الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلالة.. درّة الطبيعة وعجيبة النافورات الراقصة

صلالة.. درّة الطبيعة وعجيبة النافورات الراقصة
6 يوليو 2010 20:10
الحديث عن صلالة العمانية لم يكن حديث اليوم والأمس بل إنه حديث بلد العجائب التي لم تنضم إلى عجائب الدنيا السبع، حيث تجتمع هذه المدينة في موعد مع الرذاذ الذي لا يتوقف مدة ثلاثة أشهر ومصحوباً بأمطار استوائية تلقائياً تنسجم معه الجبال، لتتحول إلى اللون الأخضر الذي يكسو جميع سفوحها وتلالها ومراعيها التي تمتد على طول البصر. وتشمل السياحة في صلالة الاستمتاع بجبال عمان حيث وداعة المنظر ودعة النفس للأجواء الباردة التي تتحول تلقائياً فيها المدينة إلى 22 درجة مئوية وتغيب الشمس في لقاء آخر ما بعد سبتمبر حيث يكون لقاء عاصفاً يجمعها بصلالة تحت أمطار الشتاء. النافورات الطبيعية التي اتحدت فيها تضاريس الطبيعة بين الجبل والبحر والصخور لتجد تحت قسوة تلك الجبال منفذاً للبحر ينطلق فيه إلى الأعلى مشكلاً نافورة طبيعية ليس للإنسان أي دخل بل كانت منذ القدم في شاطىء المغسيل لوحة عنوانها اتحاد الطبيعة. ولصلالة طريق معبد يربطها بباقي أجزاء السلطنة يصلها بالعاصمة مسقط التي تبعد عنها نحو 1040 كم، وتنقسم المحافظة من حيث التضاريس إلى ثلاثة مناطق رئيسية كالمنطقة الساحلية والجبلية والمنطقة النجد وتدعى بادية ظفار والمنطقة الصحراوية. طقس استثنائي يقول خالد بن حبيب اللواتي رئيس قسم الإعلام بوزارة السياحة: الخريف في صلالة هو موسم يبدأ فلكياً من 21 يونيو إلى 21 سبتمبر من كل عام، وله خصوصيته المناخية على مستوى المنطقة والتي جعلت الطقس استثنائياً وظاهرة متفردة ترسل نسمات الهواء العليل والغيوم المعبقة بالرذاذ والتي يستمتع بها مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين والزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم ودول الخليج خاصة. و يتميز موسم الخريف بالجمال وتألق خضرته التي ترسم على الجبال لوحة طبيعية مبهرة تبعث في النفس بهجة وتنثر في الأحاسيس طرباً وتمنح القلب دفئاً وطمأنينة بعيداً عن صخب الحياة .. لذا فإن موسم الخريف يعتبر من أفضل المواسم السياحية في المنطقة وأكثرها ملاءمة لقضاء أروع العطلات مليئة بالذكريات الطيبة التي ستظل راسخة في الذاكرة .. ومما يميز مدينة صلالة جمال طبيعتها، فشواطئها الرملية البيضاء الخلابة تمتد لمسافات طويلة. يكثر في المنطقة والدولة عموماً الأماكن التراثية من آثار قديمة وحصون وقلاع فالحصون والقصور المرممة مع وجود بعض الآثار الأخرى، ويلاحظ وجود أضرحة متعددة منها لأنبياء مثل النبي أيوب وعمران وعابر بن هود وهود بن عامر وبن علي وآثار ناقة النبي صالح. آثار وأودية ظفار ويضيف خالد حبيب أن الوصول إليها ليس متوهاً ولكن بالاستعانة بالنشرات والخرائط التعريفية في عمان والتي توزع مجاناً من خلال المنافذ البرية والجوية وفي نقطة الدخول لصلالة ناهيك أن أغلب المناطق السياحية ومرفق معها الخدمات وأرقامها وخرائط للمنطقة وتراثها وخرائط خاصة بصلالة تفصيلية. كما تتعدد الأماكن الجميلة والجذابة في ظفار حيث تكثر العيون في المنطقة منها عين صحلنوت وحشير وآثوم وطبراق وحمران ورزات وجرزيز، وتكثر فيها الأودية من أشهرها وادي دربات الذي يعتبر من أكبر الأودية وأجملها فيجتمع فيه أشجار متشابكة في جهة ومناطق مفتوحة في جهة ثانية ومياه تجري أعلاها شلال وتتعدد فيها الكهوف ككهف المارنيف وهو في منطقة جبلية ويقع على شاطئ جميل على امتداد شاطئ المغسيل ويتميز بوجود نوافير طبيعية بحيث تضرب الأمواج العالية أطراف الحواف الصخرية لتدخل من فتحات جانبها، ومن ثم تخرج من فتحات علوية صغيرة ومتوسطة على شكل نوافير وهذه النوافير يكون ارتفاعها بحسب طول الموج البحري وقصره. وعن المناطق الأثرية في صلالة يقول اللواتي: هناك العديدة منها وهي البليد وحصن طاقة وسمهرم وخور روري وحصن مرباط وهناك الطرق المتفرعة والموصلة للقرى والتي تنتشر فيها الجمال وتغطيها الخضرة والأشجار، وأهمها الطريق مابين صحلنوت وشير.. فهو