الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خـبراء ومحللـون سياسيـون: النظام القطري مرتبك ويبحث عن مخرج للأزمة

12 يوليو 2017 00:59
عمار يوسف (الرياض) اتقف خبراء ومحللون سياسيون وأمنيون سعوديون على ان حدة التحرك الإرهابي في العديد من دول المنطقة قد خفت حدتها بل وتحققت نجاحات مهمة على الجماعات الإرهابية خاصة في ليبيا والعراق واليمن، معتبرين أن الإجراءات التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بحق قطر قد حققت نتائج أولية مهمة، تمثلت في نجاح القوات العراقية مدعومة بقوات التحالف في دحر تنظيم داعش الإرهابي في العراق واخراجه وطرده نهائيا ولأول مرة من معقله الأهم في الموصل، فضلا عن النجاحات التي حققها الجيش الليبي في بنغازي. وعزا المحللون الانتصارات التي تحققت في الحرب الدولية والإقليمية على الإرهاب الى الجدية التي اظهرها المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب بعد مؤتمر القمة العربية الإسلامية - الأميركية التي التأمت فى العاصمة الرياض فى 23 من مايو الماضي والتي شارك فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أولى جولاته الخارجية، وانه باستثناء المحاولة الإجرامية التي كانت تستهدف الحرم المكي الشريف، في آخر ليلة من ليالي شهر رمضان الماضي وعشية عيد الفطر، والعمليات التي شهدتها مصر يوم الجمعة الماضي فإن العمليات الإرهابية إقليميا قد تراجعت بشكل لافت بعد الضغوط التي قادتها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر ضد قطر الأمر الذي ربما أسهم في وقف إمدادات المال القطري. وقال الباحث السياسي السعودي د. عبد المجيد بن فهد العرفج إن العمليات الإرهابية تقلصت منذ اليوم الأول للمقاطعة الخليجية المصرية لقطر، وأتوقع أن تتراجع موجة الهجمات الإرهابية في المستقبل خاصة تلك التي تحتاج الى تمويل كبير، في ظل الضغوط الدولية والإقليمية الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية التي يعاني منها النظام القطري بسبب دعمه وتمويله للإرهاب واحتضانه لعناصر إرهابية مطلوبة لدولها وعلى المستوى الدولي، مشيرا الى أن المقاطعة وتداعياتها الكارثية على الاقتصاد القطري ربما دفع النظام الذي كان يمول التنظيمات الإرهابية في البحرين ومصر وليبيا والعراق لضخ الأموال في الاقتصاد بدلا من إنفاقها على الإرهاب في الخارج. وأضاف العرفج «الغريب أن الحراك الإرهابي قد هدأ وسكن حتى في أوروبا، أما في الإقليم فلم يشهد أي عمليات إرهابية كبيرة باستثناء المحاولة الفاشلة التي أجهضت في مهدها وكانت تستهدف المسجد الحرام في مكة المكرمة في أواخر رمضان الماضي، والعمليات التي شهدتها سيناء المصرية، مشيرا الى أن قادة الإخوان من الجنسيات غير القطرية ربما غادروا الدوحة حتى الآن الى وجهات متعددة ومتباعدة بهدف تشتيت انتباه الدول التي تطلب جلبهم للمحاكم. ومن جانبه اعتبر المحلل السياسي علي بن عبد الرحمن آل خميس أن العالم سيكون أفضل بعد الضغط على النظام القطري لكف يده عن تمويل ودعم التنظيمات الإرهابية واستضافتهم، مشيرا الى أن أولى بشائر هذه الضغوط هي الهزيمة التي منيت بها داعش في العراق، إضافة إلى النجاحات القوية التي حققتها قوات الجيش الليبي على الجماعات المتشددة في بنغازي وتحرير المنطقة تماماً من الإرهاب. وأضاف أن الجميع يعرف كيف أسهمت قطر وقناتها «الجزيرة» في توتير المنطقة وإثارة الفتن والاضطرابات الأمنية واندلاع