الخوف من الفشل

المشكلة.. عزيزي الدكتور: أنا سيدة مطلقة مرتين لظروف مختلفة، وليس لديّ أطفال، وعمري 40 عاماً، لكنني أهتم بشكلي ومظهري وأواظب على ممارسة الرياضة فأبدو أقل من هذا السن بعشر سنوات، وكثيراً ما يأتيني شباب أصغر مني لخطبتي، ولم أقبل لأسباب متباينة، إلا أن هناك زميلاً في العمل أعرفه عن قرب منذ ست سنوات تقريباً، وكنت دائماً معجبة به وبشخصيته وأخلاقه، لكن دون علاقة. وقبل مدة وجيزة أبلغني أنه يريد أن يتقدم لخطبتي، وعمره 31 عاماً، لكنه متزوج ولديه ثلاثة أطفال، وهو بوجه عام مثقف وعاقل وأشعر بتقارب أفكارنا جداً، ولديه الرغبة في الزواج ثانية لوجود خلاف مزمن مع زوجته، وهو مصر على الزواج من أخرى سواء كنت أنا أم أي إنسانة غيري، وأكد لي إن لم أوافق فإنه سيبحث عن أخرى، لكنه حالياً يعرض علي الفكرة بعد أن عرضها علي منذ سنتين، وأنا في حالة تعيسة من وحدتي وهمز ولمز الناس، ومن فرط التفكير إثر خشيتي الفشل مرة أخرى، وفي الوقت نفسه أتمنى أن أعيش حياتي كأى إنسانة، ولا أعرف كيف أتصرف أو أتخذ قرار الموافقة، فبم تنصحني؟ جارة القمر النصيحة الحياة ياسيدتي نصيب، وكونك لم توفقي في الزواج من قبل ليس معناه نهاية الكون، فربما راحتك وقسمتك مع هذا الإنسان. لا تغلقين أبواب الأمل في الحياة، وانسي تجاربك السابقة بحلوها ومرها، واقبلي على الحياة بآمال جديدة. أما صاحبنا.. إن كان مصراً على الزواج من أخرى، فهذا لا يعيبه، وعليه أن يتحمل مسؤولياته، فهو بالتأكيد يعلم ظروفه، ومادام هو عازم على ذلك، فلديه مبرراته، وأظن أنك لست السبب في مشاكله المزمنة، أما مشكلة السن فلا أظن أن لها وزناً مؤثراً، ولا ينبغي أن يكون قرارك هروباً من الوحدة، أو من همز ولمز الناس. أعيدي تقييم موقفك، ورأيك المجرد في الشخص إياه، وتأكدي من مشاعرك ومشاعره نحوك، وتفاهمي معه على كل صغيرة وكبيرة بصراحة ووضوح وشفافية، حتى لا يكتشف أي طرف ما يفسد عليكما حياتكما في المستقبل، وأظن أنك تعرفينه جيداً، لكن هناك عيوباً لا تتكشف إلا بعد العشرة. وأظن أنك أيضاً اكتسبتي خبرات كافية في التعامل من تجربتين سابقتين، لكن ثقي بنفسك، وبنصيبك، ولا تتسرعي الموافقة إلا بعد دراسة الأمر من كل جوانبه، وأتمنى لك التوفيق إن شاء الله.