الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شلل الأطفال عدوى فيروسية تدمر الجهاز العصبي والخلايا الحركية

شلل الأطفال عدوى فيروسية تدمر الجهاز العصبي والخلايا الحركية
27 ابريل 2013 20:46
احتضنت العاصمة أبوظبي القمة العالمية للقاحات التي اختتمت أعمالها يوم الخميس الماضي بمبادرة جمع نحو أربعة مليارات دولار، لاستئصال شلل الأطفال في العالم، ضمن ميزانية خطة جديدة تستهدف الوصول إلى ما يزيد على مليار طفل وتطعيمهم باللقاحات المطلوبة لمرات متعددة كل عام، وتخليص العالم من شلل الأطفال بحلول عام 2018، وذلك من خلال رصد ومكافحة المرض في أكثر من 70 دولة، ومن أجل توسيع نطاق تحسين مناعة الأطفال والقضاء على المرض نهائياً في جميع دول العالم ولا سيما الدول الفقيرة منها. ما هي طبيعة هذا المرض؟ ولماذا يشكل خطراً داهماً على البشرية؟ وكيف يمكن مكافحته والقضاء عليه؟ خورشيد حرفوش (أبوظبي) ـ لقد ظل شلل الأطفال لسنوات طويلة مضت، التهديد الأول والأقوى الذي تربص بالأطفال وصحتهم في العالم بأسره، حيث كان يقتل قبل تطوير لقاحاته ويتسبب في الشلل التام لأكثر من ربع مليون طفل كل عام. ويعد التطعيم أو اللقاح أكثر الطرق العلاجية الوقائية فعالية حتى الآن، نظراً لانعدام الفرص العلاجية الناجحة للأطفال المصابين بالشلل حتى تاريخه. حقيقة المرض مشكلة شلل الأطفال تتمثل في مهاجمة فيروس مدمر للجهاز العصبي، ويسبب شللا لا يمكن للمرء أن يشفى منه في غضون ساعات من الإصابة بالعدوى. وهو غالبا فيروس ينتشر في المناطق التي تفتقر إلى الصحة العامة. ويعد الأطفال دون سن الخامسة هم الشريحة العمرية الأكثر عرضة للإصابة به، لكن يمكن القضاء عليه عن طريق برامج تطعيم شاملة. الدكتورة هند اللامي أخصائية طب الأطفال، توضح حقيقة المرض، وتقول: «شلل الأطفال أحد أخطر الأمراض الفيروسية المعدية، وهو عبارة عن التهاب حاد يصيب خلايا القرون الأمامية للنخاع الشوكي، وتنحصر مصادر العدوى في الإنسان المريض، أو حامل الفيروس فقط، وتتراوح شدته من عدوى بسيطة إلى مرض يصحبه شلل رخوي في الأطراف خصوصا الأطراف السفلى من الجسم، حيث تدمر الخلايا العصبية، التي تحكم العضلات. وفترة حضانة المرض تتراوح ما بين 4 و14 يوماً من مهاجمته للطفل، حيث ينتقل الفيروس إلى الطفل عن طريق الأنف أو الفم، كما يمكن أن ينتشر عن طريق فضلات الإنسان، والانتقال بعد التلوث، وفي حالات قليلة ونادرة يُمكن أن ينتقل عن طريق الألبان والأطعمة الملوثة بفضلات الإنسان أيضاً». الأعراض تكمل الدكتورة اللامي: «عندما يهاجم الفيروس الطفل يسبب له نوعاً من ضيق التنفس. وتتضمن أعراض المرض الأولية حمى وصداع وقيء والتهاب في الحلق وألم، مع تيبس في الظهر والعنق ورغبة في النوم. وفي النوع غير الشللي، تستمر الحرارة سبعة أيام، ويقل التيبس تدريجياً من ثلاثة إلى خمسة أيام، أما في النوع الشللي، فيظهر الضعف، أو شلل في الذراعين، أو الساقين، بين يوم إلى سبعة أيام، بعد ظهور الأعراض. لكن علينا ملاحظة أن هناك احتمالات ثلاثة لمراحل المرض، وتختلف حسب مناعة الطفل: الأولى، قد يصل الفيروس إلى الحنجرة فقط، ويتوقف هناك ولا تظهر أي أعراض على الطفل، وذلك بسبب مناعة الطفل الطبيعية أو بسبب إصابة الطفل سابقا ً فأصبح لديه مناعة داخلية، أو أن الطفل قد سبق تطعيمه باللقاح المضاد للمرض. وفي هذه الحالة، لا تظهر على الطفل المصاب أي علامات مرضية ويكون حاملا للفيروس فقط. أما في الحالة الثانية، قد يتعدى الفيروس الحنجرة ويصل إلى الجهاز الهضمي ومنه إلى الدم ويقف أيضا ًهناك بسبب وجود الأجسام المضادة التي تكونت بعد دخول الفيروس إلى الدم. وفي هذه الحالة ، تظهر على المصاب بعض العلامات والأعراض تتمثل في ارتفاع الحرارة والقيء وتصلب عضلات الرقبة والظهر. وتختفي هذه الأعراض بعد عدة أيام بلا أي ضرر. لكن في الحالة الثالثة، وهي الأشد خطورة، يتسلل الفيروس إلى الجهاز العصبي للطفل ويصيب الخلايا الحركية في النخاع الشوكي بالتلف، وفي هذه الحالة يُـصاب الطفل بشلل في الأطراف السفلية من جسمه. وعادة ما تظهر على الطفل بعد إصابة الجهاز العصبي بعض الأعراض وتتمثل في ارتفاع درجة الحرارة والصداع مع وجود آلام عامة، غثيان وقيء، وقد يعاني من تشنج العضلات، يعقب ذلك مرحلة الشلل. تستمر الأعراض العامة للمرض لمدة ثلاثة أسابيع تقريبا، وتختفي بعدها أن تترك الإعاقة الدائمة للطفل». الوقاية وتقوية الجهاز المناعي يمكن الوقاية من المرض بواسطة التلقيح، ويعطى بواسطة الفم، على شكل نقاط، ثلاث جرعات، تفصل بينها ستة أسابيع. ويوصى أن يتناول الطفل جرعة رابعة بعد ستة أشهر. وللوقاية العامة واتباع وسائل النظافة العامة في التصرف والحياة، أهمية خاصة. فبصفة عامة، تعمل تطعيمات شلل الأطفال على تقوية الجهاز المناعي للإنسان من خلال مولد المناعة، مما يكسبه مناعة مدى الحياة ضد المرض. وتُعرف عملية تحفيز الاستجابة المناعية بجسم الإنسان وإكسابه مناعة ضد المرض عن طريق إعطائه اللقاح أو المصل المناسب «بالتحصين». فتعزيز مناعة جسم الإنسان ضد مرض شلل الأطفال يمنع بشكل فعال للغاية انتقال فيروس شلل الأطفال البري وانتشار الإصابة به بين البشر، ومن ثم حماية الأفراد متلقي اللقاح والمجتمع كافة من المرض».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©