الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

خليفة سليمان: النقاط الثلاث أمام كوريا الجنوبية بيت القصيد

خليفة سليمان: النقاط الثلاث أمام كوريا الجنوبية بيت القصيد
5 أكتوبر 2008 00:42
تمثل مباراة منتخبنا الأول لكرة القدم مع نظيره الكوري الجنوبي يوم 15 أكتوبر الجاري الهاجس الأكبر الذي يستحوذ على عقول المسؤولين واللاعبين والجهاز الفني والشارع الرياضي أيضاً، كونها تندرج تحت شعار ''نكون أو لا نكون'' في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، فهي بلا شك سوف تحبس الأنفاس طوال تسعين دقيقة وتعيد الجميع للالتفاف حول الأبيض والدعاء له بالتوفيق· وبين متفائل ومتشائم رأينا فتح باب من الحوار مع أحد الفنيين الذين يتمتعون بالشفافية والمصداقية، ولا يفصلون القول عن العمل، إنه الكابتن خليفة سليمان المحلل الرياضي بقناة ''أبوظبي الرياضية'' والعضو السابق بلجنة المنتخبات الفنية باتحاد الكرة· وقد بدأ الحوار بالسؤال عن كونه متفائلاً أم متشائماً بما ستؤول إليه نتيجة المباراة القادمة مع شمشون الكوري؟ فقال في حقيقة أنا متفائل دائماً، وهذه المرة تزيد درجة التفاؤل لثقتي الكاملة في لاعبي المنتخب وإمكانياتهم، حيث لدينا نوعية جيدة من اللاعبين، صحيح المهمة صعبة، لكن لابد أن يتمتع اللاعبون بروح التحدي حيث لا توجد ضغوط كبيرة عليهم بعد رحيل المدرب السابق برونو ميتسو، وكذلك الجهاز الفني حيث لو نجح المدرب دومنيك في هذا الامتحان، فسوف يحسب الأمر له، وإذا لم يحالفه التوفيق فلن يحسب عليه شيء، وبالتالي فأنا شخصياً متفائل وآخذ المقولة التي تقال في أوروبا ''لو وقعت من الطابق العاشر وأنا في الهواء أكون متفائلاً لأنني لم أصل بعد إلى الأرض''· وأضاف: أقولها بكل صراحة، لو فزنا بالنقاط الثلاث، فستكون الانطلاقة قوية، وإذا حصلنا على نقطة واحدة ستكون ثمينة جداً، وفي تلك الحالة سنلعب على المركز الثالث على الأقل، حيث إذا فقدنا الأمل في المركزين الأول والثاني علينا أن نقاتل على الثالث، ودعنا نتذكر المنتخب البحريني على سبيل المثال والذي لم يصل إلى كأس العالم الماضية، رغم الفرصة الذهبية التي أضاعها، إلا أنه فاز بإعجاب الناس من منطلق أنه قاتل حتى النهاية، فدعنا نضع هذا الهدف أمامنا، صحيح لا نريد أن يكون المركز الثالث هو الهدف الرئيسي، إلا أنه قد يتماشى مع الوضع الذي نعيشه، فالنقطة من كوريا الجنوبية قد تدخلنا الصراع على المركز الثالث، الأمر الذي يجعلنا في وضعية جيدة، ويكسب اللاعبون احترام الناس لهم، وهذا هو أقل تقدير· وعن كيفية تصحيح المسار بعدما خسر المنتخب أولى مباراتيه في التصفيات قال إن التصحيح لابد أن يكون داخل كل منا بغض النظر عن ما حدث، صحيح خسرنا مباراتين، واحتمال أن نكون قد خسرنا الثقة في أنفسنا بعد المباريات الودية التي خاضها المنتخب، وأقصد هنا اللاعبين، وأتصور أن هذا الأمر قد انعكس على الأداء في بعض