الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صفقة الهند النووية··· خطوة على طريق طويل

صفقة الهند النووية··· خطوة على طريق طويل
5 أكتوبر 2008 00:40
قد تتيح موافقة مجلس الشيوخ الأميركي، على صفقة نووية للأغراض المدنية مع الهند يوم الأربعاء الماضي، الفرصة لإدارة ''بوش'' للتباهي بوجود -إذا ما جاز لنا التعبير- ريشة واحدة على الأقل على قبعتها الخاصة بحظر الانتشار النووي؛ بيد أن الأمر شبه المؤكد، أن إدارة ''بوش''، وبشأن موضوعين آخرين شائكين هما إيران وكوريا الشمالية، سوف تخلف أزمتين متفاقمتين للإدارة التالية، وهما أزمتان ستسهمان في المزيد من عدم الاستقرار في القارة الآسيوية والشرق الأوسط، كما ستشكلان تحديين كبيرين في مجال الانتشار النووي· ويشار إلى أن كبير المفاوضين الأميركيين مع كوريا الشمالية قد وصل إلى ''بيونج يانج'' الأسبوع الماضي كي يحاول إثناء مسؤولي تلك الدولة عن الانسحاب من اتفاقية كانت تقوم بموجبها بتفكيك برنامجها النووي؛ وسبب الرغبة الكورية الشمالية في الانسحاب هو غضبها من إخفاق إدارة ''بوش'' في شطب اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والمطالب الجديدة التي يقول هؤلاء المسؤولون أن الإدارة قد طالبتهم بالوفاء بها فيما يتعلق بالتحقق من التزام بلدهم بما تعهدت به في تلك الاتفاقية؛ وألمح المسؤولون الكوريون الشماليون في هذا الصدد إلى أن بلادهم قادرة على استئناف عملية إعادة معالجة البلوتونيوم خلال الأسبوع الحالي· وتأتي هذه المشكلة التي تلقي ظلالا من الشك على ما كان يفترض أن يمثّل إنجازا مهما في مجال السياسة الخارجية لإدارة ''بوش'' بعد أسبوع واحد فقط على انضمام الولايات المتحدة لدول أخرى في مجلس الأمن في تمرير قرار جديد بشأن إيران؛ وهذا القرار الذي ربما يكون آخر إجراء دولي بشأن إيران في ولاية هذه الإدارة، لا يتضمن فرض عقوبات جديدة أو أي إجراءات أخرى هادفة إلى زيادة الضغط على إيران من أجل إيقاف عملية تخصيب اليورانيوم· ''من الواضح أن الإدارة القادمة سوف ترث ظروفا متدهورة على الجبهتين معا، الجبهة الإيرانية والجبهة الكورية الشمالية'' هذا ما قاله ''روبرت آينهورن'' -المساعد السابق في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون مكافحة الانتشار النووي-، مضيفا قوله: ''لقد كان قرار مجلس الأمن الدولي هو آخر جهد تبذله الإدارة بشأن المسألة الإيرانية، وقد تزامن مع تراجع كوريا الشمالية عما كانت قد تعهدت به مسبقا ربما كوسيلة لانتزاع المزيد من التنازلات من الإدارة المغادرة''· والصفقة النووية المدنية مع الهند تمهد الطريق لأول تعاون نووي مع العملاق الجنوب آسيوي المزدهر، منذ أجرت الهند أول اختبار نووي في العام 1974؛ وتثني إدارة ''بوش'' وزعماء الكونجرس على الاتفاقية ويعتبرونها فصلا جديدا في تاريخ العلاقات مع أكبر دولة ديمقراطية في العام من حيث عدد السكان؛ ويقولون إن تلك الاتفاقية التي تفتح منشآت الهند النووية المدنية -ولكن ليس العسكرية- للتفتيشات الدولية، تعزز أهداف عدم الانتشار النووي مع دولة لم توقع أبدا على اتفاقية عدم الانتشار؛ ولكن منتقدي الصفقة يقولون، إن تلك الصفقة سوف تعيد جهود منع الانتشار النووي إلى الوراء، من حيث إنها ستشجع القوى النووية المحتملة الأخرى على مواصلة جهودها في مجال الانتشار النووي على أمل أن تحظى في النهاية باتفاقية مماثلة· أما بخصوص كوريا الشمالية، فإن الإدارة تصر على أنها لن تقدم تنازلات غير تلك التي قدمتها في إطار الصفقة التي توصلت إليها مع هذه الدولة في يونيو الماضي، ولكنها تقول: إن ''كريستوفر هيل'' -مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون جنوب آسيا والباسيفيكي- قد يوافق على إجراء تغييرات على الطريقة التي يمكن أن يتم بها التدقيق على نزع السلاح النووي؛ والنتيجة سوف تتوقف على ما إذا كانت ''بيونج يانج'' ترى أنها يمكن أن تحصل على أفضل صفقة من إدارة ''بوش''، أو أن حظوظها ستكون أفضل مع الإدارة الجديدة''· أما بالنسبة لإيران فإن كل الدلائل تشير إلى أنها ستسعى إلى الاستفادة من الشهور القليلة القادمة من التركيز على السياسات الأميركية من أجل تعزيز سيطرتها على عملية تخصيب اليورانيوم· ويبقى السؤال: هل ستقوم إسرائيل بضرب المنشآت النووية المعروفة بموافقة ضمنية من قبل الإدارة الأميركية أم لا؟ تشير التقارير الأخيرة التي تستشهد بالتسريبات الاستخباراتيه الإسرائيلية إلى أن إسرائيل قد اصطدمت بضوء أخضر من البيت الأبيض عندما طرحت فكرة توجيه ضربة إلى إيران في بواكير هذا العام· وعلى الرغم من أن الأسرة الدولية تبدو متفقة على الحيلولة دون نشوء إيران نووية، إلا أنها تختلف بشأن الكيفية التي يمكن بها تحقيق هذا الهدف؛ ومن المؤكد أن الإدارة القادمة ستواصل نهج تكثيف الضغوط على طهران، على الرغم من أن هناك من يقول إن تلك الاستراتيجية لم تنجح، وأن هناك حاجة إلى نهج جديد لإثناء إيران عن المضي قدما في برنامجها النووي· يقول ''ديفيد كاي'' -المفتش السابق على الأسلحة النووية الذي عمل ضمن فرق أميركية وأممية-: ''إن إيران قد قطعت 80 في المائة على طريق تصنيع سلاح نووي، وهذا يعني أنه قد تصبح دولة نووية خلال فترة تتراوح ما بين عامين إلى خمسة أعوام؛ وأن الشهور القليلة القادمة المتبقية من عمر الإدارة الحالية يجب أن تستغل في الخروج باستراتجية جديدة للتأثير على إيران، وهي مهمة ليست بالميئوس منها''· البداية في نظر ''كاي'' تكمن في فهم مخاوف إيران الوجودية، وهي مخاوف لا تختلف في رأيه عن تلك الخاصة بإسرائيل والتي تتحكم بتصرفاتها في المنطقة، ومن ثم العمل على صياغة استراتيجية تأخذ تلك المخاوف في الحسبان، بشرط أن تعبر أميركا بوضوح على أنها ''تتفهم مأزق إيران وتأخذ همومها الإقليمية في الحسبان''· هوارد لا فرانتشي- واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''كريستيان ساينس مونيتور''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©