الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عيسى الغرير.. تاجر البُن: العزيمة والإرادة أساس النجاح

عيسى الغرير.. تاجر البُن: العزيمة والإرادة أساس النجاح
13 يوليو 2017 21:22
فهد الأميري (دبي) رجل الأعمال الإماراتي عيسى عبد الله أحمد الغرير، رئيس مجلس إدارة مجموعة «الغرير للاستثمار»، فضل الاستثمار في القهوة على البنوك، وبإصرار وعزيمة يملك الآن مجموعة استثمارية تعمل في أنشطة متنوعة. يؤكد الغرير أن العزيمة والإرادة والإصرار هما أساس النجاح في مجال التجارة، وفي بداية خطواته رفض العمل في مشاريع البنوك والتعامل مع الأرقام وتوجه إلى التجارة في مجال مطاحن الحبوب، ونجح بقوة في اقتحام عالم تجارة البُن مستقلاً عن عائلته التي لم تكن ترغب الدخول في هذا المجال. تمكن الغرير من افتتاح مطاحن للحبوب ومصانع لتحميص البُن في الجزائر وسلطنة عمان، إلى جانب توسيع نشاطه في أفريقيا وآسيا ودول الخليج، كما نجح في إنشاء صوامع لتخزين ملايين الأطنان من الحبوب للاستفادة منها لاحقاً في مجال الاستثمار. يؤكد الغرير أن الصدق والأمانة هما أساس النجاح في مجال التجارة، فضلاً عن الخبرة، مؤكداً أن المعرفة والخبرة تخلقان القوة والمعرفة، وتالياً النجاح في هذا المجال. وعن بداية دخوله لعالم التجارة والأعمال، قال الغرير: «الوالد والجد لهما الفضل في دخولي عالم الأعمال، فالعائلة مرت بأوقات عصيبة في مجال التجارة تمثل في كساد التجارة في الأربعينيات من القرن الماضي، فانتقل تجار العائلة من قطاع التجارة تدريجياً للصناعة، ومن ثم إلى مشاريع استثمارية تمثلت في تأسيس بنوك وغيرها». وأضاف: «مع وجودي أنا وإخوتي بدأت حقبة جديدة للعائلة في عالم التجارة، باعتبارنا الجيل الأول للعائلة الذي درس في الخارج، وعدنا من الدراسة لخدمة الوطن أولاً، ثم لتوظيف ما تعلمناه في خدمة العائلة، موضحاً أنه درس في الولايات المتحدة الأميركية وتخرج في إحدى جامعاتها في ديسمبر عام 1982، معتبراً أن التعليم هو بوابة الدخول إلى عالم الأعمال، في حين أن الخبرة هي التي تكتب النجاح والتفوق في هذا المجال، كون الشهادة الأكاديمية تعزز الجانب النظري، بينما الخبرة هي التي تتيح الاستمرارية في العمل». وحول الخبرات التجارية التي تعلمها من والده، قال الغرير:«تعلمت من والدي أن الأمانة والصدق هما أهم عناصر النجاح الأساسية في التجارة، فالتاجر الذي لا يمتلك هاتين الصفتين قد ينجح في عقد صفقات تجارية ناجحة، لكنه لن يمتلك سمعة طيبة بين التجار في السوق». وقال الغرير: «حين أسست مجموعة الشركات رصدت لكل منها رأسمالاً يتراوح بين 10 و11 مليون درهم، لكن ما شجعني على الاستثمار في مجال مطاحن الحبوب هو خبرتي في تجارة الحبوب لأعوام طويلة، ووجدت أن البُن هو الأقرب لي في التجارة من ناحية التنظيف والشراء والمعاملات، كما أنه يختلف عن الحبوب الأخرى في طريقة بيعها، لذا توجهت إلى الاستثمار في مجال تجارة القهوة، على الرغم من أن أسرتي لم تكن ترغب في خوض التجارة بهذا المجال». وقال: «من الصعب أن يقيم الشخص مستوى النجاح الذي وصل إليه في مجال التجارة والاستثمار، فالآخرون هم من يقيّمون نجاح أي شخص»، مشيراً إلى أن مجموعة عيسى الغرير للاستثمار تبيع منتجاتها دول متعددة حول العالم، مؤكداً أن التوسع هو مقياس النجاح في التجارة والمتمثل في افتتاح أفرع جديدة في دول أخرى. وأوضح: «كان عليّ بعد التخرج في الجامعة العمل في مجال البنوك، وتحديداً «بنك المشرق» الذي تملكه الأسرة، أو في مجال الصناعة، فشعرت أني مع البنك لن أجد متعتي في مجال التخرج وسيقتصر دوري على التعامل مع جملة أرقام فقط، لذا فضلت العمل في مجال الصناعة لرغبتي في تحقيق إنجازات أكبر، فكانت بدايتي في مصنع الكرتون، وتدرجت في العمل فيه من نائب مدير إلى مدير للمبيعات إلى العمل في المصنع ومتابعة