من أشد المناطق كثافة بالأشجار ويخترقه الطريق بشكل ملتو بين الجبال وكأنك في إحدى الغابات المدارية وتوجد العديد من الفنادق كشيراتون صلالة وكراون بلازا والعديد من الفنادق الخاصة ذات المستوى الراقي. ويؤكد خالد اللواتي أن المنطقة معتدلة الجو في أشهر يونيو ويوليو وأغسطس وسبتمبر والتي تسمى بخريف صلالة وهذا الوقت هو الوقت المناسب للزيارة لاعتدال الجو واكتمال زينة الأرض بعد موسم الأمطار الذي يسبق هذه الأشهر وأجواء المنطقة عامة معتدلة، و تترواح درجة الحرارة مابين 22-29 درجة مئوية، فجوها معتدل دائماً يبرد قليلاَ مع وجود الرذاذ والضباب بأعلى الجبال ويوجد عدة مزارع في البلد أعطت جمالاً خاصاً للطرق يغلب عليها أشجار جوز الهند والموز وبعض الفواكه الأخرى النادرة وتقارب في طبيعتها لفواكه جنوب شرق الهند. ويوضح اللواتي: المنطقة آمنة جداً وتنتشر فيها الأضرحة والشواهد المقامة على القبور حيث جعلت لها مزارات خاصة بمواقع مختلفة. منتجعات ومشروعات ويقول خالد ناصر الخروصي مهندس مشاريع عماني إنه يجري حالياً تنفيذ العديد من المشاريع الاستثمارية الكبرى في صلالة منها المرحلة الأولى من مشروع منتجع شاطيء صلالة ومشروع منتجع جزيرة السودة إحدى جزر الحلانيات ومشروع المجمع التجاري السياحي “عالم صلالة” ومركز اللولو التجاري. إضافة إلى مشاريع مستقبلية في المراحل الأخيرة من الدراسة من بينها تنفيذ مشروع منتجع سياحي متكامل بنيابة الشويمية وكذلك مشروع منتجع سياحي بمنطقة افتلقوت، وهناك مشاريع قيد الدراسة مثل إقامة منتجع بيئي بولاية مرباط وتطوير منطقة المغسيل المعروف بالنوافير الطبيعية وتطوير منطقة الفزايح إضافة الى العديد من مشاريع الخدمات والتطوير والتحسين في عدد من المواقع السياحية ذات الاستقطاب السياحي. ويقول سعود الحضري “موظف حكومي”: بدأت الجهات الحكومية والقطاع السياحي بالمحافظة استعداداتها للموسم السياحي من خلال التوسع في إضافة المرافق العامة وخدمات الإيواء حيث يوجد العديد من الفنادق العالمية ومجموعة من الفنادق الراقية، إضافة إلى الشقق والبيوت الفندقية والفلل والشقق السكنية. كما يتم سنوياً إضافة العديد من أماكن الإيواء لمختلف المستويات لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح في فصل الخريف. ويضيف: يقوم مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار بجهود واسعة لإظهار مدينة صلالة كحاضرة عصرية تتمتع بمختلف الخدمات وتتميز بمقومات تؤهلها لتكون إحدى أهم نقاط الجذب السياحي في المنطقة. الراحة والسلامة تتمثل جهود البلدية في مشاريع الطرق والإنارة والأرصفة وتجميل الشوارع والدوارات وأعمال التشجير ونشر المسطحات الخضراء، إضافة إلى مشاريع الخدمات اليومية في مجال النظافة العامة وتهيئة الأماكن والمواقع السياحية بمحافظة ظفار وتزويدها بالخدمات والمرافق لخدمة السياح والمقيمين. ويقول الرائد عبد الصمد جمعة “شرطة عمان”: تواكب شرطة عمان السلطانية من خلال دورها موسم الخريف بتقديم العون والمساعدة وخدمات الإرشاد والتوعية وتنظيم حركة السير في الشوارع والطرقات العامة التي تشهد حركة مرورية مكثفة في هذا الموسم إلى جانب المحافظة على الأمن والحرص على راحة وسلامة الجميع، إضافة الى توزيع الكتيبات المتضمنة للإرشادات والنصائح والرسومات والصور التوضيحية للمساعدة في تجنب المخاطر خاصة في المرتفعات والمنحدرات وعند انتشار الضباب وكذلك وجود سيارات الإسعاف وخدمة الإسعاف الطائر ومراكز شرطة متنقلة يتم من خلالها تلقي البلاغات بمختلف أنواعها، إضافة إلى تسيير الدوريات في السهول والجبال والأماكن السياحية. ويقول مهند باحجاج موظف في الطيران العماني إن الطيران العماني يقوم سنوياً بزيادة رحلاته الداخلية والدولية إلى صلالة لمواجهة كثافة الحركة السياحية خلال موسم الخريف، إضافة إلى قيام شركات النقل البري بتسيير العديد من الرحلات الإضافية اليومية إلى صلالة من خلال أسطول من الحافلات الحديثة المزودة بخدمات السلامة والترفيه.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©