الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«عنف الصغار» يدق ناقوس الخطر في مسابقات المراحل السنية

«عنف الصغار» يدق ناقوس الخطر في مسابقات المراحل السنية
30 ابريل 2011 22:29
ما الذي يحدث في المراحل السنية؟.. سؤال فرض نفسه بقوة خلال الأيام الماضية في أعقاب القرارات العاصفة التي أصدرتها لجنة الانضباط باتحاد الكرة بشأن العديد من اللاعبين في المراحل السنية بسبب ظاهرة العنف التي أطلت برأسها في قطاع ينبغي أن يكون تربوياً من منظور أن القاعدة الصحيحة هي أساس النجاح. «الاتحاد» فتحت الملف مع أهل الشأن لتحليل ما يحدث في المراحل السنية من أجل الوصول إلى الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه الظاهرة والحلول الكفيلة بتلافيها مستقبلاً، حتى نصل إلى قطاع تربوي سليم من شأنه أن يغذي الأندية بالمواهب المنضبطة أداء وسلوكاً، حتى تكون رافداً لمنتخباتنا الوطنية المختلفة. تدخل عاجل وأجمع الخبراء والمختصون على أن قطاع المراحل السنية يمر بأزمة تتطلب تدخلاً عاجلاً و«روشتة علاج» لتطويره ودفع عجلته إلى الأمام، مؤكدين أن اتحاد كرة القدم سيتصدى لهذه الظاهرة بتنظيم ورش عمل بمشاركة الاختصاصيين النفسانيين والاجتماعيين في كل من أبوظبي ودبي في مطلع هذا الشهر، مع توحيد المنهج التدريبي في المراحل السنية، كما طالبوا بأن يكون الشرط الأساسي لتعيين مدربي مدارس الكرة الحصول على رخصة التدريب (A) أو (B)، وأن يكون المدرب ملماً في ذات الوقت بقواعد وأصول التربية، مع ضرورة تواجد الاختصاصي الاجتماعي في هذا القطاع، وتطبيق مبادئ التأهيل النفسي للاعبين ورفع شعار روح الفريق الواحد واللعب النظيف، لا سيما أن من شروط الفيفا في حالة تعادل المنتخبات الاحتكام إلى اللعب النظيف. كما طالب الخبراء بإلغاء نظام الصعود والهبوط والحافز التنافسي خاصة في مسابقات 8 و10 و12 سنة مع تكثيف المهرجانات والمحاضرات التثقيفية. ورش تثقيفية من جانبه، أكد يوسف عبد الله أمين عام اتحاد الكرة أن الاتحاد سيتصدى لظاهرة العنف في ملاعب الناشئين بإقامة ورش ستكون بدايتها أبوظبي ودبي، لتشمل لاحقاً بقية إمارات الدولة المختلفة يحاضر فيها نخبة من خبراء علم النفس والمدربين المختصين لقطاع المراحل السنية من أجل دراسة هذه الظاهرة، وغيرها من الظواهر الأخرى، ووضعها على طاولة التحليل. وقال: يجب أن نضع في الاعتبار أن الانفعالات التي تحدث في هذا القطاع ناتجة عن ردة فعل لتغيرات نفسية وبدنية لدى المراهقين، مشيراً إلى أن العنف الذي شهدته الفترة الماضية في المراحل السنية ليس كارثياً كما يتصور البعض، وأن القائمين على أمر هذا القطاع يملكون من الخبرة، ما يمكنهم من حل مثل هذه الظواهر، ومشرفي المراحل السنية سيلعبون دورهم التربوي المنوط بهم، كما أن لاتحاد كرة القدم دوراً تربوياً، حيث سيساند الأندية من أجل توفير مقومات النجاح في المراحل السنية وإيجاد السبل الكفيلة لتفعيل أدوات التطوير. وأضاف: ينبغي على قضاة الملاعب أن يديروا مباريات هذا القطاع بأسلوب تربوي بغض النظر عن العملية التنافسية، كما أنه على كل فرد أن يلعب دوره، سواء كان إدارياً أو مدرباً أو حكماً. وأشار إلى أن مثل هذه الظواهر تعتبر بكل المقاييس غير طبيعية إذا حدثت في مسابقات الرجال نظراً لأن اللاعبين وصلوا إلى النضج الفكري والكروي، وأن المرحلة المقبلة في هذا القطاع تتطلب توحيد المنهج التدريبي من أجل هدف واحد وهو صقل اللاعبين الصغار الذين هم بحاجة ماسة إلى كفاءات تدريبية مؤهلة في التعامل معهم، مؤكداً أنه ينبغي على جميع الأندية الرجوع إلى اتحاد الكرة قبل تعيين المدربين في هذا القطاع الحساس. المدربون المواطنون واختتم يوسف عبد الله قائلاً: على الأندية أيضا إتاحة الفرصة للمدربين المواطنين لتولي مهام التدريب في المراحل السنية من منظور أنهم أكثر دراية بنفسيات اللاعبين الصغار، كما أن المدرب المواطن حقق نجاحات كبيرة في تدريب منتخباتنا الوطنية بقطاع المراحل السنية. دور تكاملي وقال الدكتور سليم الشامسي رئيس لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين باتحاد الكرة إن الدور تكاملي، يبدأ من البيت مروراً بالمدرسة، ثم النادي وأخيراً اتحاد الكرة، حيث يشترك البيت والمدرسة في توطيد أسس التربية والأخلاق الفاضلة، ومبدأ احترام الآخرين، فيما يتمثل دور النادي في التوعية وإقامة المحاضرات التثقيفية حتى لا يقع اللاعب في مصيدة العنف، لافتاً إلى أن بعض المدربين وللأسف يحرضون اللاعبين على العنف والخبث، واستخدام أساليب غير مشروعة من خلف ظهر الحكم. وشدد على ضرورة توقيع أقسى العقوبات من قبل القائمين على المراحل السنية على كل من يخرج عن النص، حيث يجب ألا يكون هناك تهاون من قبل أي ناد إذا أردنا تطوير هذا القطاع، وأن تكون تشريعات ولوائح وعقوبات اتحاد الكرة أقوى من اللوائح الداخلية للأندية. روح المتعة والاثارة وأضاف: يجب على الأندية أيضاً أن تنمي روح المتعة والإثارة لهؤلاء الصغار بعيداً عن العداء والعنف، خاصة أن النعرة العدائية لاتزال للأسف موجودة في بعض الأندية، وقال: من شب على شيء شاب عليه. وعن الحلول، أوضح الشامسي أنه يجب زرع مفاهيم الاحتراف في المراحل السنية لبناء جيل سليم، كما ينبغي على المدربين تغيير سياساتهم واستراتيجياتهم بإقامة محاضرات أسبوعية، مشيراً إلى أن هناك من يعمل في هذا القطاع وليست لديه أدنى صلة بالتدريب، فأغلب من يتولون تدريب الصغار من مدرسي التربية الرياضية غير المؤهلين ولا يملكون الفكر الاحترافي. وتابع: رخصة التدريب (A) أو (B) يجب أن تكون شرطا أساسياً لتعيين مدربي مدارس الكرة لأن المراحل السنية هي الأساس، والتأسيس الخاطئ ينسف كل عمل مستقبلي، كما يجب تواجد اختصاصيين نفسيين واجتماعيين في أكاديميات كرة القدم، نظراً لأن اللاعب في هذه السن يمر بمرحلة المراهقة أو ربما يكون يتيم الأب والأم ويعيش في بيئة سيئة في غياب الموجه مما يكون له مردود سلبي خلال مشاركته في مسابقات المراحل السنية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©