الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش الأفغاني يطور نفسه ببطء

الجيش الأفغاني يطور نفسه ببطء
4 أكتوبر 2008 01:54
يجلس محمد صديق المجند بالجيش الأفغاني خارج حجرة الدراسة في الكلية الحربية التي تقع على مشارف كابول وقدماه متورمتان بعد أن ارتدى حذاء عسكريا لا يناسب مقاس قدميه وبدون جوارب· ويجلس طالب آخر على مقعد في مؤخرة محاضرة في الهواء الطلق عن قراءة الخرائط وهو يحملق دون وعي، إما لأنه غير قادر على استيعاب اللغة أو الموضوع· ويجري بناء الجيش الوطني الأفغاني وهو العنصر الأساسي لاستقرار البلاد على المدى البعيد من هؤلاء الجنود الذين تتباين قدراتهم· ويفتقر الجيش للأسلحة النارية والدبابات والطائرات· ويتحدث جنوده لغات مختلفة· وتقل أجورهم عن الرواتب التي تدفعها حركة طالبان المتمردة لجنود المشاة الذين ينضمون للحركة· لكن لدى الجيش الأفغاني روح قتالية· ويمكنه أن يتحرك بسرعة في الأراضي الأفغانية الوعرة· والأهم من كل ذلك أنه بدأ يكسب الاحترام في دولة بها قليل من المؤسسات أو الأبطال المعاصرين· ويقول الميجور جنرال ظافر عظيمي قائد المجاهدين السابق، والذي يعمل مستشارا ومتحدثا باسم وزارة الدفاع الأفغانية، إن ''هذا هو فخرنا· هذا هو أملنا للمستقبل''· وأضاف أن ''الحل الوحيد لأفغانستان على المدى البعيد هو بناء المؤسسات الأفغانية· وبناء جيش قوي أول هذه المؤسسات''· وفي وقت سابق هذا الشهر اتفقت الحكومة والمانحون الدوليون الذين تعتمد عليهم أفغانستان على مضاعفة قوة الجيش الوطني الأفغاني إلى 134 ألف جندي· والتوسع في الجيش الأفغاني مع ''الزيادة الصغيرة'' في القوات الأميركية الإضافية التي بلغت 4000 جندي يمثل خطوة في التصدي لطالبان وتنظيم القاعدة، في عام وصل فيه العنف الى أسوأ مستوياته منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام ·2001 ويقول الميجور جنرال عظيمي ''إن ما يحتاج إليه الجيش الآن هو الأسلحة النارية والدبابات والطائرات للقوة الجوية الناشئة''· ومن المزمع تزويد الجيش الأفغاني بأسلحة من حلف شمال الأطلسي (الناتو) تشمل بنادق من طراز ام-16 لكن لم يتلق سوى عدد صغير جدا منها· ومازال معظم الجنود يعتمدون على أسلحة سوفييتية قديمة· والقوات الجوية لديها خمس طائرات نقل ترجع إلى العهد السوفيتي وبضع طائرات هليكوبتر حصل عليها الجيش في الآونة الأخيرة· وليس لديه طائرات قتالية أو قدرات للاستطلاع وليس لديه أجهزة رادار متقدمة· ويقوم مركز التدريب العسكري في كابول، كل أسبوع بتخريج كتيبة من 1200 جندي يتابعهم عن كثب مدربوهم الذين ينتمي معظمهم للجيش الأميركي· ويقول البريجادير جنرال أمين ورداك الذي يرأس المركز إن ''الجيش الوطني الأفغاني ليس فقط هو العيون والآذان على الأرض''· مضيفا ''إننا نريد من جنودنا أن يقوموا بعمليات في مناطق حساسة· يجب أن يقوموا بتفتيش المنازل إذا كان ذلك ضروريا، بدلا من الجنود الأجانب''· وأدت الزيادة الحادة في وفيات المدنيين في الهجمات الجوية لقوات التحالف في فصل الصيف إلى إذكاء غضب الأفغان· وتصاعد النداءات التي تطالب بدور أكبر للجيش الأفغاني في العمليات ضد المسلحين· وقال مسؤول بوزارة الدفاع ''الجندي الأميركي عندما يواجه إطلاق النار يطلب شن هجوم جوي· وعادة ما تقع خسائر في مثل هذا الموقف''· وأضاف ''ومن الناحية الأخرى فإن الجندي الأفغاني سيشتبك مع المصدر الذي يطلق منه النار· ولن يطالب بشن هجمات جوية''· وبعد خمس سنوات من تخرج مجموعة من الكلية الحربية فإن الجيش الوطني الأفغاني لن يكون قوة مهملة· في البداية كان المجاهدون السابقون يمثلون غالبية الذين يتطوعون في التدريب القتالي الأساسي الذي يستغرق 16 أسبوعا· وكانوا يأتون إلى حجرات الدراسة بأسلحتهم· والآن فإن الأفغان الذين ينضمون في الغالب هم مدنيون مثل صديق (23 عاما) الذي يستبدل عمله كحارس في شركة أمن خاصة في كابول بالانتقال إلى الجيش· وقد اشتغل عاملا في عهد طالبان بعد أن ترك المدرسة الابتدائية ليساعد أسرته· وهو يأمل الآن في الحصول على راتب شهري يبلغ 100 دولار كجندي يضاف إليه 60 دولارا إذا تم نشره في الأقاليم، مما سيساعده أكثر على العناية بوالديه المسنين والأخوة الأصغر سنا· وكان الجيش قد تعرض في البداية لحالات انسحاب بدءا من مدرسة التدريب وحتى الوحدات التي نقلوا الى قوتها· ويتذكر لاموريت أنه في بعض الاحيان كان الرجال يختفون من المدرسة لعدة أسابيع ثم يعودون مرة أخرى· ولا يوجد سجل صحيح لمعرفة عددهم· لكن منهج التدريب الاساسي تم تخفيضه الآن إلى 10 أسابيع· وأصبح عدد الذين ينسحبون أقل وانخفض إلى ما دون 10 في المئة من 25 إلى 30 بالمئة في وقت سابق·
المصدر: بولي شرخي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©