الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سفريات شريك الحياة تربك مشاعر الزوجة.. والهدايا الثمينة لا تمنع «الشك»

سفريات شريك الحياة تربك مشاعر الزوجة.. والهدايا الثمينة لا تمنع «الشك»
10 مايو 2014 20:36
أكدت دراسات علمية أن سفر الزوج بصورة متكررة يؤثر سلباً على الحالة النفسية لزوجته، ويزيد خطر إصابتها بالكآبة، ووجد باحثون أن مخاطر الإصابة بالتوترات النفسية والضغوطات العصبية زادت بنسبة بلغت ثلاث مرات بين زوجات رجال يسافرون باستمرار، وأشار خبراء الأمراض النفسية إلى أن مثل هذه الضغوط تسبب خروج الإنسان عن توازنه النفسي والبدني، مما قد يؤدي إلى حدوث مشكلات صحيَّة لأحد الزوجين الذي يحتاج شريك حياته للسفر المتكرر، وفي الوقت نفسه لا تؤدي الهدايا الثمينة التي قد يحضرها الأزواج من رحلاتهم الخارجية إلى عودة الاستقرار الأسري، أو تمنع شك الزوجة في أسباب سفر شريك الحياة بحثاً عن حياة أخرى أو زوجة ثانية. هناء الحمادي (أبوظبي) رغم اتفاقهما المسبق على حياتهما بعد الزواج إلا أن الأمور، قد تغيرت، فلم يمر أكثر من عام على ارتباط أحمد الكيال بزوجته، حتى لاحت أمامه فرصة السفر إلى دول أوروبية للاتفاق على توكيل ماركة جديدة، ووجد تشجيعاً من الزوجة التي حفزته على اقتحام عالم المال والأعمال، وعدم الارتباط بوظيفة تجعله في حيرة أمام توزيع نفقاته الشهرية، خاصة أنهما يطمحان في حياة تفوق مستوى دخلهما الحالي، وبالفعل توجه أحمد محملاً بآمال الزوجة التي سارعت في تجهيز حقيبة السفر، ولم تنس أن تضع في مكان بارد بها، قائمة بطلباتها الأوروبية، التي سمعت عنها كثيراً من صديقاتها أو عبر تصفحها العروض التجارية على شبكة الإنترنت. والكلام هنا على لسان الزوجة نادية. م: سافر زوجي وتم الاتفاق واحتفلنا عقب عودته مع الأسرة، التي وجدت لي التهنئة بحسن اختيار الزوج الطموح، الذي يشق طريق الصعاب نحو المستقبل، وبالطبع تطالعني العيون وأنا أرتدي ما أحضره لي زوجي وأتحدث لهم عن بقية الهدايا الثمينة، ومر الاحتفال، وبعدها بأيام عاد أحمد إلى أوروبا مرة ثانية بحجة اتمام الأوراق، وبالطبع لم تكن المرة الأخيرة، وتمضي الأيام حتى أصبح يسافر أكثر من 5 مرات سنوياً وفي كل مرة أسمع كلاماً معسولاً عن أنها المرة الأخيرة، وأنه يشتاق لي ولطفلتنا التي بلغت مؤخراً عامها الثالث. نادية ساورها الشك مرة في أحمد، لأنه كان يرفض الرد على هاتفه المتحرك وهي معه، بحجة أنه يخصص لهما هذا الوقت ولا يود أن ينشغل عنهما بأمور العمل، ورغم أن ذلك كان يفرحها وتجد فيه تعويضاً، إلا أن ارتباكه أحياناً، جعل حاسة المرأة تستشعر الخطر، وبدافع الفضول طلبت منه مرة أن يرد تحسباً أن يكون الأمر مهماً وفتحت خط المتصل وأعطته الهاتف، فزاد ارتباكه وأقفل الخط بسرعة، لكنها سمعت صوتاً يصعب أن يكون لرجل، وبعصبية التقطت خط الهاتف وأعادت الاتصال من دون أن تتكلم، فسمعت المرأة التي تتحدث مع زوجها باعتباره حبيباً لها. ولم يكن أمامها إلا أن حملت حقيبة ملابسها وعادت إلى بيت الأهل، ورفضت الاستماع إلى حجج الزوج أو الأسباب التي جعلته يقدم على ذلك. تجربة طبيبة قصص كثيرة تعيشها الأسر من واقع سفر الزوج رب الأسرة وما بين إيجابيات وسلبيات هذه التجربة، فقد تخلت بدرية سعيد عن