(الشارقة) - في تظاهرية ثقافية لافتة تنفرد بها إمارة الشارقة على مستوى المنطقة، تأتي فعاليات المهرجان القرائي الرابع لأدب الطفل لتؤكد على حقيقة أن الأطفال هم استثمار الغد ومشروع المستقبل، وهم الأمل والطموح والوسيلة الأهم في خطط التنمية والتطوير لكل الحضارات الإنسانية، ما يعزز ضرورة الاهتمام بثقافتهم، مواهبهم، وترقية فكرهم بكل الوسائل والطرق التربوية السليمة، والتي تعتمد محفزات تنشيط الذاكرة وتلقين المهارات مع التوجيه والإرشاد الذي يخلق جيلا متعلما، مثقفا ومؤهلا بكل المقاييس.
برنامج زاخر
عن طبيعة تفاصيل فعاليات المهرجان القرائي 2012، تقول المنسقة العامة للمهرجان والتابعة لإدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب هند الجنيد “بالرغم من زخم البرامج التي تضمنتها الدورة الرابعة للمهرجان إلا أنها وضعت بعد دراسة وافية ومتأنية، لتهتم أكثر بالمحتوى والمضمون، بحيث تحقق الغرض منها وتفيد كل الشرائح العمرية المستهدفة من سن الحضانة وإلى عمر المراهقة، لتستوعب معظم رغابتهم وتحقق مطالبهم وتفي بالتالي باحتياجاتهم، ومنها على سبيل المثال تنظيمنا لورشة فنية بعنوان “كتابي” تهتم بصناعة الكتاب وكيفية كتابة قصص الأطفال، فتطرح أهم الأساسيات التي يجب توافرها بدئا من كتابة المقدمة الشيقة ومرورا بالحبكة الدرامية للأحداث، وصولا للنهاية والتي يتوج من خلالها عادة الدروس المستخلصة من القصة والرسالة التي يريد أن يروجها المؤلف، كما أن هناك ورشا فنية حية ومسابقات ابداعية يشرف عليها فنانون مختارون من مختلف أنحاء العالم، جاؤوا للشارقة ليسهموا بأعمالهم وأفكارهم في عملية البحث عن جوانب فنية أخرى ضررية في طباعة كتب الأطفال، مستعرضين نتاج خبراتهم وتقنياتهم الحديثة في فن الرسم والتلوين.
وتقديم نوعيات مختلفة للرسومات التصويرية المصاحبة عادة لقصص الأطفال، والتي يجب أن تأتي لتعبر عن المحتوى المقروء وتشير إليه، بحيث تعتمد على سمات مهمة منها جماليات الرسم وجاذبية الألوان بحيث تعمل على لفت انتباه الطفل لموضوع الكتاب وتشوقه للاستمرار بمطالعته”.
ترفيه موجه
يقول أحمد العامري، مدير إدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب، “إنه احتفالية ثقافية تجمع التعليم مع الترفيه الموجه، وتعنى بشؤون الطفل العربي واحتياجاته الفكرية والتربوية، ليستكشف مواهبه ويختبر إمكانياته، ويرى آفاقا جديدة لطموحاته المستقبلية، وتلبية لرؤيته المستنيرة في حتمية بناء الإنسان العربي وترقيته فكريا، لغويا، واجتماعيا، كما أنها تعتبر مناسبة مهمة لتكريم الكتاب الورقي والتشجيع على حب القراءة، تفتح أمام الأطفال والناشئة روافد جديدة من العلم والمعرفة”.
ويتابع “سعينا من خلال المهرجان إلى جمع كل البرامج والأنشطة التي تعمل على تنمية قدرات الطفل المعرفية والعلمية وتوسع مداركه، من تلك النوعية التي تمنحه توازنا نفسيا وذهنيا وتجمع ما بين المتعة والفائدة، معتمدين جملة من الأساليب الحديثة والمتخصصة في هذا المجال، لنعطي زخما أقوى وأوقع لفعالياته المختلفة والتي تنوعت وتعددت لتصل إلى 200 نشاط، موزعة ما بين التوجيه الفكري، والتطوير المهاري، بالإضافة لدور فعال للورش الفنية ومسرح الطفل وأشكال معاصرة من الترفيه الهادف الذي يحترم عقلية هذا الجيل الجديد من الأطفال ويواكب تطلعاته، فيساهم في بناء عقله وإثراء خياله”.
الاستعانة بالمسرح
تقول المنسقة العامة للمهرجان والتابعة لإدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب هند الجنيد “في هذا الموسم اتخذنا من المسرح وسيلة أخرى للتلقين والتوجيه والتعليم، بحيث نكرس العملية التربوية السليمة للطفل في إطار تثقيفي مباشر وسلس، يستعين بالحركة واللغة والإشارة بالإضافة لعناصر فنية مصاحبة من أكسسوارات وألوان وإضاءة وديكور، فأولينا هذا الفن العريق اهتماما خاصا، لنستضيف خلال عطلة نهاية الأسبوع عرضا مسرحيا ممتعا فيه فن وإبداع، عبر تقديم فصول المسرحية الكويتية الجديدة “باص العجائب” للمخرج عادل المسلم، بأداء نخبة من الممثلين الخليجيين من بينهم شيماء علي، أحمد إيراج، وشهد، لترسل حكاية المسرحية سددا موجها للصغار باتباع السلوكيات السليمة والمبادئ السامية وبعض القيم الإنسانية النبيلة، في قالب مشوق ومرح لا يخلو من الكوميديا العفوية الهادفة”.
عدد اليوم