الأحيان، لكن في نفس الوقت علينا أن نعي أن كرة القدم ليست مجرد 90 دقيقة فقط، لكنها عالم قائم بذاته، وطالما اخترنا الدخول فيه دون أن يجبرنا أحد على ذلك، فبالتالي لابد أن نخلص له فالـ90 دقيقة هي خلاصة السلوك الذي نمارسه في حياتنا اليومية، فنحن اخترنا تلك اللعبة، وبالتالي علينا تحمل كل التبعات بحلوها ومرها، فنحن خسرنا 6 نقاط، ولم نخسر الكثير حيث لاتزال تتبقى في الملعب 18 نقطة، والتفكير فيها يزيدنا إحباطاً، لذلك علينا أن نفكر في أول ثلاث نقاط قادمة أمام كوريا الجنوبية، لأن النظر إلى القمة في تلك الحالة التي نعيشها حالياً يأتي بالإحباط لأنك بعيد، وفي تلك الحالة فإن بداية الصعود يعطي الأمل، لذلك أتصور أن أول ثلاث نقاط هي بيت القصيد· وحول تصوراته للتعديلات التي قد يدخلها الجهاز الفني قبل هذا اللقاء قال لا أتصور أنه ستكون هناك تعديلات جوهرية أو كثيرة، لأن المدرب دومينيك كان مع المنتخب قبل مجيء ميتسو، وأتصور أنه يعرف أن خط الدفاع لدينا سيئ، وبما أن فهم السؤال يعد نصف الإجابة، فأنني أتوقع أن يقوم دومينيك بعلاج أكبر نسبة من الخطاء، لأنه في ظل الظروف الحالية، لايمكن العلاج الجذري، فالمطلوب منه أن يضع أنسب الحلول لكل الأخطاء، وأتمنى أن يتعاون معه الجميع بداية من اللاعبين· المدرب المواطن مظلوم وعندما تحولت دفة الحديث عن اعتذار المدرب المواطن جمعة ربيع عن عدم تولي المسؤولية بعد ميتسو، وهل يضر هذا الأمر به وبالمدربين المواطنين، قال خليفة سليمان إن جمعة ربيع تم اختياره من قبل لقيادة المنتخب، ونجح معه في دورة كيرن الودية الدولية باليابان، ونجح قبل ذلك مع منتخب الناشئين، وحقق لنا الفوز بأول بطولة خليجية، وأنا كنت موجوداً معه في أبها السعودية، ونجح أيضاً مع منتخب الشباب ومساعده مهدي علي، وهذه النجاحات كان يجب أن تعطي صورة جيدة عن جمعة ربيع، حيث لم تكن الثقة كاملة في المدرب المواطن بعد تلك النجاحات، وتم التعاقد مع مدرب أجنبي للمنتخب، لذلك أنا معه في قرار الاعتذار إذا كان سيتولى المسؤولية بشكل مؤقت لأن النقد للمدرب المواطن في تلك الحالة سيكون أكثر، وحتى الامتيازات تكون أقل وهذه هي المشكلة الأساسية، فمن الأخطاء الإدارية الكبيرة أننا نلعب على وتر الوطنية والانتماء حيث كلنا يعرف هذا جيداً ونعيشه لكن لابد أن يحصل المدرب على حقوقه كاملة مثل المدرب الأجنبي، لكن للأسف يتم البحث عن العلاج عند المدرب المواطن وبالطبع العلاج ليس بيده· وعندما جاء الحديث عن الأخطاء الدفاعية التي أصبحت بمثابة الموروث الثقيل في الكرة الإماراتية قال إن خطوات التدريب لخط الدفاع وحراسة المرمى لها منظومة خاصة بها، لكن الخطأ الذي يقع يكمن في عدم الاهتمام الكافي بتلك المنظومة في الأندية، ومنحها الوقت الذي يبذل في الاهتمام بلاعبي خطي الوسط والهجوم، وحتى لا نظلم مدرب المنتخب في هذا الجانب، لابد أن نقول إن المنتخب الجيد هو نتاج لاعب متميز من