وظيفتها طبيبة في عيادة خاصة بأبوظبي- التي كانت تحلم بها - من أجل أن ترافق زوجها في جميع سفرياته لمختلف الدول الأوروبية، خوفاً من أن تسمع عن خبر زواجه من أخرى مثلما حدث مع صديقتها التي كانت ترفض دائماً السفر مع زوجها في رحلة استكمال رسالة الدكتوراه في إحدى الدول الأوروبية، رغم إلحاح زوجها المستمر أن ترافقه، مبينة أنها لا تحب الانتقال من بلد إلى آخر، وزوجها مشغولاً طوال الوقت في التحضير لدراسته في الجامعة وبعيداً عنها ولا تراه إلا وقت النوم، كذلك كانت ثقتها في زوجها لا حدود لها. بدرية تخالف صديقتها الرأي، وتؤكد أنها مهما كانت الزوجة على ثقة كبيرة بالزوج إلا أن ذلك لا يمنع من أن تقدم تنازلات أسرية، خاصة إن كانت موظفة أو لديها أبناء، وذلك حفاظاً على العلاقة الزوجية وخوفا من دخول امرأة أخرى في حياة الزوج تسهر على راحته وتوفر له سعادة وردية بعيدة عن أسرته وأم عياله، وخوفاً من أن يصاحبها قلق دائم على اعتبار أن زوجها سيكون وحيداً مما يجعلها في تفكير طويل مع من يجلس؟ ومن سيقابل؟ وكيف ستكون طريقة حياته، مبينة أن طبيعة عمل زوجها فرضت عليها السفر معه في رحلاته، ضاربة بمصلحة أبنائها في المدارس «عرض الحائط»، فالأهم هو الاطمئنان بأن لا «تزوغ» عين الزوج نحو امرأة أخرى، فتحدث الصدمة. طلبت الطلاق على الطرف الآخر، تقول باسمة شاهين مديرة شركة عقارات في أبوظبي عن زوجها رجل الأعمال الذي اقترنت به منذ 3 سنوات إنه يهوى التجول عبر الكرة الأرضية، لكنها ترفض هذا الوضع نظراً لظروف عملها التي تجبرها على متابعة مصالحها المادية والعقارية. وأضافت: من شروط زوجي تأجيل الإنجاب حتى إشعار آخر، بسبب سفراته، لأن الإنجاب قد يعرقل مسيرة عمله وتجارته، وهو يبحث عن سعادته ويحب أن ترافقه زوجته في رحلاته وسفراته التي لا تنتهي، لتنظم وقته وتحجز مواعيده إلى جانب حياتهما الخاصة، لكنني أرفض أن أكون بهذه الطريقة، وكزوجة أحب أن تكون لي أسرة صغيرة، وفي الوقت ذاته أواصل مسيرتي سيدة أعمال ناجحة، وبين إصرار زوجي ورفضي لهذا الوضع، تأزَّمت العلاقة الزوجية فيما بيننا، مما دفع بي إلى طلب الطلاق. باسمة بررت ذلك بأنها لم تشعر بالاستقرار الأسري منذ زواجها، رغم أنها لم تخف حلمها بوضع اجتماعي مخملي وثري، يُمكنها من اقتناء المجوهرات والملابس الفاخرة والتنقل بالطائرة من بلد إلى آخر، لكن كل ذلك لم يثنها عن رغبتها في أن تصبح أماً. تفاقم الوضع أما الموظفة ربى البلبيسي فترى أن مرافقة الزوجة لشريك حياتها خلال سفره لحضور مؤتمرات أو عقد صفقات تجارية أو من أجل استكمال رسالة الماجستير والدكتوراه، قد يؤثر بشكل كبير على الأسرة، ويتفاقم الوضع إن كانت تضم أبناء، وتقول «من سيتابع الأبناء دراسياً؟ في ظل غياب الوالدين معاً، فالزوج سيكون منشغلاً خلال سفره طول الوقت في رحلة العمل، والزوجة ستقضي معظم الوقت وحيدة وسط حيرة تدفعها لسؤال نفسها: ما الذي يجعلها تصر على ذلك؟