الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أصحاب المهارات والخبرات المهاجرة يشدون الرحال من أميركا إلى بلادهم

أصحاب المهارات والخبرات المهاجرة يشدون الرحال من أميركا إلى بلادهم
22 ديسمبر 2009 22:07
بدأ المئات من أصحاب المهارات والخبرات المهاجرين في شد الرحال من أميركا عائدين إلى بلادهم، في ظل ارتفاع البطالة في الولايات المتحدة إلي أكثر من 10% وتقلص احتمالات وجود وظائف تدر دخلا مرتفعا. وتستغل الشركات الأجنبية المتمركزة في الخارج وخاصة في آسيا أحوال التوظيف في الولايات المتحدة وسيلة لإغراء المهاجرين على العودة إلى بلادهم، الذين وجدوا في ذلك سبيلاً للفرج مما يتعرضون له من تسريح أو تقليل ساعات العمل أو خفض الأجر أو مشاكل الهجرة والإقامة وغيرها. ويقول فيفلو ودوا الباحث في كلية الحقوق بجامعة هارفارد إن الإحباط وعدم تحقيق الطموحات الشخصية والمالية في الولايات المتحدة في ظل تجميد الرواتب والترقبات هو أهم عوامل عودة ذوي الخبرة والمهارة إلى بلادهم. وأظهر استطلاع أجراه بنك “اتش اس بي سي” أن 23 في المئة من الوافدين المقيمين في الولايات المتحدة يفكرون في العودة إلى بلادهم مقارنة مع 15 في المئة في الدول الأخرى. وحسب الاستطلاع الذي ضم 3100 وافد في الولايات المتحدة كان السبب الرئيسي هو تناقص فرص العمل الجيد. وأضحى العديد من أولئك العاملين غير راضين عن دخولهم أو فرص ترقياتهم في الولايات المتحدة ويعتقدون أن الفرص أفضل سواء في بلادهم أو في أنحاء أخرى من العالم. وأحد الأمثلة على هذا التحول، رجيبنا ماكنالي، وهي من مواليد فرانكفورت واستقرت في الولايات المتحدة من عام 1985 ولكنها عادت إلى ألمانيا عام 2007 بعد أن واجهت الشركة التي عملت بها كمحاسبة مصاعب وتبخرت فرص الترقية وزيادة الدخل، والآن تعمل ريجينا (التي لم تزر بلدها الأم طوال 22 عاماً) محللة مالية في شركة سيارات في كولونيا، كما أنها أعادت ابنها معها البالغ من العمر 15 عاماً إلى ألمانيا. وتقول ريجينا إنها لم تستطع أن تجد عملاً في الولايات المتحدة رغم تقدمها بعديد من طلبات التوظيف. وتضيف أن ذلك لا ينطبق على ألمانيا. بل تقول إنها منذ وصولها إلى ألمانيا واستلام عملها تتلقى مكالمات من وسطاء التوظيف ومن شركات يسعون إلى تشغيلها. وتضيف أن صاحب عملها الجديد دفع لها نفقات الانتقال من الخارج إلى ألمانيا. ويقول مايكل بوردا، استاذ الاقتصاد في جامعة هامبولدت في برلين، إنه رغم بلوغ نسبة البطالة في ألمانيا 7,6 في المئة، إلا أن معظم العاطلين عن العمل هم من غير المهرة. وتقول ريجينا إنها دائماً تخبر أصداءها في الولايات المتحدة بأن يبحثوا عن عمل في ألمانيا وأن الوظائف متوفرة لمن يحمل شهادة جامعية. وفي حالة أخرى، سافرت مارجريت موراند إلى نيويورك من أستراليا من سبع سنوات وعملت في شركة “لوريال” لمستحضرات التجميل في نيويورك. ومن ثلاث سنوات تركت الشركة وعملت كمتخصصة ألوان وتصوير لحسابها الخاص. ولكن في أواخر عام 2007 بدأ النشاط في التباطؤ وفي ابريل أصبح من العسير العثور على أنشطة. وبدأت مارجريت تتقدم بطلبات توظيف بتفرغ في نيويورك وفلوريدا ولوس انجلوس ولكن دون جدوى. وفي اغسطس اضطرت للعودة إلى استراليا. ورغم أن نسبة البطالة في استراليا تبلغ 5,7 في المئة إلا أنها تعتقد أن فرص العمل في