المعسكر الصيفي للجودو يصقل مهارات الأطفال ويعلمهم الصبر

انطلق المعسكر الصيفي للجودو الذي ينظمه اتحاد المصارعة والجودو والجيوجيتسو قبل أسبوعين، ويستمر حتى نهاية شهر يوليو الجاري، وذلك بمقر الاتحاد بمنطقة المشرف في أبوظبي، حيث يتم استقبال الطلاب وأولياء أمورهم يوميا خلال فترة صباحية وأخرى مسائية، لممارسة هذه الرياضة التي تعلم الصبر والتحدي وتزرع الثقة بالنفس، إذ عرفها الكثير بأنها الطريقة الشاملة والأكثر فعالية لاستخدام الفكر والجسد في الهجوم والدفاع بشكل دقيق وفعال، وتستعمل رياضة الجودو في بلورة وتحسين عمل وتنمية أعضاء الجسم، وزيادة القوة الفكرية والأخلاقية في العمل الإيجابي. عن هذا البرنامج الصيفي يقول علي أحمد اليافعي، مشرف عام المعسكر الصيفي للجيدو: انطلق المعسكر الصيفي للجيدو من 20 يونيو وسوف يستمر إلى غاية 29 يوليو إذ يبدأ بالحادية عشرة صباحا من كل يوم إلى الواحدة ظهرا خلال الفترة الصباحية، وهناك فترة مسائية تبدأ من الخامسة إلى السابعة مساء، ونوفر المواصلات برسوم رمزية والهدف من ذلك تشجيع الطلبة على الانخراط والسير بانتظام في هذه الدورات التي ستعود عليهم بالنفع مستقبلاً. زيارة دعم وتشجيع وقد زار الشيخ أحمد بن ناصر بن زايد آل نهيان، نائب رئيس نادي الوحدة، معسكر اكتشاف مواهب رياضة الجودو الصيفي الذي نظمه اتحاد الإمارات للمصارعة والجودو والجيوجيتسو بصالته الرئيسية في أبوظبي، كما قام بجولة في مقر الاتحاد بأبوظبي وكان ذلك خلال نهاية الأسبوع الماضي. وقد كان في استقباله، أحمد جمعة الحوسني، عضو مجلس إدارة اتحاد المصارعة والجودو والجيوجيستو، رئيس لجنة المتابعة والتطوير، وعمر بن لحة، رئيس لجنة التسويق بالاتحاد، ورئيس وأعضاء فريق العمل المتطوع لتسيير أمور معسكر اكتشاف مواهب الجودو الإماراتي. والتقى الشيخ أحمد بن ناصر بن زايد آل نهيان خلال جولته بالصالة الرئيسية عدداً من المشاركين في معسكر اكتشاف المواهب خلال الفترة المسائية الذين تحدثوا عن إيجابيات المعسكر ومدى الفائدة التي تحققت من خلال أول مشاركة لهم في مثل هذه التجمعات الشبابية، فيما قدمت كوكبة من البراعم والأشبال والناشئين من الجنسين بعض العروض والنماذج لفنون الدفاع عن النفس بإشراف المدرب يوسف العلمي والمدربة ديلارا والطاقم المساعد. اكتشاف المواهب الهدف من المركز الصيفي للجودو هو اكتشاف المواهب الشابة وتنمية مهاراتهم الذاتية، ويستقبل المعسكر الأطفال من الجنسين، إناثا وذكورا، كما أن هذا المعسكر يشرف عليه شباب مواطنون متطوعون يختبرون تجاربهم الإدارية والإشرافية، وقد يستمر طلبة المعسكر مستقبلا في ممارسة هذه الرياضة بعد انتهاء المعسكر نظراً لإعجابهم بهذه الرياضة، وينخرطون في دورات الجودو على مدار السنة بعد هذا التشجيع والتعريف بهذه الرياضة. وفي هذا الإطار يقول يوسف العلمي، مدرب منتخب الإمارات في الجودو، ومدرب المعسكر الصيفي عن التدريب وعن فوائد المعسكر: ندرب المنخرطين في الدورات العادية إلى جانب الذين انخرطوا في المعسكر الصيفي، وذلك بقصد إدماج الخبرات التي حصل عليها المتدربون الأعضاء في النادي مع الآخرين الجدد، بقصد إكسابهم الثقة في النفس، ويتيح لهم ذلك في جانب آخر الاحتكاك والتعرف على هذه الرياضة، ويضيف في سياق آخر: هذه الرياضة تعلم الانضباط والدفاع عن النفس واحترام الآخر. وعن الصعوبات التي تواجه المدربين خاصة بالنسبة للمنخرطين الجدد، أو الذين التحقوا بالمعسكر الصيفي فهو يقول: تعترضنا بعض الصعوبات، لكن نستطيع من خلال التجربة الكبيرة المتوافرة لدينا أن نرفع هذه التحديات، ومن