النادي، فعندما نستعرض الأهداف التي سجلت في الأسبوعين الماضيين من الدوري، وهل هي نتاج براعة المهاجمين أم من الأخطاء الدفاعية سنجد أن أغلب الأهداف تأتي أكثر بسبب أخطاء المدافعين، كما أن اختيار المدافعين لايتم فقط عبر تميز اللاعب، ولكن للفشل في اللعب كمهاجم، مع العلم أنه في العشرين سنة الأخيرة أصبح للمدافعين دور كبير، وزادت أسعارهم في بورصة اللاعبين العالمية، فهناك شيء معنوي لابد أن يلعب فيه النادي دوراً يتمثل في محاولة الترغيب في مركز المدافع، وبأن هناك ظلماً للمدافع لأن عملية الدفاع تبدأ من الهجوم· وعن علامة الاستفهام التي تركها ميتسو باللعب بدون مهاجم صريح قال بالطبع هذا خطأ كبير، ففي مباراة كوريا الشمالية لعبنا بدون مهاجم ولكثرة النقد الذي تعرض له الجهاز الفني لعب أمام المنتخب السعودي بمهاجم صريح وكان يفترض أن يحدث العكس، وبالتالي أثبت ميتسو أنه أخطأ فعلاً· وعن اللياقة البدنية للاعبي المنتخب وتراجعها في المباريات المهمة قال إن مسألة اللياقة البدنية عملية معقدة جداً، وبالتالي من الظلم الحديث عنها بدون تناول كل العناصر المحيطة بها، فنحن لم نصل بعد لثقافة الاقتصاد في الجهد وتوزيعه أثناء سير المباريات بمعنى أن لاعبينا لا يجيدون هذا الفهم كما يجب أن تكون فترة الإعداد مفصلة وتستطيع أن تحصل على كل المعلومات بدون أي إلحاح، كما على المدرب أن يعقد مؤتمراً صحفياً في كل الخطوات التي يقوم بها قبل البطولة، فمثل هذه الأمور تعطي الناس راحة، وكذلك اللاعبين لأنه أصبح لايوجد شيء يخفى في عالم كرة القدم حاليا، كما أنك لا تستطيع أن تبعد الجماهير أو وسائل الإعلام عن الدلو بدلوها، لكن مصيبتنا تكمن في أنه لا توجد شفافية، فاللاعب له دور أيضاً سواء في الوصول إلى اللياقة البدنية المطلوبة أو المحافظة عليها حيث ترتبط الراحة باللياقة البدنية، وهناك لاعبون كثيرون لا يمتلكون ثقافة المحافظة على أنفسهم، وأنا شخصياً أعرف لاعبين ليس لديهم التزام في حياتهم، وهذا الأمر بلاشك يؤثر على أدائه داخل الملعب، لذلك أرجو من الناس الذين يتحدثون عن اللياقة البدنية، وأنه بمجرد انخفاض مستوى اللاعب في آخر ربع ساعة، يعني أن هناك انخفاض في معدل اللياقة، حيث هناك أسباب كثيرة غير ذلك، ولو عدنا بالذاكرة إلى مباراة كوريا سنجد أن المنتخب قدم في الشوط الأول عرضاً جيداً، وأضعنا فرصاً بالجملة وفي كرة القدم غالباً الذي يهدر الفرص لابد أن يندم على ضياعها· السر عند الأندية دبي (الاتحاد) - تطرق خليفة سليمان إلى ملاحظة أداء اللاعبين بمستوى أعلى مع أنديتهم مقارنة بالمنتخب، وقال إن السر عند الأندية، أنها بالفعل معضلة، وقد لاحظتها منذ فترة طويلة، ويبدو أنها غريزة تلاحظها حتى في الأندية الأوروبية، وليست في منتخبنا فقط، وأنا شخصياً لا أتصور أن اللاعب يفضل النادي على المنتخب داخله، لكن الأمر يأتي بتلقائية، لأن هناك وسائل جذب كثيرة في الدوري، وتغطيته