ينتظر مشهد ساحر الزوار في منصة مشاهدة مدينة الإبحار في بريمرهافن، ومن ارتفاع 86 مترا يمكن للزائر على الفور أن يلتقط بعينيه كل ما هو خاص بهذه المدينة البحرية الحافلة بالمتناقضات. ويقف عدد من المتاحف الحديثة التي تتمتع بمعمار رائع بعضها بجوار البعض وسط الأبراج المضيئة وسفن المتاحف، ويمكن للمرء أن يرى عن بعد سفن الركاب والحاويات.
ويقول المرشد السياحي مانفريد سويندرمان (64 سنة) وهو يصف شكل المدينة إن بريمرهافن تشبه فوطة يد ضيقة وطويلة، ثم يضيف وهو يشير صوب بلدة فيلهلمسهافن قائلا إن ولاية ساكسونيا السفلى الألمانية تبدو هناك. ولا يمكن أيضا تجاهل الشيء الذي أعطى بريمرهافن سمعة أنها ليست مكانا جذابا بوجه خاص. ووسط معالم الجذب مثل عالم الميناء ومنطقة المشاة، تلوح مبان عالية لمجمعات تجارية وشقق سكنية ترجع إلى فترة السبعينيات من القرن الماضي.
وفي الجزء الذي يقع في وسط المدينة أيضا يمكنك أن تبحث دون جدوى عن بعض الشوارع الجانبية الجميلة، وأحد أسباب ذلك يرجع إلى أن المدينة تعرضت لدمار كامل تقريبا من جراء القصف الجوي أثناء الحرب العالمية الثانية. وثمة سبب آخر وهو أن بريمرهافن تأسست بالفعل عام 1827 فقط عندما اشترت مدينة وولاية بريمن مساحة من الأرض من مملكة هانوفر بهدف إقامة مينائها عليها وأطلقت اسمها على المكان ليصبح بريمرهافن أي ميناء بريمن. ومن ناحية أخرى تركت التغيرات الهيكلية تأثيرها على المكان، فقد هيأت صناعتا بناء السفن وصيد الأسماك الكثير من الوظائف وتناقص عدد السكان إلى نحو 115 ألف نسمة.
غير أن بريمرهافن عملت بجد لكي تغير صورتها، ويشير فولكر كويلنج رئيس مكتب الترويج السياحي لمدينة بريمرهافن إلى أنه تم استثمار 500 مليون يورو من الاعتمادات العامة خلال الأعوام القليلة الماضية وذلك في مشروع “هافنويلتن” وحده وهو مشروع معماري ضخم وحديث يجمع بين الأنشطة السياحية والثقافية والترفيهية والتجارية في مكان واحد.
وفي العام الماضي سجلت فنادق المدينة نزول 300 ألف ضيف فيها بينما بلغ عدد الزوار ليوم واحد نحو مليون ونصف المليون زائر، ومن المتعذر الإلمام بجميع المعالم السياحية للمدينة خلال يوم واحد، ويحتاج الزائر إلى أكثر من ثلاث ساعات للاستمتاع فقط بمنزل المناخ بالمدينة. ويعد منزل المناخ معلم جذب رائج يلقى إقبالا من السياح وتم افتتاحه في يونيو 2009، ويدعوك العرض العلمي التفاعلي الذي يقدمه المنزل لأن تقوم برحلة على طول ثمانية درجات من خط الطول والعرض. وتشمل الرحلة زيارة للمراعي الجبلية بجبال الألب السويسرية ثم الانتقال إلى جزيرة سردينيا ثم لمنطقة الساحل بالكاميرون بوسط أفريقيا كما تشمل عدة نقاط على الطريق من بينها ساموا وأنتاركتيكا في الدائرة القطبية الجنوبية وألاسكا وبحر واتنمير الذي لا يبعد كثيرا عن ساحل مدينة بريمرهافن.
ويوضح ولفجانج هيومر المتحدث باسم منزل المناخ أن أساس المعرض هو القيام برحلة استكشافية. وقام فريق بجولة على امتداد خط طول ثماني درجات.
عدد اليوم
