«الصليب الأحمر»: المأساة في اليمن تتفاقم

كثف الطيران اليمني أمس غاراته الجوية على معظم المناطق التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون في محافظة صعدة شمال اليمن. وذكر مصدر مسؤول بمحافظة صعدة لـ(الاتحاد)، أن القصف الجوي “مكثف بدرجة كبيرة على المديريات الواقعة غرب صعدة” وهي رازح، ساقين، غمر ومنبه، مشيرا إلى أن هذه الغارات تسببت في إضعاف المتمردين الحوثيين “معنويا”، فضلا عن خسائر فادحة كبيرة في الأرواح والآليات العسكرية . وأوضح المصدر أن قبائل آل البطين تقاتل المتمردين في مديرية منبه التي لم يستطع الجيش اليمني أن يصلها حتى الآن، معتبراً أن الغارات الجوية التي تستهدف باستمرار مراكز تجمعات للمتمردين “رفعت الحالة المعنوية لدى القبائل” التي تقاتل في صفوف قوات الجيش. وذكرت وزارة الدفاع اليمنية أن العديد من المتمردين لقوا مصرعهم جراء “ضربة موجة” استهدفتهم أثناء تجمع لهم بمنطقة نيد البارق بمديرية منبه. وأشار الموقع الإخباري لوزارة الدفاع إلى أن قوات الجيش المرابطة بالقرب من مدينة صعدة دمرت “العديد من الأوكار والخنادق التابعة للعناصر الإرهابية في منطقة العند”، بالإضافة إلى كميات من “الأسلحة والعتاد”، لافتا إلى أن قوات الأمن في مدينة صعدة ضبطت 21 سيارة وشاحنة “كانت تحمل مؤناً ومواد غذائية ووقوداً للعناصر الإرهابية”. وفي محور سفيان بمحافظة عمران، قالت وزارة الدفاع، إنه تم تدمير سيارات كانت تقل مسلحين وتحمل أسلحة مختلفة، مشيرة أيضا إلى مقتل العديد من المتمردين المسلحين في اشتباكات اندلعت بين الجيش والحوثيين في منطقتي السبخانة والمعرسة بمحور الملاحيظ غرب صعدة. إلى ذلك، ذكر مصدر أمني بمحافظة الجوف ، شرق العاصمة صنعاء، أن وحدات من الأمن المركزي بالمحافظة “تمكنت من القبض على الإرهابي سلطان تركي خرصان، وهو من العناصر القيادية في حركة التمرد، و سبعة آخرين في منطقة الحزم “بالمحافظة.وأوضح المصدر أنه تم القبض على هذه المجموعة “بعد عملية رصد ومتابعة من قبل الأجهزة الأمنية” استمرت عدة أيام. من جانبها صرحت مسؤولة بالصليب الأحمر أمس بأن مأساة المدنيين في شمال اليمن تتفاقم في الوقت الذي لايزال فيه الكثير من الأشخاص في مناطق محفوفة بالمخاطر مما يحول دون تمكن وكالات المساعدات من الوصول اليهم. وقالت رباب الرفاعي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر لوكالة الأنباء الالمانية “ الموقف الإنساني مازال يتدهور”. وأضافت أن محافظة صعدة في الشمال، لاتزال مضطربة. وأضافت الرفاعي “من الواضح ان تأثير النزاع على المدنيين كبير للغاية. الكثير من الاشخاص يضطرون لمغادرة منازلهم ويتركون كل شيء أو تقريبا كل شيء عندما يحاولون الانتقال ويلجأون إلى المناطق الآمنة”. وقالت “اننا نعتقد ان الكثير من الاشخاص لم يجدوا ان من الأمان التحرك والعثور على ملاذ . اننا نعتقد ان هناك الكثير من الأشخاص مازالوا في خطر”. وأضافت “من المتعذر الوصول الى بعض المناطق التي طالها النزاع . هذا الوضع لايقتصر على محافظة صعدة فحسب ولكن على محافظة عمران في أقصى جنوب صعدة أيضا”. ووصفت منظمة أطباء بلا حدود اليمن بأنه واحد من الأزمات الإنسانية العشر الأسوأ في العام 2009 .وقال موظفو المساعدات ان المدنيين في الشمال في حاجة إلى الغذاء والماء والمأوى والمساعدات الطبية. ودعا الصليب الأحمر كلا طرفي النزاع إلى احترام القانون الدولي وتجنيب المدنيين آثار القتال. قتيلان و 10 جرحى بانفجارين في أبين صنعاء (الاتحاد،وكالات) -أعلنت وكالة الانباء اليمنية امس مقتل شخصين واصابة عشرة آخرين على الاقل في انفجارين وقعا في الموقع نفسه الذي اغار عليه الطيران اليمني الخميس الماضي في محافظة ابين الجنوبية. واكدت الوكالة نقلا عن محافظ أبين أحمد الميسري ان الانفجارين وقعا اثناء تواجد العشرات من المدنيين في منطقة المعجلة بمديرية المحفد لمشاهدة آثار الغارة التي شنتها القوات اليمنية واستهدفت مخيم تدريب لتنظيم «القاعدة».وكان عدد من الاشخاص متجمعين في المكان بعد ان غادروا مهرجانا اقيم في المعجلة وحضره عشرات الآلاف من ابناء قبائل ال كازم ومن مناطق جنوبية اخرى.وقد حمّل المتظاهرون الحكومة مسؤولية الغارات وطالبوا بالتحقيق الفوري في تلك «المجزرة» على حد تعبيرهم. وقال الميسري»إن العناصر الإرهابية عمدت إلى تفخيخ المنطقة التي تعرضت للقصف، والتي كان يوجد فيها مركز تدريبي لعناصر التنظيم «. وكان من المقرر ان يعقد مجلس النواب اليمني امس جلسة استجواب لوزيري الدفاع والداخلية ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والامن حول غارة المعجلة الا ان الوزراء لم يحضروا الى المجلس.