الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذكريات الإنسان.. صفحات جميلة لا تخلو من سطور الحزن

ذكريات الإنسان.. صفحات جميلة لا تخلو من سطور الحزن
6 يوليو 2010 20:20
مرور الأحداث وتواليها على العقل البشري في حياة الإنسان، يطبعان ذكريات مختلفة بداخله، البعض يحب استعادة الذكريات الجميلة ويتلذذ بذكرها مع أصحابه أو مع نفسه، والآخرون مسكونون بالحزن عند اجتراح الذكريات، تأتي إليهم فتدفعهم للاكتئاب دونما مقدمات، بين الذكريات الجميلة والمريرة كان حوار المدونين هذا الأسبوع. تحدث أحمد عن سحر الذكريات الجميلة في مدونة سوالف أحمد http://www.ahmad.ws، ويقول : حالنا غريب مع الذاكرة، أحياناً ينتابني إحساس بأنها تبالغ في عرض تفاصيل الأحداث لدرجة قدرتها على الإبكاء، وأحياناً تحس بأنها تتجاوز بعض التفاصيل الدقيقة التي تتعب في محاولة استرجاعها بلا سبب وكأنها تقصد أن تغيب عنك تلك التفاصيل. نشأتي كانت رتيبة ومملة وبلا ذكريات، لذلك لم أتعرف على مفهوم الذكريات الجميلة إلا بعدما عرفت السفر والتنقل من بلد لبلد، ومن مدينة لأخرى، وأعتقد بأننا في السفر نترك همومنا وأفكارنا البالية ومشاكلنا في أوطاننا ونعتقد بأن إغلاقنا لأجهزتنا الهاتفية يعني أننا انتقلنا إلى عالم آخر، لذلك ترسخ تفاصيل الأحداث الجميلة بالخارج.. الأماكن السياحية المطاعم والفنادق والمقاهي الجميلة. في بداية رحلاتي كنت حينما أعود من بلد ما أوجه إليه بعض الانتقادات البسيطة، لكني وبعد مرور فترة من الزمن حينما أتأمل الصور التي التقطتها هناك أوقن بأني كنت مجحفاً لأن الذكريات الجميلة أسرتني وجعلتني أمسح كل الأفكار الحزينة، الذكريات الجميلة مثل الفتاة المليحة، حينما تعجب بها تتناسى كل عيوبها. كلما تقدمت في السن خاصة حينما تجاوزت سن الثلاثين والذي أعتبره الفارق الأكبر في شخصيتي، أصبحت الذكريات الجميلة أقسى وكأنها تحولت إلى شبح هلامي يحمل مطرقة.. هل يمكن للذكريات أن تبكيك ؟ الآن أقولها نعم.. إنها تملك قوة جبارة تستطيع أن تسحب دموعك بأدوات خفية حتى تخرج من مقلة عينيك ولو كانت على استحياء.. هذه الذكريات تتغلب دائماً على قوة الرجل وعنفوانه حينما يردد أن الدموع ليست أمراً يسيراً ولو كانت في مناسبة فقدان قريب أو صديق. مع مرور السنوات أصبحت أملك بعض الخبرة في التعامل مع الذكريات الجميلة، اقتربت منها أكثر وأكثر حتى يخيل لي أحياناً بأنها امرأة كبيرة في السن تجلس بجانبنا، في السنوات الثلاث الماضية كنت أركز في المناسبات والسفرات التي كنت أعتقد بأنها ستبقى في الذاكرة، كنت أقول لمن معي “الآن ونحن في قمة سعادتنا.. بعد عودتنا سنتذكر هذه اللحظات الجميلة وسنتحسر عليها.. هذه اللحظة التي أتكلم فيها الآن ستبقى ذكرى سعيدة وسنقول: هل تتذكرون عندما قلت لكم بأننا سنتحسر على هذا الوقت الجميل”. تطور الأمر وأصبح البكاء أمراً استباقياً، أصبحت الحال وكأنك تريد أن تسبق لحظة الاستمتاع بالذكريات الجميلة ولربما وكأنك تود أن تصيب الذاكرة اللعينة في مقتل.. كأنك ستقول مهلاً الآن سأستمتع بذكرى جميلة أعيشها هذه اللحظة ولا أود أن أتحسر عليها بعد أشهر أو سنوات، هل يمكن أن يتحول الموضوع إلى موضوع خبرة ؟