يتوجه 15 مليون عراقي إلى صناديق الاقتراع اليوم للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات في 14 من مجموع محافظات البلاد البالغ ،18 وذلك في ظل تدابير أمنية مشددة ومشاركة آلاف من المراقبين المحليين والدوليين ومن جامعة الدول العربية· وتعد انتخابات مجالس المحافظات هي أكبر عملية انتخابات من حيث عدد المرشحين وعدد الناخبين وعدد الكيانات المتنافسة والميزانيات الضخمة التي أنفقت على الدعاية الانتخابية في تاريخ العراق، كما تعد العميلة الانتخابية الثانية من نوعها بعد إطاحة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في أبريل 2003 حيث أجريت الانتخابات الأولى عام ·2005 وذكرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن المراكز الانتخابية ستفتح أبوابها أمام الناخبين في الساعة السابعة صباحاً وتغلق الساعة الخامسة عصراً بالتوقيت المحلي· وأوضحت أن ''الحملات الدعائية للكيانات السياسية توقفت ابتداءً من أمس استعداداً لإجراء الانتخابات حسب الأنظمة والقوانين التي تشير إلى توقف الدعاية الانتخابية قبل 24 ساعة من انطلاق الانتخابات وسيتعرض الكيان المخالف إلى عقوبات صارمة''· وستعلن نتائج الانتخابات تباعاً على أن تنتهي في الثالث من فبراير المقبل كما توقعت مصادر في المفوضية العليا·
وسيتنافس المرشحون البالغ عددهم 14431 مرشحاً موزعين بواقع 3912 امرأة و10519 من الذكور في الانتخابات لشغل 440 مقعداً في مجالس المحافظات في 14 مدينة من أصل 18 محافظة عراقية حيث لن تجري الانتخابات في مدن إقليم كردستان الثلاث ومدينة كركوك المتنازع عليها· ومقاعد مجالس المحافظات موزعة على النحو التالي: 29 مقعداً في الأنبار و30 في الحلة و57 في العاصمة بغداد و35 في البصرة و29 في بعقوبة و27 في كربلاء و27 في العمارة و26 في السماوة و28 في النجف و37 في الموصل و28 في الديوانية و28 في صلاح الدين و31 في الناصرية إلى جانب 28 في واسط·
ومن المقرر أن يدلي الناخبون بأصواتهم في نحو 7000 مركز انتخابي و42 ألف محطة انتخابية فيما تم اعتماد 78 ألف مراقب محلي وما يزيد على 800 ألف وكيل من الكيانات السياسية والمراقبين الدوليين ومن جامعة الدول العربية· وأفاد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق ستيفان ديمستورا بأن المنظمة الدولية ستنشر نحو 400 مراقب دولي لمراقبة عملية انتخابات مجالس المحافظات العراقية·
كما تم نشر أكثر من 250 ألف موظف في مراكز الاقتراع وتوفير ما يربو على 575 طناً من المعدات والمستلزمات الخاصة بعمل المفوضية العليا للانتخابات وصلت إلى العراق من الصين والهند والمملكة المتحدة وتركيا وتجهيز حوالي 20 مليون ورقة اقتراع· واعتمدت المفوضية 1987 إعلامياً محلياً ودولياً لتغطية الانتخابات موزعين بواقع 1629 إعلامياً يمثلون وسائل الإعلام المحلية و358 إعلامياً يمثلون وسائل الإعلام العربية والدولية، وتم تزويدهم ببطاقات هوية تعريفية لتسهيل الدخول في مراكز الاقتراع· وأعلنت اللجنة الأمنية العليا المشرفة على الانتخابات اعتبار اليوم وغدا عطلة وطنية وفرض حظر على التجوال ليلاً من الساعة العاشرة حتى الخامسة فجراً من اليوم التالي وغلق الحدود والمطارات الدولية والمحلية ابتداءً من مساء اليوم وحتى فجر بعد غد وإغلاق مداخل ومخارج المحافظات وتحديد حركة المركبات· وترمي انتخابات مجالس المحافظات لتشكيل حكومات محلية جديدة تتمتع بصلاحيات واسعة وتحت تصرفاتها ميزانيات ضخمة لم يسبق أن خصصت لمدينة عراقية مثلها منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عشرينات القرن الماضي· وكانت الحملات الدعائية شهدت أكبر تجمعات للمرشحين في مشاهد غير مألوفة للعراقيين في مرحلة ما بعد إطاحة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حيث يتجمع الجمهور في أماكن متعددة في نفس اليوم في المدن لاستقبال زعماء العراق الكبار في كرنفالات جماهيرية غير مسبوقة· واستغل المرشحون خدمات الرسائل القصيرة عبر أجهزة المحمول لإيصال
أصواتهم ودعواتهم إلى الناخبين لكسب ودهم ودعوتهم للمشاركة في الانتخابات والتصويت لصالحهم· وأعطى التحسن والاستقرار الأمني في أرجاء البلاد فرصة لجميع المتنافسين لإقامة ندوات جماهيرية واحتفالات وولائم طعام والتحرك لتقديم الهدايا وشراء أصوات الناخبين بشكل علني وفي وضح النهار فيما طافت سيارات وهي تحمل صور المرشحين ولافتات في الشوارع لكسب تأييد الناخبين·
عدد اليوم