، خاصة إذا كانت رحلات العمل طويلة ومتكررة. وتقول: لو كان زوجي كثير السفر من أجل العمل، فإني سأبقى مع أبنائي لتربيتهم وكلي ثقة بزوجي أن سفرته لطلب الرزق والبحث عن العيش الرغيد والوضع المناسب لنا، مبينَّة أنه مهما اختلفت الأماكن، فإن الزوج لو أراد ارتكاب شيء أو التفكير بالزواج من أخرى فبإمكانه القيام بذلك وهو مع زوجته ولا يحتاج الأمر إلى السفر. لكن الأمر من وجهة نظر التربوية شريفة الهرمودي التي تعمل بالتدريس في إحدى المدارس أن سفر الزوجة مع زوجها خلال رحلة العمل مهم جداً، ولن يكون له أثر سلبي مطلقاً، خاصة إذا استعانت بوالدتها أو والدة زوجها لمتابعة أبنائها، مشيرة إلى أنَّ التقنية الحديثة أوجدت الحلول المناسبة لمثل هذه الحالات، وأن زمن مثل هذه الرحلات أصبح قصيراً، مؤكدة أن سفر الزوجة مع زوجها يُضفي على الحياة الزوجية التجديد ويشعر أفرادها بالراحة والاستقرار والأمان. للأزواج رأي آخر كثرة سفراته لاستكمال رسالة دراسته في الخارج، تفرض عليه أن يصطحب زوجته معه خوفاً من أن يقع في المكروه نتيجة كثرة المغريات هناك، لكن ما بين رفض زوجته التي ارتبط بها حديثاً بالبقاء مع أفراد أسرته نتيجة شعورها بالغربة بعيداً عن الوطن والأهل، حيث قبلت زوجة سالم الحوسني بالسفر معه لرحلته الدراسية، وببطنها جنين في شهره الخامس. ويقول: كُنت متردداً في اصطحاب زوجتي معي في هذه الرحلة التي تستغرق سنوات، ورغم خوفي من تعرض زوجتي لمكروه أثناء فترة حملها، وشعورها بالغربة في مكان لا تعرف فيه أحداً، والقلق ممن سيرعى الطفل بعد ولادته، اضطررت في نهاية الأمر إلى أن تكون برفقتي لتجمعنا أسرة تحت سقف واحد، وفي الوقت نفسه أحافظ على نفسي من الوقوع فيما يغضب الله، وبوجودها معي شعرت فعلاً بالراحة النفسية، وتولد لدي دافع لمواصلة رسالتي العملية وأنا صافي الذهن ومرتاح البال. 10 سنوات من الاستقرار الأسري رفضت فاطمة حسن أن تفتح أبوابها للشك في زوجها، أو أن تجعل ذلك يؤثر على حياتها الأسرية، رغم تعدد سفريات زوجها في دولة أوربية وعربية، وتقول: إن الزوجة بيدها أن تجعل حياتها سعيدة بأن تجيد التعامل مع الزوج، وتعرف الأوقات التي تكون حالته تسمح بحديث عن مشكلات البيت أو طلبات الأسرة، وعليها أن تساندة وقت ضيقه أو تعرضه لمكروه، وبالتالي يشعران معاً بااأستقرار وينعكس ذلك على حياة الأسرة، وهو ما أكده زوجها سلطان عبدالله الذي يشعر بسعادة غامرة مع زوجته وأسرته رغم أنه مر على زواجه أكثر من 10 سنوات، إلا أنه يحافظ على أسرته ويتذكرهم دائما في سفرياته المتعددة بسبب صفقاته التجارية. سمير سامي: تواجد زوجتي يساندني معنوياً ونفسياً اختار الدكتور سمير سامي أثناء رحلته الدراسية، أن ترافقه زوجته باستمرار لو كانت فترة الرحلة طويلة، مؤكداً أن ذلك هو الأفضل حين يجد زوجته تسانده نفسياً ومعنوياً في مسيرته العلمية التي تحتاج إلى صفاء ذهن، وفي الوقت نفسه تقوم بواجباتها المنزلية والزوجية، ويصف مردود ذلك عليه بأنه يشعر بالسعادة والراحة ويرى أنه أدى إلى تفوقه. وبخصوص نظرة بعض الزوجات إلى أزواجهن أنه حين يسافر إلى العمل أو مواصلة رسالته العملية قد يخون أو يرتكب المحظور، قال: أجد أن رفض الزوجة أنانية منها، وشك في غير محله، والواجب أن تثق المرأة في زوجها، وتعي أن من يخون أو «عيونه زائغة»، كما يقولون أو يرتكب المحظور لن ينتظر البعد عن أفراد أسرته وزوجته، بل بإمكانه أن يقوم بذلك وهو بالقرب من الزوجة، والواجب أيضاً على المرأة أن تكف عن «نظرية الشك» وتحترم زوجها، وتثق به.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©