الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخوف من الالتزام

27 ابريل 2013 20:47
البعض تنتابه مخاوف غير واقعية من عدم قدرته على الوفاء بوعد أو عهد أخذه على عاتقه تجاه طرف أو أطراف آخرين، ولا تتوافر لديه المقدرة على تنفيذه. فمثلاً فقد يقع رجل في حب امرأة بجنون ويسعده التواجد معها طيلة الوقت، لكن إذا ما دخلت عاطفة الحب هذه حيز التنفيذ، بطلب التقدم لخطبتها فستجد هذا الرجل سرعان ما يهرب ويتنصل من وعده بالحب. وعادة ما يحاول الشخص أن يظهر بمظهر الشخص غير المبالي أو المكترث، كنوع من الحيل الدفاعية لإخفاء خوفه من المسؤولية. فعندما يُسأل شخص مر بهذه التجربة عن المشاعر التي تعتريه عندما يكون بصدد تنفيذ التزام ما، يجيب أنه كان يشعر وكأنه سيقع في شرك معد له، كما تنتابه مشاعر الخوف من فقد السيطرة. ففوبيا الالتزام، يُشار إليها على أنها عمل الفعل ثم التحول إلى عكس هذا الفعل عند نقطة ما يشعر فيها الشخص بأنه سيصبح ملتزماً بشيء. «فالفوبيا» تسيطر على صاحبها في جميع مواقف حياته من الالتزام بعلاقة مع طرف آخر، الالتزام بمهام في عمله، حيث يتملص من الوفاء بها وتنفيذها. ومن فرط الخوف الذي ينتاب الإنسان تجعل قراراته خاطئة لا تتميز بالحكمة سواء عند اختيار شريك الحياة أو عند تحمله لمسؤولياته في العمل وأخذ القرارات الصحيحة التي تتعلق به. أو بمعنى آخر أنه لا يستطيع أخذ قرار صحيح. وتتولد مشاعر الخوف المرضى من الالتزام نتيجة لسيطرة الإحساس بالخوف من الفشل أو نتيجة لعدم الإحساس بقيمة الذات. صحيح أن كافة المخاوف المرضية تعالج من خلال مواجهة الشيء الذي يبعث على الخوف، إلاَّ أن الخوف من الارتباط العاطفي لا يمكن علاجه بإجبار الفرد على انغماسه في مزيد من العلاقات، لكن في مثل هذه الحالة يتم علاج السبب الأصلي الذي يكمن وراء الخوف من خوض تجربة الحب مرة أخرى. وتتمثل أعراض الخوف المرضى من الالتزام، في القلق الاجتماعي، وإيذاء الطرف الآخر، ونقد الطرف الآخر، ووجود المثاليات غير الواقعية. والتقلب المزاجي، والسلوك الذي يتميز بالسرية. وافتقاد الروح الاجتماعية مع أفراد العائلة والأصدقاء. والخوف من التعبير عن المشاعر أو حتى الالتزام بوعد شفهي. الضغوط النفسية والاجتماعية أثناء مرحلة طفولته المبكرة أو تعرضه لحادث ما. أو التعرض لمزيد عن كرب ما بعد المآسي، أو التعرض لخبرات أليمة في مرحلة الطفولة. والخوف من رفض الآخرين. والقلق والرفض الداخلي من التخطيط للمستقبل. والخوف من فقد السيطرة نتيجة لخبرة سابقة في الماضي. والخوف من عدم الحكم على الأشياء بحكمة، كلها أسباب كامنة، أما العلاج، فيتمثل في توفر الرغبة لدى الفرد في أن يُعالج، بل ويبحث عن وسائل المساعدة المختلفة التي تمكنه من ذلك. والطبيب المتخصص هو الوحيد الذي بوسعه أن يحدد ما إذا كن الشخص يعاني من حالة الخوف المرضى أو من اضطراب الشخصية. ولابد وأن يعتمد العلاج على ضمان فهم الفرد لماهية الالتزام، ومردودها على الآخرين الذين يحيطون به. والتحدث مع الآخرين لتخفيف ضغوط الحياة التي تكون سبباً في إصابة الشخص بالخوف المرضي من الالتزام. المحرر | kho rshied.harfo sh@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©