هذه الصعوبات مثلاً الأطفال الذين يعانون من الدلال الزائد، حيث يصعب عليهم التأقلم بسرعة، وهذه تعتبر فرصة سانحة لهم ولأهلهم لكسب الثقة بالنفس، والتعرف على الذات بدل الاعتماد على الآخر، كما أنه من خلال التدريبات نكتشف أن البعض لا يتمتع بالثقة في النفس، ولا يستطيع التفاعل مع الآخرين، ويعاني بعضهم أيضاً من الخجل والخوف، ولكن هذه الدورة ستجعله يتغير للأحسن، وسيؤثر ذلك على مردوده في الدراسة، ويكسبه الثقة في النفس، ويعلمه التواصل ويحسن أداءه في الفصل الدراسي. نتائج مشجعة ينصح يوسف العلمي بالانخراط في بعض الرياضات التي تؤهل الأطفال والشباب على حد سواء صحياً ونفسياً وتعود عليهم بالنفع، ونصح ببعض الرياضات الغير عنيفة والمحببة للجميع من قبيل السباحة وركوب الخيل والجودو، وغيرها من الرياضات التي تنشط وتغير في سلوك المشاركين فيها، وتشغل أوقات فراغهم وتفرغ الطاقات الزائدة عند المراهقين والشباب وحتى الأطفال. وفي جانب آخر يقول يوسف العلمي عن نتائج التدريبات على المنخرطين بشكل عام: نحصل على نتائج مهمة جدا من التدريبات اليومية للطلبة خاصة بالنسبة للمنتخب فأصغر واحد عمره 16 سنة، إذ شاركنا في بطولة ببريطانيا وحصلنا على المركز الأول، وأخذنا الأول على الفردي بالنسبة للعرب وكان ذلك بدبي وبالنسبة للفرق حصلنا على المركز الثالث، وبالنسبة لبطولة الخليج حصلنا على الذهبية والفضية كما أننا شاركنا في عدة بطولات أخرى. ويضيف في نفس السياق: إن المنخرطين في المعسكر الصيفي للجودو قد يستمرون معنا مستقبلا وقد يصبح منهم أبطال يشاركون في جميع البطولات، وما أود قوله إن هذه الرياضة ليست عنيفة وتسمى بالفن النبيل ليست بها أية خطورة، وعلى الآباء مساعدة أبنائهم والدفع بهم نحو ممارسة الرياضة بكل أنواعها. متعة للطلبة والأهل ويتيح المعسكر للأهل فرصة مصاحبة أبنائهم أثناء التدريبات وذلك للتعرف على هذه الرياضة من جهة وللاطمئنان عليهم من جهة أخرى، وفي هذا الإطار يقول يعقوب إسماعيل الحمادي، أب لستة أطفال منخرطين في المعسكر الصيفي للجودو، يقطن في السمحة: سمعت بالمعسكر الصيفي للجودو فقررت تسجيل أبنائي لشغل أوقات فراغهم من جهة، ومن جهة أخرى أردت من هذا المعسكر أن يعلمهم الشجاعة والقوة والثقة في النفس، وأصغر أبنائي عمره 6 سنوات أما أكبرهم عمره 19 سنة، وأتابع أولادي يومياً مع والدتهم في المعسكر لأراقب مدى استفادتهم من هذا المعسكر، خاصة وأن بينهم ابنتي التي تحتاج الرعاية والمتابعة، وهي سعيدة بالتدريب في المعسكر الصيفي للجودو، إذ رأيت ضرورة تدريبها لتدافع عن نفسها، كما أن هذه التدريبات تعلم الثقة بالنفس والقوة والتحدي، ويضيف يعقوب إسماعيل: لو كنت أعرف، وبالأحرى لو كان قريبا من بيتنا هذا النادي بمنطقة السمحة لتركتهم طوال السنة يتدربون، لأن المسافة التي يقطعها الأولاد يوميا في وسائل المواصلات للالتحاق بالمركز ليست بالقصيرة، ويذكر يعقوب أنه أجل عطلته السنوية من أجل أبنائه ليتمكنوا من الاستفادة من المعسكر الصيفي للجودو. قيم مغروسة استمع الشيخ أحمد بن ناصر بن زايد آل نهيان إلى شرح شامل لمسيرة الاتحاد التي وضع أهدافها واستراتيجيتها مجلس إدارة الاتحاد برئاسة محمد بن ثعلوب الدرعي، كما وقف على أهداف المعسكر الرياضية والاجتماعية والثقافية ونشر الرسالة التوعوية لجميع شرائح المجتمع، بالإضافة إلى العديد من البرامج المصاحبة لفترة المعسكر بما يسهم في شغل أوقات فراغ الطلاب خلال الإجازة الصيفية، ويعود عليهم بالنفع بجانب غرس القيم والمبادئ والاتجاهات التوعوية في نفوس الطلاب بمختلف جنسياتهم.