الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المواجهة الحدودية بين الهند والصين

11 يوليو 2017 23:15
كان الأمر محرجاً بعض الشيء، عندما رأى الرئيس الصيني «شي جينبينج»، ورئيس الوزراء الهندي «ناريندرا مودي» بعضهما بعضاً، على هامش اجتماعات مجموعة العشرين التي عقدت في ألمانيا. وسبب الحرج هو تجدد النزاع القائم منذ عقود عدة بين البلدين، على منطقة نائية في جبال الهمالايا، معيداً إلى الأذهان ذكريات الحرب الحدودية التي اندلعت بينهما في عام 1962، ونجحت فيها الصين الماوية، في إلحاق الهزيمة بالهند حديثة الاستقلال آنذاك. وعلى رغم أن الاندلاع الأخير للصراع في الهيمالايا، قد يحل بالدبلوماسية، إلا أنه يفاقم من دون شك من التوتر في العلاقات بين هاتين القوتين النوويتين اللتين تتنافسان من أجل بسط نفوذهما في منطقة جنوب آسيا. وقد خطب «شي»، و«مودي» أمام اجتماع غير رسمي لقادة دول «البريكس»، عقد يوم الجمعة الماضي، على هامش قمة مجموعة العشرين. ولم يُعلن بعد ذلك عن أي خطط للقاء مباشر بين الزعيمين. وقال كل من الزعيمين لتجمع «البريكس» إن الدول الأعضاء في التجمع تحتاج إلى المحافظة على التزامها بالاقتصاد العالمي المفتوح، والتصدي لظاهرة التغير المناخي، بيد أنهما لم يتطرقا لذكر النزاع الحدودي المحتدم بين بلديهما. يشار إلى أن الدولتين تختلفان حول أي منهما بدأت المناوشات الأخيرة، وما الذي سيحدث بعد ذلك، خصوصاً أن كلاً منهما ترفض التراجع عن موقفها. ويقول بعض المراقبين الصينيين إن القوات الهندية عبرت الحدود في الوقت نفسه تقريباً الذي كان مودي يلتقي فيه بترامب في واشنطن، قبل انعقاد قمة مجموعة العشرين، لكي يذكر العالم بأن الهند قادرة على احتواء الطموحات الصينية. وتبدي نيودلهي تحفظاً على مشروعات البنية الأساسية التي تنفذها الصين في باكستان، وغيرها من الدول المجاورة لها، خصوصاً أن الصين تسعى في الوقت ذاته لتعظيم نفوذها عبر مبادرتها الخاصة المسماة «مبادرة الحزام والطريق»، وتعتقد أن مقاومة الهند لها تعكس قلقاً من صعودها. وقالت وزارة الخارجية البوتانية، إن سرية صينية لإنشاءات الطرق عبرت إلى المنطقة في السادس عشر من يونيو الماضي. أما «جينج شوانج»، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، فقال إن القوات الهندية قد عبرت الحدود، ودخلت الأراضي الصينية منتهكة بذلك اتفاقات تاريخية، وقواعد القانون الدولي. ولكن وزير الدفاع الهندي «أرون جايتلي»، قال ملمحاً إلى خسارة الهند المؤلمة أمام الصين منذ نصف قرن، إن الهند اليوم مختلفة. وقد أدى قائد الجيش الهندي «بيبين روات» زيارة للمنطقة، وقال إن قواته يمكن أن تتكيف مع متطلبات حرب على جبهات عدة مع الصين وباكستان. ومن جانبها، قالت صحيفة «جلوبال تايمز» الصينية المملوكة للحكومة في مقال افتتاحي، إن الجيش الصيني ينظر للقوات الهندية على أنها أقل منه، وإن «الهند ستتكبد خسائر أفدح مما تكبدت في عام 1962، إذا ما فكرت في إثارة صراعات عسكرية». وفي تصريحات لصحيفة «بريس تراست أوف إنديا»، قال السفير الصيني الحالي لدى الهند، إن الوضع «خطير»، وإن القوات الهندية يجب أن تنسحب أولاً قبل عقد أي مباحثات بين الجانبين. ولم يستبعد السفير الصيني احتمالات الحرب، ونقل عنه قوله في هذا الشأن «كان هناك حديث عن هذا الخيار». ويقول «هارش بانت»، أستاذ العلاقات الدولية في «كينجز كوليج بلندن»، إن النزاع الأخير يكشف تدهوراً أوسع نطاقاً في العلاقات، ويعكس نوعاً من القلق من قيام الهند بتبني موقف أكثر عدائية، خصوصاً أن الهند هي القوة الكبرى الوحيدة التي تتصدى للصين على العديد من المستويات. *مراسلان صحفيان في الهند والصين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©