الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«روبيو» والعودة إلى «الحلم الأميركي»

28 ابريل 2015 22:41
لا يوجد مرشح في السباق الرئاسي المقبل المقرر في عام 2016 يؤثر إيجاباً، بل ويثير الحماس في نفوس «الجمهوريين» أكثر من السيناتور «الجمهوري» ماركو روبيو عن ولاية فلوريدا. وكتب المحلل المحافظ «روس دوذات» أن «روبيو» يناسب الطريقة التي يريد «الجمهوريون» أن يفكروا بها عن حزبهم وأيديولوجيتهم وقضيتهم أكثر من معظم المرشحين. إذن كيف يفعل هذا «روبيو»؟ يشير ارتور بروكس رئيس معهد «أميركان انتربرايز»، الذي يمكن القول، إنه الأب الروحي لإصلاح الاتجاه المحافظ إلى ضرورة أن يتوجه النضال لتحقيق مصالح الناس، وليس للدفاع عن الأفكار، فبدلاً من الهجوم على الحكومة والاتجاه الليبرالي و«دولة الرفاه الليبرالية» يتعين على «الجمهوريين» أن يتذكروا أن الناخبين يريدون سياسيين يناضلون من أجل أشخاص مثلهم. فعلى سبيل المثال، يتمثل لب مشكلة المخصصات المالية الخارجة عن السيطرة ليس لأنها مكلفة، بل لعدم القدرة الوشيكة على سداد مخصصات التأمين الاجتماعي وبرنامج «ميديكير»، وهذا يعرض للخطر شبكة التأمين الاجتماعي للمواطنين الأكثر عوزاً. ولا يتعين في تجديد التعليم وتحسين المدارس أن نكافح ضد النقابات والبيروقراطية الجشعة التي يركز عليها «المحافظون» غالباً، لكن علينا أن نكافح من أجل الأطفال الفقراء وآبائهم الذين يستحقون مدارس أفضل. وهذا ما يفعله «روبيو»، سواء كان بإدراك كامل منه أو بغير ذلك، فقد خلت كلمة ألقاها في الآونة الأخيرة من الهجمات على الحكومة، ولا يتصدى للأفكار، بل يجادل من أجل الناس. وقال «أبي كان ممتنا للعمل الذي قام به لكن هذا العمل لم يكن يريده لأطفاله، أراد لنا أن نحقق كل الأحلام التي حلم بها ذات يوم. أراد أن تنفتح أمامي كل الأبواب التي أوصدت دونه». وأضاف أن والده «عمل خادماً في فندق كي استطيع أنا الوقوف خلف هذه المنصة». وهذه الرحلة من العمل كخادم إلى الوقوف خلف منصة الخطيب تمثل جوهر الحلم الأميركي. وأضاف أن تميز الولايات المتحدة يتوقف على استمرار إمكانية تحقق الحلم الأميركي لأشخاص مثل «أم بلا عائل» تعمل لساعات طويلة مقابل أجر زهيد حتى لا يضطر أطفالها للكدح مثلها. وعمال المطابخ في فنادقنا وعمال النظافة الليليون والخدم الذين يقفون الليلة في الخلف في مكان ما...هذه الانتخابات عنهم، وأطفالهم أهم جيل في تاريخ أميركا...إذا استطعنا أن نمسك بوعد هذا القرن الجديد سيكونون أكثر الأميركيين حرية ورخاء على الإطلاق، لكن إذا فشلنا في ذلك سيكونون أول جيل من الأميركيين يرثون بلداً أسوأ مما كان لدى آبائهم.وكلام ربيو يمثل دفاعا عن الناس، واتضح أن فحوى كلامه مُلهم، ولا يريد الناخبون أن يروا قوى الشر المتمثلة في الحكومة وزعماء الكونجرس وشركات الأعمال الكبيرة والمهاجرين قد خرجت لتهاجمهم، فهذا مرعب ومرهق. ورسالة «روبيو» عن التفاؤل والنجاح والفرص والكرامة ملائمة لوقتها وتمثل تغيراً في الخطاب التقليدي للحزب الجمهوري. وقد يعتقد المرء أن كل السياسيين قادرون على تقديم هذه الرسالة، لكن روبيو فريد في هذا المضمار حتى الآن. وهذا لا يعني أن المرشحين الآخرين لا يريدون مساعدة الناس، لكن يعني أنهم يصيغون حججهم في شكل سلبي بكلمات مجردة، وضمن معارضة الليبراليين. وسياسات روبيو ليست أقل محافظة وفي بعض الحالات أكثر محافظة من الجمهوريين الآخرين، لكنه يقيمها على أسس أخلاقية مثل مسؤوليتنا تجاه الأجيال المقبلة وضرورة السعي لتحقيق الحلم الأميركي، وقد يكون هناك تفسيرات أخرى لنجاح روبيو، لكن ربما يكون بروكس محقا في أن السعي من أجل الناس، وليس الحديث عن المبادئ الجمهورية هو رسالة رابحة. والترويج للقيم المؤسسية لأميركا المتمثلة في أن كل شخص أمامه فرصة لتحقيق النجاح بطريقته وهي قيم وثيقة الصلة بالاتجاه المحافظ، وتجد آذاناً صاغية عند جميع الأميركيين. جينفر روبن* * محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©