توقع مسؤولون حكوميون وعاملون في القطاع السياحي بالدولة، أن ترتفع معدلات ونسب التوطين في القطاع السياحي خلال السنوات المقبلة، بعد طرح جامعات رئيسية في الدولة برامج أكاديمية متخصصة في المجال السياحي، مؤكدين أن هذه الخطوة ستساهم في إيجاز عناصر وطنية مؤهلة ومتخصصة.
وأكدوا أن التوسع الذي تشهده الدولة حاليا في المشاريع السياحية، مثل المشاريع الضخمة المنفذة في أبوظبي، ستكون بحاجة إلى رفد السوق بكوادر إماراتية متخصصة، وهو ما سيساهم في تعزيز الخدمات المقدمة بالقطاع، فيما أعرب أصحاب فنادق وشركات سياحية عاملة بالدولة، عن استعدادهم للتعاون مع الجامعات وتوظيف الكوادر الوطنية خلال السنوات المقبلة.
وتستحدث جامعة الإمارات من خلال قسم التاريخ والآثار بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية برنامجاً أكاديمياً بعنوان دراسات في السياحة” اعتبارا من العام الجامعي المقبل 2010-2011 والذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى مؤسسات التعليم العالي بالدولة، ويمنح بموجبه الطالب درجة البكالوريوس في دراسات في السياحة، ويلبي الاحتياجات المتزايدة لقطاع السياحة والآثار والسفر من الكوادر الوطنية المتخصصة.
وفي نفس الوقت انتظمت في جامعة زايد بأبوظبي أول دفعة من طلبة برنامج ماجستير الآداب في الاتصال تخصص الاتصال والسياحة الذي يعد الأول من نوعه في مؤسسات التعليم العالي، والهادف إلى تعزيز قطاع السياحة وتشجيع أبناء وبنات الدولة على الالتحاق بهذا القطاع الحيوي.
وقال ناصر الريامي مدير إدارة المعايير السياحية في هيئة أبوظبي للسياحة إن إيجاد تخصصات السياحة تدرس في الجامعات خطوة تشجعها الهيئة بشكل كبير في ظل النمو والتطور السياحي الذي تشهده الإمارة، مؤكدا أن الهيئة تسعى لاستقطاب جامعات عالمية لتقديم برامج متخصصة في مجال الضيافة والسياحة بأبوظبي خلال العام المقبل.
من جانبه أكد هاني خورشيد سكرتير عام مجلس رجال أعمال السفر والسياحة (أتاك) أهمية طرح تلك التخصصات بالنسبة للقطاع السياحي بالدولة، مؤكدا بأنها ستساهم في رفد سوق العمل في القطاع السياحي بعناصر مواطنة متخصصة ومؤهلة.
وأشار ابراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة “أسفار” السياحية إلى أهمية هذه الخطوة، مؤكدا أنه كان من أشد المطالبين بضرورة تدريس منهج متخصص في السياحة ليس فقط في الجامعات، بل في المناهج المدرسية أيضا. وأكد الذهلي أن السياحة توفر فرص عمل لجميع الشرائح، مؤكدا الحاجة الى تلك الخطوة في الوقت الحالي مع النمو السياحي الذي تشهده الدولة ومع المشاريع العديدة سواء في مجال الفنادق أو الطيران أو المطارات أو الإرشاد السياحي وغيرها من المجالات السياحية.
من جانبه قال ناصر النويس رئيس مجلس إدارة مجموعة فنادق “روتانا” إننا مستعدون للتعاون مع الجامعات لاستقطاب مواطنين ومواطنات للعمل في الفنادق التابعة للمجموعة، في ظل نمو القطاع السياحي باستمرار وزيادة عدد الغرف الفندقية عاما بعد عام، مشيرا الى أن المجموعة افتتحت وستفتتح خلال العامين الحالي والمقبل نحو 10 فنادق.
وأكد أن هذه فرصة لإيجاد خريجين إماراتيين متخصصين بالسياحة، حيث توجد صعوبة في إيجادهم في الوقت الحالي، وهو ما يؤدي الى تدني نسبة المواطنين من اجمالي العاملين في الفنادق.
وأكد اسماعيل جحا مدير المبيعات في “سفر” للسفر والسياحة أن توفير دراسات تخصصية سياحية أمر له أهمية كبيرة في الدولة بعد أن كان الأمر مقتصرا فقط على برامج المعاهد ومراكز التدريب.
وأشار الى أن وجود متخصصين في مجال السياحة سيرفع من مستوى الخدمات المقدمة في شركات السفر والسياحة وسيساهم في تطوير صناعة السياحة إضافة الى زيادة التوطين في القطاع السياحي الذي تقل نسبة التوطين فيه عن 1?.
وتستعد هيئة أبوظبي للسياحة العام المقبل، لتدشين استراتيجية ثلاثية المحاور للسياحة التعليمية تغطي الرحلات المدرسية الخارجية، وبرامج التطوير الشخصي، والتدريب المؤسسي، وسيشتمل البرنامج على جلسات تواصل وحوار مع الطلاب الإماراتيين، وزيارات لمدينة العين والمشاريع ومعالم الجذب السياحي الرئيسية في الإمارة. وتوفر السياحة التعليمية منتجاً واعداً يستقطب شريحة كبيرة من الزوار إلى أبوظبي التي تمتلك بدورها مقومات وموارد تكفل نجاحها في هذا السوق من خلال الزيارات التعريفية ومبادرات التوعية والحملات التسويقية الموجهة.
وستحظى استراتيجية التنمية المهنية للعاملين في القطاع السياحي بأبوظبي بدفعة قوية خلال العام المقبل، من خلال توفير برامج تدريب إلزامية قصيرة المدى على مدار العام تركز على خدمات العملاء والموظفين الذين يتواصلون مباشرة مع الزوار.
عدد اليوم
