المجسمات على طرق عُمان تعكس حضارة السلطنة وإرثها التاريخي

برزت المجسمات والنماذج المستخدمة في طرق العاصمة مسقط وولايات السلطنة وتلك التي على الدوارات لتكون واجهة تعكس حياة العمانيين وتراثهم وتاريخهم وآثارهم، بالإضافة إلى استخدامها كزينة على الطرقات المختلفة. وتتنوع المجسمات والنماذج التي تزين الطرقات في عمان بين الفخاريات والرسومات التقليدية وبين الأشجار العمانية والطيور المتنوعة التي توجد بالسلطنة. تمثل المجسمات التي تزين طرقات عمان هوية عمانية يستطيع من خلالها الزائر إلى السلطنة، وتفسير الواقع العماني ومعرفة مكنونات ومقومات البلد من خلال مشاهدتها. واختارت جهات الاختصاص مواقع مختلفة في الطرقات الرئيسية وذات الكثافة وكذلك في المناطق التي تجد إقبالاً من الزوار والسياح بالإضافة إلى اختيار الدوارات التي تكون على الطرق وتشكل لوحة جمالية وتعكس المفهوم العصري والتقليدي للسلطنة. مجسمات وولايات تختلف المجسمات حسب الولايات حيث يعكس بعضها تاريخ البلد من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والحياتية ففي مسقط كونها العاصمة فإن هذه المجسمات والنماذج تشكل لوحات شاملة تتسم بالجمال والدقة والتصميم المعماري المتميز. إلى ذلك، يقول سعيد المقابلي، مهندس معماري في البلديات “في ولاية صور مثلًا يكونها بلد عرف بالتاريخ البحري فإن المجسمات التي ترى على دوارات طرقها تتمثل في السفن وأيضاً القلاع التي رسم عليها نقوش بحرية تعكس التاريخ البحري. وفي المنطقة الداخلية التي عرفت بالآثار والتاريخ والحرف التقليدية فتجد التراثيات هي ما تشكل النسبة الأكبر في هذه النماذج بين السعفيات والخزف وكذلك في المجمر بصلالة”. ويقول حسن اللواتي، من سكان ولاية مطرح “في مطرح تشتهر شوارع الولاية بالعديد من المجسمات ففي دوار السمكة مجسم يعبر عن سوق السمك المشهور في تلك المنطقة وفي السيب دوار الكتاب أو دوار الجامعة في منطقة الخوض بولاية السيب التابعة لمحافظة مسقط وهو يعبر عن الجامعة وشعاع العلم ومنارة الثقافة جامعة السلطان قابوس”. ويوضح علي الحسني، من سكان البستان “على شاطئ البستان النموذجي الذي يمتد لمسافة كبيرة على ساحل البحر وتحيط به الجبال من كل ناحية عدا الطريق المؤدي إليه، فمجسم المجمر (المبخرة) يطل على الشاطئ من أعلى وبجواره حديقة ريام المكملة لروعة الشاطئ وجماله بأشجارها وزهورها التي تنبعث منها الروائح الزكية والمساحات الخضراء وألعاب الأطفال وبجوار الحديقة تنتشر الفنادق والمطاعم بالقرب من الشاطئ إلى جانب سوق مطرح الشعبي”. وتنتشر المقاعد والمظلات على طول الشاطئ حتى ميناء السلطان قابوس، وعلى سور الشاطئ ثبتت لوحات فنية مجسمة لطيور وحيوانات وأسماك. من أقدم وأشهر المجسمات العمانية النموذجية في سلطنة عمان برج الصحوة الموجود في محافظة مسقط حيث يقول عنه المهندس عبدالله سالم، الذي يعمل في بلدية مسقط المعنية بهذه المشروعات “برج الصحوة بولاية السيب تم تشييده عام 1985 ويعد مجسماً حضارياً تفتخر به السلطنة لأنه كان مصب كل طرقات عمان. وهو شريان حيوي لحركة النقل البري إلى كل بقاع السلطنة بالإضافة إلى أنه يعكس المستوى الحضاري”. برج الصحوة وأصبح برج الصحوة، وفق سالم، ملتقى الركاب المسافرين والزائرين فمنهم من يجد سيارات الأجرة جاهزة لنقله ومنهم من ينتظر حافلات حديثة تنقله إلى مبتغاه، وتتنافس شركات النقل البري في الحصول على أكبر نسبة من الركاب الذين يقضون ساعات في انتظار الحافلات إلى جنب هذا المجسم العريق. وشيدت جهات الاختصاص محطة لسيارات الأجرة ومصلى ودورات مياه لخدمة منتظري الحافلات وسيارات الأجرة. ويضيف سالم “يقع بالقرب من هذا الدوار أكبر حي في مسقط والذي يعرف بالموالح، ويقع فيه معسكر للجيش ومطار مسقط الدولي والمراكز التجارية”. ويقول المهندس عبدالله جمعة “أنشأت بلدية مسقط مشروع ميدان ومتنزه الصحوة بولاية السيب وسمي باسم البرج الذي يقع بجواره وأخذ شهرته من شهرة المجسم”. وعن المواصفات الحديثة التي يتميز بها المتنزه، يقول “المتنزه عبارة عن مجموعة من الحدائق تم تصميمها لإعطاء كل منها استقلالية من حيث الشكل الهندسي ونوعية النباتات المستخدمة في كل منها مع التركيز على ربط هذه الحدائق في منظومة هندسية تستوحي شكلها من العناصر الهندسية العربية والإسلامية، وتتكون عناصر المتنزه من ميدان الصحوة وهو عبارة عن ساحة عامة تتوسط المتنزه بعناصره الجمالية ودلالاته الوطنية من خلال صرح مركزي يبرز أهم سمات النهضة المباركة ويتألف من مجموعة من النوافير الجميلة والأرضيات المبلطة بأنواع مختلفة من الرخام والجرانيت وليكون من أهم نقاط الجذب في المشروع كما يحتوي المتنزه على ست حدائق متشابهة في نمط الزراعة ومتباينة في الأشكال والألوان بغرض التنوع وإضفاء مزيد من اللمسات الجمالية”.