغلب الإنتاج الدرامي التلفزيون سيحل في شهر قريب من مارس وكل إنتاج تلفزيون يسبق حلول الشهر الفضيل بثلاثة شهور ولذلك سنجد أن علينا تغيير موعد مهرجان أيام الشارقة المسرحية بعد ثلاث أو اربع سنوات حيث سيحل شهر رمضان في موعد أقرب كثيرا مما هو الآن” وتابع قائلا في السبيل إلى إيجاد حل للإشكالية “في كثير من الدول ليس هناك هذا الإصرار على شهر مارس للاحتفال بالمسرح ويمكن أن يختزل الاحتفال في يوم واحد هو 27 مارس الذي يصادف اليوم العالمي للمسرح ولكن العروض والمهرجانات تنظم لاحقا في شهور تالية وهو ما نأمل حدوثه لدينا”، ولفت غلوم إلى غياب أسماء مهمة عن خشبة مهرجان أيام الشارقة المسرحية لا سيما الأسماء النسائية فاغلبها ذهبت إلى التلفزيون”. المسرحي الحقيقي من جانبه يرى الممثل السوداني يحيى الحاج أن المسرحي الحقيقي يمكنه أن يقاوم الإغراءات التي يقدمها التلفزيون وهي: المال والشهرة؛ فالمسرح في جوهره هو فعل تنويري وثقافي ومعرفي وشأنه شأن المدرسة التي تتخرج فيها الأجيال متعلمة ومستنيرة. واستطرد الحاج “المسرح ليس سوقاً للربح والخسارة، لا يمكن أن نقول إن “المسرح عشقي ودراما التلفزيون رزقي”.. هذه اللغة المادية لا تجوز في حضرة هذا الفن العريق”! وقال الممثل الذي ظل وثيق الصلة بالتجربة الإماراتية “على الفنان الإماراتي أن يستشعر أهمية حضوره المسرحي وان يتخذ من الخشبة منصة لتقديم مساهمته في رفعة وتطوير بلده معرفياً ووجدانياً بدلا من التلوّث ببهرجة التلفزيون المغشوشة”، وقال الحاج إن “ظاهرة توجه الممثل المسرحي إلى دراما التلفزيون توشك أن تكون عربية محضة ففي أوروبا ثمة ممثل مسرحي وآخر تلفزيوني وثالث سينمائي فلكل مجال ناسه واتباعه” ، واختتم الحاج إفادته مشيرا إلى أن المسرح فن شقي ومتعب ويحتاج إلى طاقة ذهنية وبدنية أكثر لأنه فن الناس، كل الناس، يحيا بهم ولهم ويتطور بمتابعتهم المباشرة والحية والجديدة والمتجددة”. الحاجة المادية “على رغم ازدهاره في السنوات الأخيرة بفضل دعم صاحب السمو حاكم الشارقة إلا أن المسرح الإماراتي لا زال يعاني من بعض المعوقات”.. هكذا استهل الناقد المصري عبد الفتاح صبري إفادته، متابعاً “ابرز هذه المعوقات الجاذبية التي باتت تمثلها الفضائيات لكثير من المسرحيين فلقد وجدوا في التلفزيون نافذة لسد حاجاتهم المادية فالمسرح لا يوفر الخبز أو الإيجار وعقوده هي الأفقر في الوسط الفني ومن هنا نجد أن كثيرا من الفنانين فروا إلى الدراما التلفزيونية التي لا تتطلب جهدا كبيراً ومع ذلك مقابلها المادي كبير” وأشار صبري إلى ضرورة أن تقف جمعية المسرحيين حول هذا الأمر لدراسة البدائل التي يمكن أن تقف في مواجهة هذا الانصراف إلى التلفزيون إضافة إلى بحث كيفية زيادة الدعم الممنوح للمسرح ولممثليه”. السعي إلى الشهرة أما بالنسبة للكاتب صالح كرامة فأمر الهروب إلى التلفزيون مقتصر على فئة صغيرة من المسرحيين الشباب تسعى إلى أن تشتهر وأن تحرز مكانة ما في المشهد لا أكثر. أما المسرحي المحترف فهو يوازن بين علاقته بالمسرح وانشغاله على علاقة سوية بالمجالين وإخلاصهم دائما للمسرح؛ وأضاف كرامة “الارتباط بالمسرح ليس أمرا سهلاً، وان تكون مسرحياً يعني أن تخلص للمسرح وان تمارسه بشغف وحب لذاته أولاً وأخيراً. أما أن تنتظر ربحاً أو شهرة فهذه أمور ليست غالبة أو ظاهرة وسط المسرحيين”. وذكر كرامة سهولة التلفزيون أيضا وقال إن أي عمل مسرحي يستلزم وقتا طويلا قياسا إلى دراما التلفزيون ولكن الممثل المستعجل لا يستطيع أن يصبر على المسرح الذي يبدو صعبا جدا لمن لا يقتنع به أو يمارسه بمحبة، لكن هذا لا يعني أن المسرح ليس بحاجة إلى الدعم المادي بل هو الفن الوحيد الأحقّ بالدعم من قبل الدولة والمجتمع لكلفته الإنتاجية العالية؛ لذا نتمنى أن تزيد حصص الدعم وأن يشملنا ما شمل الأندية الرياضية مثلاً”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©