أحمد مرسي (الشارقة)
يتراوح سعر الليلة الواحدة داخل حضانات الأطفال بالمستشفيات بصورة عامة، بين 2200 درهم بمستشفيات وزارة الصحة و3500 درهم، في بعض المستشفيات الخاصة، لتتخطى في غالب الأحيان سعر الليلة الواحدة في فنادق الخمس نجوم.
وطالب عدد من الأهالي من مراجعي أقسام الولادة، والذي اضطرتهم الظروف لبقاء أطفالهم في حضانات بسبب حدوث الولادة في غير المواعيد المحددة لهم، بإعادة النظر في أسعار تلك الحضانات تخفيفاً عن كاهلهم ولتقليل من أعباء المعيشة ولعدم إفساد فرحتهم بميلاد طفل جديد في أسرتهم.
وفي المقابل قال مسؤولون في تلك الحضانات أن ارتفاع أسعار التكلفة بها يرجع للخدمات التي تقدمها والعناية الفائقة التي يحتاج إليها الوليد في تلك المرحلة كونها – الحضانة – تعتبر «البطن الثاني» للطفل بعد أن وضعته أمه. وقال أحمد عزمي، الذي رزق بتوأم خلال الأيام القليلة الماضية، ولم يكتب لهما الحياة، إن مستشفى القاسمي بالشارقة طالبته بأكثر من 200 ألف درهم كأجر عن مولودين «توأم» وضعا في حضانة، كونهما ولدا قبل الموعد المحدد، وتوفى أحدهما بعد 9 أيام وتوفى الثاني بعد نحو 20 يوماً.
وتابع: اليوم الواحد في الحضانات داخل المستشفى يكلفني 4400 درهم للطفلين، وهو مبلغ كبير جداً على إمكانياتي وقدراتي المادية وجعلني في حالة من التفكير وبصورة مستمرة كيف أتصرف في الأمر وأنا لا أملك أي جزء من هذا المبلغ؟!
واستطرد: «استطعت وبمساعدة أهل الخير من الأصدقاء والمحسنين دفع المبلغ المستحق عن الطفل، ولكن تكلفة الطفل الثاني أرهقتني كثيراً ولم أملك أن أقدم فيها أي شيء، خاصة أني كنت في حالة من الحزن لوفاتهما، إلا أن أهل الخير بادروا بمساعدتي في كل المصرفات وتحملوها لوجه الله.
وطالب بضرورة إعادة النظر في أسعار تلك الخدمات الطبية والتي تعتبر ضرورية جداً، ولا دخل لأي شخص فيها، خاصة أن هناك العديد من الأطفال تولد قبل المواعيد الطبية المحددة لديهم وعليه يتطلب الأمر إنقاذ أراحهم من خلال إدخالهم في تلك الحضانات.
معادلة صعبة
ويتفق مع الرأي السابق والد طفل آخر يدعى (ع. س.) ويعمل في إحدى شركات القطاع الخاص، موضحا أنه رزق بمولود هو الأول في حياته بعد أن مر على زواجه ثلاثة أعوام واحتاج الطفل لحضانه كونه ولد بوزن قليل جداً، (نحو 1100 جرام)، وعليه تم وضعه في حضانه بأحد المستشفيات الخاصة بالشارقة وأبلغوه بأن التكلفة لليوم الواحد تصل إلى 3300 درهم.
وتساءل: كيف يمكنني توفير هذا المبلغ اليومي وراتبي لا يتعدى الخمسة آلاف درهم شهرياً؟ ! فالمعادلة صعبة، ولا أجد أمامي إلا اللجوء للجمعيات الخيرية لمساعدتي وأبلغوني بأنهم سيحيلون جزءا من المبلغ للمستشفى في أقرب وقت لكي تستمر الحالة في الحضانة داخل المستشفى.
وتابع أن المبالغ المطلوبة عن اليوم الواحد تعتبر عالية جداً وأن الأمر يحتاج لإعادة النظر فيها للتخفيف من معاناه وهموم الأشخاص، وخاصة أن تكلفة اليوم الواحد تتخطى الإقامة في فنادق الخمس نجوم بأضعاف !.
بدوره أفاد وليد على، مقيم في الشارقة، إلى أن الأطباء أخبروه بأن زوجته ستضع مولودهم الثاني خلال الأيام القليلة المقبلة، وأنه سيكون مولودا غير مكتمل النمو وسيتطلب الأمر بقاءه لفترة في حضانة وأن عليه أن يقرر ويدفع مبلغ تأمين لذلك.
وأضاف أنه ظل يبحث عن الحضانات في المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة والخاصة، وتفاجئ بالأمر بأن الأسعار تبدأ من 2200 درهم عن اليوم الواحد وفي الخاص تبدأ من ثلاثة آلاف درهم لتصل في بعض الأحيان إلي نحو أربعة آلاف عن اليوم الواحد، هذا بالإضافة لمصروفات الولادة نفسها.
وذكر أن الأسعار تعتبر عالية جداً وهناك الكثير لا يستطيعون تحملها، وعليه فلا مفر من اللجوء للجمعيات الخيرية والمحسنين وأهل الخير لطلب المساعدة، مشيراً إلى ضرورة أن يكون هناك إجراء يساهم في التخفيف من تلك الأسعار لتكون في متناول الجميع.
البطن الثاني للطفل
من جانبه أكد الدكتور خالد خلفان بن سبت نائب المدير الفني لمستشفى القاسمي، واستشاري جراحة الأطفال بالمستشفى، أن الحضانات تعتبر «البطن الثاني» للطفل بعد ولادته حيث يتم فيها الحفاظ على درجة الحرارة بالشكل السليم لحمايته من الالتهابات والعدوى من الأجواء الخارجية كونه ولد ضعيفاً وأقل من الوزن الطبيعي للولادة (نحو 3 كيلو جرامات).
وتابع أن الطفل المولود قبل فترته الطبيعية وأقل من الوزن الطبيعي قد يتعرض للوفاة من زيادة برودة الجو وعليه يتم وضعه في الحضانات ويتم من خلالها التحكم في درجات الحرارة بالصورة المناسبة من خلال تنفس صناعي يصعب في حال عدم وجود حضانة.
وتابع ابن سبت أن سعر الحضانة الواحدة يتراوح من 70 إلى 90 ألف درهم بحسب النوع، وأن وحدة العناية المركزة للأطفال بالمستشفى تضم 18 حضانة وسيتم إضافة 4 أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة لتصل إلى 22 وحدة.
عدد اليوم