ومساحات كبيرة تفرد له في كافة وسائل الإعلام، والأمر الآخر يتعلق بالجمهور حيث يعتبر جمهور النادي خاص، ولا يرضى سوى بالفوز، وهنا أقول إن الضرب على وتر المنتخب، لابد أن تشارك فيه الأندية، كما أتمنى أن نصل إلى الاحتراف الإداري، لأن هذا الأمر سوف يساعد كثيراً جداً في ارتقاء اللاعب، ولو وصل إلى هذه العقلية سيكون أداؤه أفضل بكثير· عقلية الاحتراف تبدأ من البيت دبي (الاتحاد) - عندما انتقلنا إلى الاحتراف، ومتى نبدأ في حصد ثماره قال خليفة سليمان قد يكون ذلك بعد 5 سنوات على أقل تقدير، لو نجحنا في اختزال الوقت، أما قبل ذلك فهذا مستحيل، وبالتالي فهذا الجيل لايمكن له أن يتشبع بالعقلية الاحترافية، ولا حتى جيل لاعبي الشباب أو الناشئين، لأن عقلية الاحتراف لاتبدأ من النادي، بل تبدأ من البيت، فالاحتراف هو في الحقيقة أسلوب حياة والتزام بكل أنماطها، وبالتالي نحن نتحدث عن الأطفال عندما يعرفون واجباتهم الحقيقية في البيت والمدرسة والشارع، وأي مكان تطأ فيه أقدامهم، أما نحن فمصيبتنا تكمن في أنه لابد من وجود رقيب علينا حتى نعطي، وبالتالي إذا تحلينا بالأمانة أمام الله وأنفسنا ونفذنا الواجبات بدون رقيب، فعندها نكون قد بدأنا وضع أقدامنا على الطريق الصحيح، وأن نعود أبناءنا الاعتماد على أنفسهم بدلاً من الاعتماد على ''البشكارة''، فالعيش الرغد لايعني ألا نقوم بخدمة أنفسنا، وأن نضغط على الذر لكي يساعدنا أحد، وعلينا أن نأخذ من النجوم العالميين أمثلة على العطاء والاعتماد على النفس رغم امتلاكهم للمال الوفير· رسائل مهمة جداً دبي (الاتحاد) - قال خليفة سليمان لقد لاحظت في الفترة الأخيرة الاعتماد على الشخص الواحد في القيادة، كما لاحظت عملية تبديل للأشخاص في الأماكن، والمصيبة تكمن في أن هناك أشخاصاً معينين تتم محاسبتهم، وفي المقابل هناك فاشلون، وللأسف تراهم يتنقلون إلى أماكن مهمة تسير العمل، مع أنهم لهم تجارب فاشلة كثيرة مع وجود أناس لم يتم منحهم سوى فرصة واحدة فقط، وبعدها تم إقصاؤهم ولا أعرف الأسباب التي تدعو إلى ذلك· هناك سالفة الديك الذي يحل كل الأمور حيث يجلس كل يوم مع أقرانه الذين أطلقوا كذبة تم من خلالها إيهام الديك بأنه إذا لم يصحُ كل يوم مبكراً ويطلق صيحاته فلن يطلع النهار، وبالفعل صدق الديك هذه الكذبة، وكذلك الناس الذين أطلقوها، وحتى نحن أيضاً، وفي إحدى سهرات الديك كان الإلحاح عليه شديداً لإجباره على الخلود إلى النوم، وبعد إصرار ممل ذهب إلى فراشه، لكن لم تغمض له عينان، وظل يقظاً حتى الصباح، فأشرقت الشمس ليقول الحمد لله أن أخرجنا الشمس على هذه الأمة ثم نام قرير العين، وأقول لهذا الديك، ولكل ديكة العالم صحت أم لم تصح، فالشمس ستشرق بإذن الله والحياة سوف تستمر، ولن تتوقف عند شخص أو اثنين، وكذلك الرياضة، وبالتالي أتمنى ألا يأتي إلينا مدرب ويتصور نفسه ديكاً أو إدارياً!
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©