، وكأن الحال تحتاج إلى خبرة وتعامل مسبق مع الذكريات الجميلة ؟ هل الذكريات الجميلة تتكرر؟.. أقصد لو قصدت مكاناً الآن.. قد عشت فيه ذكريات جميلة رسخت في فكرك ؟، بالنسبة لي أنا متيقن بأن الأمر مستحيل إلا في حال أن الرحلة تكررت بالتفاصيل نفسها، كأن تقابل الوجوه نفسها أو تعيش أحداثاً قريبة من التي عشتها سابقاً، كأن نقول بأنك درست في مدينة جميلة مع طلاب رائعين.. فيما لو عدت في السنة التي تليها وبقي الأمر على حاله قد تقبل أن تعيش بذكريات جميلة قريبة من التي عشتها.. لكن في حال تغيرت الأحداث والوجوه وربما الأماكن.. فمن المستحيل أن تعيد الذكريات.. لكن قد تعود بذكريات أخرى ربما لا تكون جميلة. من خلال هذه الخبرة والسنوات أصبحت الآن أقف في صف من يسافر إلى البلد ذاته كل عام، وهو أمرٌ كنت أستهجنه في فترة سابقة كنت أقول إن العالم مليء بالأماكن الجميلة، إن كانت حالتك المادية ميسورة لماذا تعود إلى ذات المكان ؟، الآن انقلب حالي وأصبحت أقول إن العودة إلى مكان الذكريات الجميلة هو عين العقل.. لأنك ستريح ذاكرتك وعقلك وقلبك قبل جسدك الذي يبحث عن الراحة وعينك التي تبحث عن الأماكن الجميلة. اليوم انضممت إلى ركب العائدين إلى الذكريات الجميلة وسأبدأ إجراءات حجزي إلى قريتي الصغيرة المملة “سانتا باربرا”، عائداً إليها ربما في يوليو الجاري أو أغسطس المقبل، بحثاً عن الذكريات الجميلة.. سأعود إليها هذه المرة مع زوجتي التي تعتقد بأنني مسحور بتلك البلدة الرتيبة الهادئة وسأعود إليها وزملاء الدراسة الرائعين قد غادروها بعد قضائه دراسة اللغة.. سأبحث عن الذكريات في كل مطعم ومقهى.. وكل زاوية وشارع.. سأبحث عن الذكريات الجميلة تحت رمال الشاطئ الجميل.. وسأفتش عنها في الغابات المحيطة بها.. دفتر مليء بالصفحات صاحب مدونة غراب وحمامة dontbeabore.blogspot.com تحدث عن الذكريات أيضا فقال: حياة كل منا دفتر مليء بالصفحات، بعضها جميل منمق تحب قراءته وتزداد حباً له مع الأيام والبعض الآخر رديء مزعج نرغب في نزعه وتمزيقه، ولكننا رغم ذلك نقرأه بين الحين والآخر ربما لنكتشف أخطاءنا أو لنكتشف كم كنا حمقى في يوم من الأيام، ويمر بنا العديد من الأشخاص بعضهم يترك أثراً طيباً عَطراً بينما يترك الآخر جرحاً عميقاً، قد يستطيع الزمن إزالته، وأيضاً قد يتسع بمرور الوقت، فالأشخاص أيها السادة مثل الأيام، يوم جميل يمر علينا نظل نتذكره مدى الحياة مهما مر بنا، ويوم آخر لا نريد أن نتذكره أبداً وربما ذكره يسبب لنا الألم، ويوم آخر لا يعوض أبداً لو دفعنا عمرنا لتعويضه لن يكفي “كونوا دائماً ذلك اليوم”. وهناك وجوه لا نستطيع أن ننساها أبداً حفرت صورتها في قلوبنا وذاكرتنا، ووجوه أخرى لا نتذكرها إلا بشق الأنفس، وأحياناً لا نستطيع فنحن عادة لا نستطيع أن ننسى من كانوا أقرب الناس إلى قلوبنا، فالذكرى الجميلة تجعلنا نقف عندها فنبتسم وربما تسقط دمعة على وجنتينا نمسحها ونكمل المسيرة. من الغباء أن نتوقف عند تلك الذكريات وننتحب ونرفع راية، احذر يوجد هنا حزين، فربما هؤلاء من ننتحب من أجلهم يمضون في