بلدها أفضل. ويقول البروفيسور فيجك إنه بالاضافة إلى قلة فرص العمل في الولايات المتحدة يساء أحياناً التعامل مع حاملي تأشيرات (H-1B)، وهي التصاريح الصادرة للعمال المهرة الوافدين إلى أميركا للعمل فيها. فصاحب العمل لا يقلقه مغادرة الوافد نظراً لصعوبة الحصول على وظائف فئة (H-1B). ولذا فإن صاحب العمل إما أنه يخفض الراتب أو يحول الوافد إلى تأشيرة زائر المحدودة إقامتها بستة أشهر فقط حسب فيفك. ويذكر أن العديد من الدول حققت تقدماً اقتصادياً ملموساً خلال العقد الماضي ما جعلها أكثر اجتذاباً لأبنائها الذين يعملون في الولايات المتحدة. ويقول فيفك “حين أتى الوافدون هنا من عقد مضى من الهند والصين فإنهم تركوا بلاداً كانت فرص العمل فيها آنذاك مختلفة تماماً عمّا هي عليه الآن”. وهو يتوقع أن يعود أكثر من 100000 وافد إلى الهند خلال السنوات الخمس المقبلة. ويقول إن مديري الموارد البشرية في الصين والهند الذين شملتهم الدراسة لاحظوا زيادة طلبات الباحثين عن وظائف من العاملين في الولايات المتحدة إلى عشرة أمثال الأعداد المعتادة. وتقول مكاتب التوظيف في الهند والصين إن الرواتب في غالبية الأحوال تساوي أو تفوق ما كان يحصل عليه الموظفون في الولايات المتحدة، مع مراعاة فرق مستوى المعيشة. كذلك لاحظت مؤسسة “كونتاكت سينجابور” التابعة لوزارة الموارد البشرية النسغافورية، الساعية إلى جذب المواهب العالمية للعمل في سنغافورة، أن هناك تزايداً لإعداد السنغافوريين العاملين في أميركا الباحثين عن فرص عمل في سنغافورة بلدهم الأم. وتقول سيوكيانج المدير التنفيذية لتلك المؤسسة إن العاملين السنغافوريين في نيويورك بصفة خاصة متطلعون أكثر إلى العودة إلى بلدهم. حيث يتعذر عليهم الحصول على وظائف في أميركا وأن العديد من ذوي الخبرة والمهارات العالية يسرحون من جهات عملهم. حسب سيوكيانج. وتضيف أن هناك قطاعات في سنغافورة لا تزال مزدهرة بل تزداد ازدهاراً منها الخدمات المالية والبحوث والرعاية الصحية في بلد لا تتجاوز فيه البطالة 3,4 في المئة. ومثال آخر على هذه الوضعية، هوى سين تيوا البالغة من العمر 25 عاماً التي قبلت وظيفة في وزارة المالية السنغافورية في شهر يوليو الماضي بعد تخرجها من جامعة هارفارد. وكانت تيو قد تقدمت للحصول على وظيفة في الولايات المتحدة وكانت أصلاً تنوي العمل هناك لفترة قبل عودتها إلى بلدها ولكن الاقتصاد الأميركي الواهن عجّل عودتها. هذا فضلاً على أن أفرع الشركات الأجنبية والأميركية المتمركزة في الخارج تسعى جاهدة إلى اجتذاب ذوي المهارات والخبرات العائدين من الولايات المتحدة. ونجد أن مكتب توظيف مثل آيلين فين المتمركز في نيويورك يبحث عن مدير مالي ليعمل في الهند في شركة خدمات مالية عالمية طلبت من مكتب التوظيف تحديداً موظفاً هندياً يعمل في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو مناطق أخرى نسبة البطالة فيها عالية. ويقول مكتب التوظيف إن سبب إقبال طلب أصحاب العمل على هؤلاء الوافدين العائدين أن عندهم خبرة غربية وأنهم أكثر رغبة في العودة الآن من عهد الرخاء الاقتصادي في الغرب وأنهم يندمجون في مختلف الثقافات ولا يطلبون عقود الوافد الغربي التي تشمل نفقات النقل والسفر وميزات أخرى. “عن وول ستريت جورنال”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©