الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كريمة الشوملي: الفنان المحلي يستفيد من كافة الأنماط الجديدة والمعاصرة

كريمة الشوملي: الفنان المحلي يستفيد من كافة الأنماط الجديدة والمعاصرة
30 ابريل 2011 22:56
تعمل الفنانة التشكيلية الإماراتية كريمة الشوملي حالياً على تنفيذ مشروعها الفني التي تزمع أن تقدمه خلال الأشهر القادمة في معرض فردي، تتنوع فيه أنماط الشغل الفني بين التصوير الفوتوغرافي واللوحة والمنحوتة والعمل التركيبي من أجل ترجمة الفكرة العامة للمشروع. وتعتبر الشوملي من الفنانات اللاتي استطعن اختراق حاجز المغامرة واقتحام عالم الفن المعاصر، حيث شاركت في معارض خارجية عديدة وكان لدراستها وإصرارها على تنمية الجانب البحثي والأكاديمي دور في التواصل عن قرب مع اتجاهات الفنون الجديدة في معاقل وحواضر إنتاجها في أوروبا، ما جعلها توظف ولعها بالفن في تقديم أعمال توازن بين الأصالة والتراث، وبين انعكاسات الذات وتأثيرات الفن التفاعلي المنفتح على الحداثة وما بعدها. تتحدث الشوملي في لقاء مع “الاتحاد” عن دوافع وملامح مشروعها الفني الجديد، وتبوح ببعض الآراء والشهادات حول واقع المشهد التشكيلي في الإمارات. تقول الشوملي إن فكرة إقامة معرضها الجديد تشكلت من خلال دعوة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بإقامة معرض مشترك في شهر مايو الحالي بعنوان “تواصل 2” الذي سبق وأن أقيمت نسخته الأولى في مايو من العام الماضي تحت عنوان “تواصل 1 “ وهو معرض ــ كما تشير الشوملي ــ يهدف إلى تشجيع الفنانين المحليين والمقيمين وتزويدهم بالخامات المختلفة من أجل إقامة معرض مشترك يحتضن النتاجات الجديدة لهؤلاء الفنانين. وأضافت “ عندما تكونت لدي الصورة العامة للأعمال التي أنتجتها في الفترة الأخيرة، اكتشفت أن إقامة معرض مشترك لن يعطي أعمالي حقها من الخصوصية والتفرد، نظراً لأنها أعمال تقوم على فكرة مكثفة يتم التعبير عنها من خلال تقنيات فنية متعددة، ولذلك ارتأيت أن إقامة معرض فردي شامل ومتكامل يضم هذه الأنماط المختلفة هو الأنسب لي وللجمعية أيضا”. وحول فكرة المشروع، قالت الشوملي “ تعتمد الفكرة الأساسية على سمة “البرقع” ومن غير حمولات تراثية مقحمة، ولكن للتعبير عن مفهوم “الأقنعة” التي يتلبسها الشخوص المحيطون بنا”. ونوهت إلى أن الملامح الأولى للمشروع تشكلت أثناء إقامتها لورشة فنية في الدانمارك حول إنتاج صور فوتوغرافية حول الشكل الظاهري وحول المغزى المستتر للبرقع، ولكنها ــ وكما أضافت ــ كانت ورشة تحتمل امتدادات وتفريعات أكثر زخما وخصوبة من ناحية الدلالات المتعددة والتقنيات المختلفة التي يمكن أن تترجم المحتوى العام للمشروع. وعن قيمة واثر هذه الدلالات قالت الشوملي “إن البرقع يختزن إيحاءات رمزية أيضا حول الفكرة الشاملة للقناع، وهو وسيط يمكن التعامل معه إذا كان ظاهرا، أما إذا كان القناع خفياً أو زائفاً أو تتستر خلفه الملامح الكاذبة طوعاً أو قسراً لدى بعض البشر، كنوع من الهروب أو تغيير الهوية أو الخوف أو الغش أو النفاق، فإن الفن بلغته الصادمة يستطيع أن يعري ويكشف هذه الأقنعة الإنسانية المتبدلة والملتصقة بوجوه الكثير من الشرائح الاجتماعية التي نتعامل معها يوميا، أو التي نصادفها في أمكنة وأزمنة مختلفة”. وحول التقنيات القادرة على اختزال هذه الدلالات الإنسانية الشائكة والمتنافرة والصادمة، قالت الشوملي إنها سوف تلجأ بجانب التصوير الفوتوغرافي المشبع بالإيحاءات إلى تقديم لوحات منفذة بالألوان الزيتية وستقدم كذلك تنصيبات نحتية وأعمالا مفاهيمية تترجم الفضاءات التجريدية لفكرة الأقنعة الإنسانية الداكنة والملونة والمخادعة أيضاً. وفي سؤال حول واقع المشهد التشكيلي المحلي وما إذا كان واقعا مبشرا بالتطور أو أنه بات يراوح مكانه من خلال فعاليات متشابهة ولا تضيف جديدا قالت الشوملي “إن واقع المشهد التشكيلي بات يتحدث عن ذاته بلغة واثقة خصوصا وأن الدعم المادي والمعنوي الذي يلقاه الفنان هنا يندر وجوده في أماكن أخرى كثيرة محيطة بنا، ونوهت إلى أن هذا الدعم مصدره هيئات ومؤسسات تحتضن الفنان المحلي وتعمل على تنمية معارفه الفنية نظرياً وعملياً، من خلال ابتعاث الفنان إلى الخارج وتقديم منح دراسية تغذي وتطور رصيده البصري والأسلوبي وسط أنماط واتجاهات معاصرة ومنفتحة على آفاق التجريب الفني بشكل خاص وعلى آفاق البحث الثقافي والإنساني بشكل عام”. ومن هذه المؤسسات الداعمة -كما أوضحت الشوملي- مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي بأبوظبي، وبرنامج “إعداد” في دبي، وكذلك المؤسسات الفنية والثقافية في الشارقة، وبرامج الماجستير في المتاحف والجامعات المحلية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©