النزاعات المسلحة وتغذيتها في المنطقة العربية في موجة ما عرف بـ«ثورات الربيع العربي» التي اندلعت في عام 2011 في كل من تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن فمزقت الدول الثلاث الأخيرة ودمرتها بينما نجت مصر وتونس من هذا الدمار. اما الدكتور أيمن بن أسعد الشهري استاذ العلوم السياسية بجامعة الملك فيصل فقد توقع أن تتوالى هزائم تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الممولة قطريا في كل من سوريا ومصر والعراق بعد أن أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انتهاء سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الموصل شمالي بغداد وتأكيده على أن وجود داعش في الموصل قد انتهى، بعد استعادة القوات الأمنية السيطرة على جامع النوري الكبير في المدينة القديمة. وأضاف أن قطر مارست طوال الأعوام الماضية ازدواجية سياسية معقدة مع واشنطن والغرب ومع العرب ودول الخليج التي تجلس معها على طاولة واحدة في اجتماعات متعددة المستويات من القمة الى اللجان الصغيرة مرورا بالاجتماعات الوزارية وعلى مستوى وكلاء الوزارات، مشيرا الى أن هذه الازدواجية تمثلت في إعلانها عن محاربة الإرهاب من جهة، وتمويلها ودعمها سرا للتنظيمات الإرهابية، وإيواء عناصرها جهرا. وقال الشهري إن أحد مصادر تمويل الإرهاب يمكن أن يتم تجفيفه بعد أن بدأت المقاطعة تتوسع بشكل متسارع أفقيا ورأسيا، ليهدد كل قطاعات الاقتصاد القطري، فالمال الذي كان يذهب خلال الشهر الماضي الى التنظيمات الإرهابية وجماعات الإسلام السياسي خاصة منطقة سيناء المصرية والى ليبيا ربما توقف مع ارتباك النظام القطري وانشغاله بإيجاد مخارج للأزمة التي وضع نفسه فيها، اذ بدأت السلطة الحاكمة تشعر من خلال اتصالاتها الدولية باتساع المناهضة لمواقفها دوليا مما يحرم الدوحة من استقبال أعمال اقتصادية واستثمارية جديدة، وهذا كان جانبا مهما في مساعي القيادة القطرية لتحقيق التنافسية الاقتصادية. ومن جهتها قالت الباحثة المتخصصة في شؤون مجلس التعاون الخليجي وإيران د. نوال بنت عبد الله العسيري إن حصاد شهر من المقاطعة الخليجية والعربية لقطر من المؤكد أنها قلصت أو أوقفت على الأقل خلال هذه الفترة إمداداتها اللوجستية للتنظيمات الإرهابية وفي مقدمها داعش في العراق، وجبهة النصرة في سوريا التي تمولها قطر عبر المنظمات الإغاثية المنتشرة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا، وكذلك جماعة أنصار الشريعة وفجر ليبيا حيث أرسلت قطر طائرات محملة بالسلاح لمليشيات فجر ليبيا، بحسب تصريحات مصادر حكومية غربية لصحيفة «التليجراف» البريطانية التي كشفت عن رصد هبوط عدة طائرات محملة بالسلاح الممول قطريا في مصراته مقر مليشيات فجر ليبيا. وأضافت تقول هناك من يتساءل ماذا فعلت الحكومة القطرية خلال شهر المقاطعة مع شخصيات قطرية أدرجتها الحكومتان البريطانية والأميركية على قوائم الإرهاب لتورطها في تمويل جماعات إرهابية متشددة من بينها القاعدة وداعش من أمثال عبد الرحمن النعيمي الذي قالت السلطات الأميركية والبريطانية انه كان يقدم دعما ماليا لتنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة بمبلغ قدره مليوني دولار شهريا، وكذلك ماذا فعلت بسعد الكعبي الممول القطري المعروف لجبهة النصرة وضد القطري عبد اللطيف الكواري الذي يعمل على تسهيل وصول الإمدادات والدعم لتنظيم داعش.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©