حياتهم، وربما أيضاً تمثل تلك الذكريات لهم تفاهات، وربما يتذكروها مثلنا بكل حب وود. فهيا جميعاً نحول ذكرياتنا الحزينة إلى لحظات، نتذكر فيها كل من تركوا بصمة في حياتنا، وكل من خط بقلمه في صفحات حياتنا ونقش اسمه في صفحة بيضاء لا معنى لها ليضف عليها لوناً جديداً ومعنى مختلفاً، فأصبحت كل منها ذات أهمية خاصة. ودعونا لا نمزق أي من صفحات دفاترنا فكل صفحة من تلك الصفحات، أثرت فينا وساعدت على أن نرى الدنيا بشكل مختلف، بروح جديدة وذات أرقى ونبدأ بتلك الصفحات، صفحات جديدة ستصبح ذكرى في يوم من الأيام فلنخطها بشكل أفضل حتى تمثل لنا ذكرى جميلة نبتسم عندها من دون دموع. مخاطر الحزن أما مدونة أفكار فتحدثت عن مخاطر الاستسلام للذكريات المريرة /www.salahws.com وتقول: كيف يمكن أن يكون للحزن مخاطر؟ الإنسان بطبعه يحب الذكريات ولا يفرّق بين الذكريات الحزينة والسعيدة. يؤكد العلماء أن الإنسان يستلذ بالذكريات الحزينة أكثر من الذكريات السعيدة. وقمة التلذذ بالذكريات الحزينة تأتي في مراحل اليأس نتيجة فشل أو مشكلة. ومن هنا تأتي الخطورة. الاستسلام للشجون يمكن أن تكون له عواقب وخيمة. لكن يمكن تداركها وإليك الطريقة : العواقب الوخيمة تمتد من خسارة النقود، خسارة الأصدقاء، خسارة العائلة وحتى خسارة الحياة والرغبة بالانتحار. العقل البشري يعمل ليل نهار ولا يتوقف أبداً. الشجون والحزن يمكن أن يدخل العقل في حلقة مفرغة تبدأ بالأسى نتيجة الحزن أو الفشل، ثم تنمو عبر اليأس من الحياة وعدم الرغبة برؤية الآخرين. العزلة والتفكير المستمر لهما أثر متناغم في توليد الرغبة بالتخلي عن كل شيء. النقود أو المصالح المادية “الوظيفة، التجارة، العمل،...” ثم العلاقات الإنسانية “الأصدقاء والعائلة” وانتهاء بالحياة نفسها. لكسر هذه السلسة لا بد من تفادي الدخول في أولى خطواتها وهو الاستسلام للمشاعر الحزينة. ربما تكون هناك سعادة بالأسى والحزن، لكن العقل في بداية هذه السلسلة يكون له القدرة على السيطرة على المشاعر. أول ما يتوجب عليك فعله هو عدم منح نفسك الفرصة بالاستسلام للحزن. إذا كنت وحيداً اخرج فوراً وقابل الناس أو الأصدقاء والأقارب. إذا كان حزنك يسبب لك إرهاقاً وتحس بالحاجة للراحة، اخلد للنوم فوراً. أما إذا كان النوم عليك مستحيلاً فلا تبقى لوحدك مهما تكن الأسباب. إذا كان حزنك ناتجاً عن فشل. تذكر أن الإصرار يهزم الفشل. لا تستلم لفشلك بل حوّله إلى محفز لإعادة المحاولة. وإذا كان حزنك ناتجاً عن فقدان شخص عزيز، تذكر الأشخاص الأعزاء الآخرين وحاول أن تعوض فقدان هذا الشخص برؤية غيره من الأشخاص الذين يعزون عليك. اطرد كل الأفكار السلبية من عقلك. إذا فكرت بترك العمل تذكر صعوبة الحصول عليه. إذا فكرت بترك الأصدقاء تذكر اللحظات الحلوة معهم. إذا فكرت بتجنب العائلة تذكر الذكريات الجميلة مع الأقارب. أسوأ شيء هو أن تحتفظ بالأفكار السلبية في عقلك حتى وإن لم تنفذها. مجرد وجود هذه الأفكار في عقلك له تأثير مدمر عليك. الحياة مليئة باللحظات الحلوة. ما أجمل أن تستبدل كل ذكرى حزينة بذكرى جميلة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©