الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجمال الصناعي

4 أكتوبر 2008 23:56
لازالت قضية الجمال عند الرجال والنساء هي إحدى أهم القضايا خاصة بعد التطور الطبي والجراحي والتقنيات الحديثة التي طرأت عليها في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى الترويج للجمال في وسائل الإعلام واتخاذه من أهم وسائل تحقيق السعادة· لقد أصبح المجال مفتوحاً لكل من أرادت أن ترسم لنفسها الصورة التي تحلم بها وتسعى لتحقيقها مهما كلفها ذلك·· فمعظمهن يقسن الجمال بميزان واحد·· فنجد الأولى تريد أن يصبح أنفها كأنف مغنية، والثانية تريد فماً كفم ممثلة، وأخرى تريد وجنتين كوجنتي فلانة، وهلم جرا··· عجباً! كدن لا يتميزن بينهنّ وبين من يتشبهن بهنّ، فنجد رسمة الوجه والفم والأنف والوجنتين واحدة وكأنهنّ نسخ مستنسخة من بعض! وبعيداً عن تعريف مفهوم الجمال الحقيقي الذي لايختلف عيله اثنان (بأن الجمال الداخلي أو الروحي هو الجمال الرئيسي والحقيقي لكل شخص)، لابد لنا أن نعرف معنى ومفهوم عمليات التجميل الجراحية والترميمية وضرورتها في حياتنا اليومية التي تُعنى بعلاج وتصليح التشوهات والعيوب الخلقية الظاهرة والمنفرة للذوق والمنظر العام، والتي تحتاج إلى التدخل التجميلي والجراحي وماغير ذلك! فإنه يعد من المبالغة في تغيير خلقة الله عز وجل، وهذا مالا يقبله عقل واع ولادين قويم·· ولا يغيب عنّا أن التقنيات الحديثة التي يقدمها لنا الطب المطور في مجال التجميل، لعبت دوراً مهماً وأساسياً في إعادة الحياة للكثيرين ممن عانوا مشاكل نفسية بسبب عيوب وتشوهات خلقية منفرة، وقد سبق أن تم علاجها بواسطة الطب التجميلي، لذلك فإنه يعد من الضروريات والأساسيات التي يحتاج إليها الكثير من الناس·· فنجد البعض قد استغل هذا المنفذ، وكثرة العيادات غير المختصة وغير المرخصة المنتشرة في كل مكان، قد فتحت باباً جديداً للنهب ومنفذاً واسعاً للخداع، فيقع الكثيرين رهناً لإشارة بعض ضعاف النفوس منهم، مستغلين نفسياتهم المتعبة وترفهم لقضاء حاجتهم الدنيئة على حساب صحة وحياة الناس·· وسمعنا قصصاً عن اللواتي لقين حتفهن جراء أخطاء جراحية تجميلية، مما هو دليل على عدم التوعية والإرشاد الإعلامي في هذا المجال، بل إنه في أحيان كثيرة، مهد الإعلام الخاطئ الطريق للكثيرات بالخوض فيه دون توعية أو إرشاد·· ليس هذا فحسب، بل إن بعض الدول الشرق الآسيوية تقيم مباريات ومسابقات لحملة الألقاب الملكية للجمال الصناعي وتوزع الأوسمة وتهب التيجان على حسب كل متسابق أو متسابقة كم عملية تجميلية أجرتها·· أتمنى أن تقام حملات توعوية وإرشادية تحد من تفاقم هذه المعضلة السلبية التي تهدد حياة الكثيرمن الناس، وتضبط العيادات التي تقوم بممارسة مجال الطب التجميلي دون ترخيص رسمي من وزارة الصحة· أمنية بن شهاب- أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©