لندن (رويترز) - توصل العلماء الذين يعكفون على سبر أغوار طبيعة ضد (قرين) المادة، إلى أدلة جديدة تفسر سبب أن الكون ليس مجرد خواء، رغم أن هذه الشواهد لا تكفي لشرح نشوء مليارات المجرات المتناثرة في الكون السحيق. ولكل جسيم أولي من الجسيمات دون الذرية ضد أو قرين له الكتلة نفسها، لكنه يختلف معه في الشحنة. وعند التقائهما في ظروف معينة يمحق أحدهما الآخر لتنتج طاقة في صورة أشعة جاما أو بوزونات. ويعتقد العلماء أن كميات متساوية من المادة، وقرين المادة انبثقت مع الانفجار العظيم الذي نشأ عنه الكون قبل 13,7 مليار عام. وفي غضون ثانية من هذا الانفجار، صار قرين المادة في حكم العدم.
وقال علماء أمس إنهم رصدوا فرقا ضئيلا خلال تحلل جسيم في مصادم الهدرونات الكبير بالمختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات، في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية “سيرن”. ويؤكد هذا الكشف أن الجسيم المعروف باسم “ميزون” عند تحلله ينتج عنه جسيم آخر يختلف عنه في الشحنة. إلا أن فروق الشحنة لاتزال ضئيلة على نحو لا يمكن أن يفسر توافر المادة بكميات هائلة في الكون.
وتتفق هذه النتائج التي ستنشر في دورية الفيزياء مع ما يعرف بنظرية النموذج المعياري التي وضعت قبل ثلاثة عقود. وتقوم النظرية على الدمج بين القوة النووية الشديدة والقوة النووية الضعيفة والقوة الكهرومغناطيسية والاستعانة بنظرية الكم والنظرية النسبية الخاصة، لصياغة نظرية متكاملة للكون.
عدد اليوم