الإنتاج، وطورنا المصنع إلى أربعة أضعاف حجمه وأضفنا إليه خطوطاً جديدة وزدنا حجم الصناعة، ومن بعده، وتحديداً في عام 1986، توجهت للعمل في مجال المطاحن والتعامل مع الحبوب ومشتقاتها، ولا زلت مستمراً في هذا المجال». وأشار الغرير إلى أن «الغرير للاستثمار»، هي إحدى أكبر المجموعات الصناعية التجارية المتنوعة في المنطقة، موضحاً أنها تشمل المجالات الرئيسية لأعمال المجموعة.. صناعة الأغذية والإنشاءات والموارد والعقارات، فضلاً عن مشاركتها في قطاعات الطاقة والطباعة وتجارة التجزئة والتعليم، ما يوضح التنوع الكبير في قطاعات أعمالها سواءً منها الموجهة للشركات أو للمستهلكين». وأوضح أن «الغرير للاستثمار» تشمل عملياتها صناعة الأغذية ومطاحن الدقيق في دبي ولبنان والسودان والجزائر وسريلانكا ومرافق لإنتاج الأرز في لاهور بباكستان، ولدى العائلة مطحنة قديمة من القرن الماضي يعود تاريخها إلى عام 1976، مشيراً إلى أنه أدرك أهمية رؤية والده المستقبلية بخصوص التوسع في هذا المجال، إذ تملك المجموعة حالياً نحو 5 آلاف طن من الحبوب مخزنة في الصوامع بالدولة، فضلاً عن أنه لدينا أفرع للمجموعة خارج الإمارات، إلى جانب أننا بدأنا تأسيس مشروع كبير لبناء صوامع لتخزين كل أنواع الحبوب من العدس إلى حبة الخردل الصغيرة جداً، في الجزائر، وبدأنا أيضاً عمل المطاحن هناك». وأضاف: «يعمل الوالد في مجال الحبوب منذ عام 1976؛ إذ بدأ العمل بيديه بكمية يبلغ وزنها 100 طن، في حين أصبحنا اليوم نتعامل مع 7 ملايين طن من الحبوب، ولا يقتصر نشاطنا على داخل الإمارات فقط، لكنه يمتد إلى دول مجلس التعاون الخليجي ومن فيتنام إلى المغرب، لافتاً إلى أن الحبوب تستورد للمطاحن من كندا من أميركا وغيرهما». وتابع: «لم ندخل مجال الإنتاج الزراعي، لكون المزرعة الواحدة إنتاجها قليل لا يملأ باخرة واحدة فقط، لذا اعتمدنا على الاستيراد من سكان الدول التي نتعامل معها، إذ نشترى منهم الحبوب وننقلها في بواخر ونخزنها في صوامع، وهذا الأمر يمر بمراحل عدة». وأشار الغرير إلى أنه يؤمن بأن الوفرة تتحقق من عدم الإفراط في الاستهلاك، لكوننا دولة غير منتجة للحبوب مثل القمح والذرة والشعير وغيرها، لذا يجب أن نستغل المتوافر أمثل استغلال، لذا أحبذ الصناعات، فمثلاً الأسماك تحتاج إلى أقل من كيلو أعلاف لتتحول إلى كيلو من السمك، ولتحقيق هذا الأمر لا بد من إتباع سياسة التقنين في الإنتاج والاستهلاك، وأيضاً لا بد من التوفير في استهلاك اللحوم الحمراء، فهي تحتاج من 3 إلى 4 كيلو من الحبوب والأعلاف لإنتاج كيلو جرام واحد من اللحوم، ولهذا أفضل أن نهتم بالدواجن والأسماك فهما أفضل في تحويل العلف إلى بروتين وبكميات استهلاكية. وأشار الغرير إلى أن لديه استثماراً خاصاً في مستشفى «ترامب»، وأراد أن ينقل خبرته في هذا المجال بطريقة صحيحة وسليمة إلى الدول الأفريقية ووفقاً لاحتياجاتها، لافتاً إلى أن لديه فكرة سيعمل على تنفيذها خلال العامين المقبلين، وهي إنشاء 8 مستشفيات في دول عربية وأفريقية مثل سوريا واليمن، إذ سنبني صرحاً عملياً وبسيطاً ويكون هناك مركزية في التعامل، وتملك أحدث المعلومات الطبية على الحاسوب التي يتحدد من خلالها تشخيص الأمراض المختلفة، ما يحقق للمريض العلاج المناسب من خلال تحويل المعلومات إلى حلول طبية لمرضه، وسيأخذ تنفيذ هذا المشروع وقتاً لدراسته وتنفيذه على أرض الواقع». وأكد أنه يسير على خطى والده من حيث الاهتمام بالتعليم؛ إذ قام ببناء وترميم وتطوير مدارس في زنجبار، وسيتمكن هذا المشروع في حال نجاحه من مساعدة 1600 طالب من خلال توفير ملابس وكتب ومعلمين لهم، وهذا ما سنعمل على تحقيقه. وعن المشاريع الجديدة أفاد: «نطور مطحنة وصوامع في صحاري بسلطنة عمان، ونفس الشيء نعمل عليه في الجزائر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©