مقتل رئيس الأركان الروسي في أوسيتيا الجنوبية

أكدت وسائل الإعلام الروسية امس ان رئيس اركان القوات الروسية في اوسيتيا الجنوبية ايفان بيتريك قتل في الاعتداء الذي وقع امس الاول في تسخينفالي عاصمة جمهورية اوسيتيا الجنويبة· ونقلت وكالة انترفاكس عن متحدث باسم القوات البرية الروسية ايفان كوناشينكوف تأكيده نبأ مقتل الكولونيل بيتريك الذي نشرته صحيفة ''كومرسنت'' الروسية· وكان بيتريك في مكتبه في الطابق الأول من المبنى الذي وقع بجانبه الانفجار حيث أصيب بجروح بالغة بسبب الموجة الضاربة وتوفي في مكان الحادث· ونقلت ''كومرسنت'' عن ميخائيل مندزاييف وزير الداخلية في اوسيتيا الجنوبية قوله ان السيارة وضعت تحت نافذة مكتب الكولونيل بيتريك· وكانت وسائل الاعلام الروسية ذكرت ان جنود حفظ السلام اوقفوا 4 مدنيين في سيارات عثر فيها على اسلحة نارية وقنبلتين يدويتين· وانفجرت احدى السيارات خلال تفتيشها في مقر رئاسة الاركان· بحسب الصحيفة قد يستغل الانفجار لتبرير ابقاء القوات الروسية في المناطق المحاذية للجمهورية الانفصالية· وجاء في بيان للجنة الحكومية للإعلام والصحافة في أوسيتيا الجنوبية أن 7 أشخاص قتلوا وأصيب 8 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة وقع بالقرب من مقر قوة حفظ السلام الروسية في تسخينفالي· وكانت السيارة متوقفة بالقرب من المبنى نفسه حيث تتمركز قيادة المقر· وتضرر المبنى جراء الانفجار وتحطم زجاج في المنازل المجاورة في دائرة نصف قطرها 500 متر عن موقع الانفجار الذي قدرت قوته بأنها تعادل تفجير 20 كيلوجراما من مادة التروتيل· وجاء في بيان لدائرة الصحافة والإعلام في وزارة الدفاع الروسية أن الوزارة تعتبر أن التفجير ''الإرهابي'' في تسخينفالي كان موجها لنسف خطة التسوية السلمية في المنطقة· وورد في البيان: ''تعتبر وزارة الدفاع الروسية التفجير عملية إرهابية خطط لها بدقة بهدف نسف تنفيذ التزامات الأطراف المنصوص عليها في خطة ميدفيديف - ساركوزي''· وذكر مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن الوزارة تدين بشدة التفجير ''الإرهابي'' الذي أودى بحياة 7 أشخاص من جنود حفظ السلام الروس· وقال المصدر: ''تظهر هذه الجريمة أن قوى معينة تسعى إلى زعزعة الوضع ونسف جهود بسط الأمن والاستقرار في المنطقة· ومن الضروري اتخاذ خطوات لإحباط المحاولات من هذا القبيل والعمليات الاستفزازية بحق أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا''· وذكر أن مسائل أمن هاتين الدولتين اتخذت طابعا عاجلا الآن· ويجب بحثها في سياق الإجراءات التي يجري اتخاذها بمشاركة الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا· وأشار إلى أن روسيا من جانبها تنوي تنفيذ خطة التسوية برمتها· من جانبه ذكر مايكل ميندزاييف وزير داخلية اوسيتيا الجنوبية ان 11 شخصا من بينهم 8 جنود روس قتلوا في الانفجار · ولم تصدر أية حصيلة بالقتلى المدنيين· الا ان الوزير قال في مكالمة هاتفية ان ''ثمانية من عناصر قوات حفظ السلام الروسية قتلوا اضافة الى 3 مدنيين''· وأكد الوزير ان المدنيين الثلاثة الذين قتلوا كانوا قد اعتقلوا على يد قوات الامن الروسية عندما تم احتجاز سيارة مفخخة واحضارها الى قاعدة عسكرية روسية في اوسيتيا الجنوبية قبل ان تنفجر· وأشار الى إصابة مدني رابع بجروح· في غضون ذلك اعلنت النيابة العامة الروسية امس ان اجهزة الاستخبارات الجورجية تقف وراء الانفجار· وقال ممثل عن النيابة العامة فلاديمير ماركين ان ''مجموعة من المحققين على الارض تملك كل الاسباب التي تجعلها تعتقد ان اجهزة الاستخبارات الجورجية دبرت انفجار تسخينفالي بهدف زعزعة الوضع في الجمهورية المستقلة''· من جانبها أكدت وزارة الداخلية الجورجية أمس عدم قدرة أجهزة الاستخبارات الجورجية على التخطيط للانفجار الذي وقع في تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية· وقال متحدث باسم الوزارة ''كيف كان في امكاننا ان ننظم ذلك؟ كيف كنا لنعرف ان الاوسيتيين سيأخذون هذه السيارة ويقودونها حتى هيئة الاركان'' التابعة لقوات حفظ السلام الروسية؟ وقال اوتياشفيلي ان ''هيئة أركان القوات الروسية في أوسيتيا الجنوبية هي أحد الامكنة الاكثر حماية في المنطقة''· وتابع ''بالاضافة الى ذلك لا يمكننا الوصول الى تسخينفالي ولا الى المناطق المحاذية لاوسيتيا الجنوبية· فكيف يمكن لجورجيا ان تقف وراء كل ذلك؟''· وأشار الى ان ''هذا هو تكتيك لتأخير انسحاب'' القوات الروسية المنتشرة في المناطق المحاذية لاوسيتيا الجنوبية وابخازيا والذي يفترض، بموجب الاتفاقات بين روسيا والاتحاد الاوروبي، ان ينتهي بحلول العاشر من أكتوبر· الى ذلك اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان سويسرا ستمثل مصالح روسيا في جورجيا كون السفارة الروسية في تبليسي قد اقفلت منذ مطلع سبتمبر اثر قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين· وجاء في بيان للوزارة ''استنادا الى العرف الدولي القائم'' فإن موسكو ''وجدت حلا قانونيا ملموسا سيتيح الابقاء على الاتصالات الضرورية بين البلدين لتأمين مصالح المواطنين الروس والجورجيين'' واضاف ان ''الطرف السويسري اعرب عن استعداده لتمثيل مصالح روسيا في جورجيا''· واوضح انه ''في الثاني من اكتوبر اتخذت الحكومة السويسرية قرارا بهذا الخصوص'' مشيرا الى ان روسيا ''تطلعت الى هذا العمل بامتنان''