الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العملاق النائم» هل يستيقظ من سباته العميق؟

«العملاق النائم» هل يستيقظ من سباته العميق؟
6 يوليو 2010 23:28
لم يقدم مهاجم ليفربول الإنجليزي ومنتخب إسبانيا فرناندو توريس حتى الآن في نهائيات كأس العالم لكرة القدم ما يشفع بكونه أحد افضل المهاجمين في العالم ومرعب حراس المرمى في بطولتي الدوري الإسباني والإنجليزي، لكنه عود الجميع على أنه “رجل المناسبات الكبرى”، وبالتالي فان “استفاقة العملاق النائم” مطلوبة أكثر من أي وقت مضى اليوم في الدور نصف النهائي أمام ألمانيا في دوربن. يمر الـ”نينيو” في مرحلة صعبة في العرس العالمي لأنه لم يستعد حتى الآن قمة مستواه بسبب الإصابات المتكررة التي تعرض لها هذا الموسم وتحديدا العملية الجراحية التي خضع لها في 18 أبريل الماضي وتعافى منها أياماً قليلة قبل انطلاق كأس العالم. وحاول “فتى ليفربول” في أكثر من مباراة في المونديال استعادة بريقه ولمعانه من خلال محاولاته المتكررة لزعزعة دفاعات المنتخبات المنافسة لكن دون جدوى، حتى أنه لم يلعب أي مباراة كاملة حتى الآن في جنوب أفريقيا ويستبدله مدربه فيسنتي دل بوسكي في الدقائق الأولى من الشوط الثاني. ولا يتأخر دل بوسكي في الدفاع عن “مهاجمه المدلل” في كل مباراة مشيراً إلى أن استبداله ليس لكونه بعيد عن مستواه أو عدم هزه الشباك بل لأنه بحاجة إلى لاعبين “أكثر نشاطاً، توريس يركض كثيراً في الملعب ولا يتوقف عن الجري في مختلف أنحاء الملعب، صحيح أن لياقته البدنية ليست على ما يرام مائة في المائة لكنه يبقى مصدر رعب للمدافعين”. تصريحات دل بوسكي محقة لأنه يملك دليلاً قاطعاً في الذاكرة: نهائيات كأس أوروبا 2008 في سويسرا والنمسا، كان توريس مصدر انتقادات كثيرة بسبب ضعف مستواه، لكن يوم المباراة النهائية ضد ألمانيا بالتحديد، وفي غياب هداف البطولة الأوروبية دافيد فيا بسبب الإصابة، كان توريس في الموعد وسجل هدف الفوز (1- صفر). توريس (26 عاماً) أمامه الفرصة ذاتها اليوم وأمام الألمان بالذات. وانقسم المحللون وعشاق المنتخب الإسباني بخصوص إشراك توريس أساسياً أمام ألمانيا أو الاحتفاظ به على مقاعد الاحتياط، وشددت صحيفة “آس” على أحقيته بمركز أساسي دون منازع في التشكيلة بالنظر إلى خبرته ودوره الكبير في أرضية الملعب على الرغم من عدم هزه الشباك أو صنعه التمريرات الحاسمة معللة قرارها بأن إسبانيا خسرت مباراتها الوحيدة في البطولة حتى الآن أمام سويسرا حيث لم يكن توريس أساسياً. أما “ماركا” فأكدت أن المدرب دل بوسكي سيخطىء إذا أصر على إشراك توريس أمام الألمان كونه لم يستعد حتى الآن مستواه المعهود عقب العملية الجراحية التي خضع لها في ركبته، لكن دل بوسكي أكد أنه يملك الثقة الكاملة في توريس، وقال “هو ركيزة أساسية في المنتخب، ولاعب اعتاد زملاؤه على اللعب بجواره، يمكن أن يمر بمراحل غير جيدة في مشواره لكنه لا يزال قلب هجومنا، لم اتخذ قراراً بأنه سيكون أساسياً دون منازع في تشكيلتنا، ولكن لدينا الثقة الكاملة فيه”. صحيح أن توريس بعيد عن مستواه، لكن الـ”نينيو” يعتبر مصدر الرعب الأول في تشكيلة دل بوسكي، هدف الفوز في مرمى ينز ليمان المرتمي أرضاً والمدافع فيليب لام الذي فاته قطار توريس في المباراة النهائية لكأس أوروبا لا يزال عالقاً في الأذهان، وأكد توريس أنه يمني النفس بتكراره اليوم ليقود إسبانيا إلى المجد العالمي والمباراة النهائية الأولى في تاريخ مشاركتها في كأس العالم. توريس لاعب يعشق الكؤوس، والكؤوس تعشقه، فمنذ أن زار صالة أتلتيكو مدريد التاريخية المدججة بالفضيات والذهبيات، اعجب ابن التسعة أعوام بهذه العراقة، وبعد 18 عاماً أصبح الـ”نينيو” في مصاف العمالقة الذين ردوا مجد إسبانيا الضائع منذ ما يقارب النصف قرن. يعتبر توريس ركيزة أساسية لهجوم المنتخب الإسباني ويصنفه بعض المراقبين بين أخطر المهاجمين في العالم. تغيرت صورة توريس منذ انتقاله إلى ليفربول الإنجليزي فلم يعد طفل نادي أتلتيكو مدريد المدلل فقط، بل جوهرة كروية تبحث عن الألقاب مع أحد أعرق الأندية في العالم. حتى لقب توريس تغيرت لغته بعد الصفقة الضخمة التي أخرجت 40 مليون يورو من خزينة النادي الإنجليزي، فتحول لقب “نينيو” إلى “كيد توريس” أي الطفل توريس، لم يتأخر توريس في فرض سطوته من موسمه الأول على المدافعين “الجزارين” في الدوري الإنجليزي فسجل 24 هدفاً ليصبح المهاجم الأكثر نجاحاً في أول موسم له في “البرميير ليج”. وبموازاة تفجر موهبة البرتغالي كريستيانو رونالدو، كان توريس من اكتشافات الموسم رغم أنه لم يحرز أي لقب فوصل مع “الريدز” إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، واحتل المركز الرابع في الدوري. وربما تعود أريحية توريس في ليفربول وقتها إلى الجالية الإسبانية الكبيرة ابتداء من المدرب رافايل بينيتيز واللاعبين الفارو اربيلوا وتشابي الونسو والحارس بيبي رينا. كان توريس الاسم “المفاجأة” في تشكيلة المدرب ايناكي سايز التي خاضت كأس أوروبا 2004 في البرتغال وخرجت من دورها الأول، غير أن الأحوال اختلفت بعد 4 سنوات وأصبح صاحب الوجه الطفولي نقطة ارتكاز “الفوريا روخا”. لقد مر الهجوم الإسباني بمد وجزر قبل البطولة القارية، ويعود السبب إلى استبعاد المدرب لويس أراجونيس لأسطورة ريال مدريد راؤول جونزاليس، فأصبح مهاجم ليفربول العلامة الفارقة إلى جانب مهاجم فالنسيا دافيد فيا الذي سرق الأنظار في جنوب أفريقيا وسجل خماسية يتصدر بها لائحة الهدافين. على الرغم من انه قطع مشواراً طويلاً منذ أن توقع له النقاد مستقبلا ًباهراً في صفوف أتلتيكو مدريد، فان أنصار الكرة الإسبانية لا يزالون يلقبون توريس بال”نينيو”، وهدفه في مرمى ألمانيا الذي أمن الفوز لمنتخب بلاده بكأس أوروبا للمرة الثانية في تاريخه والأولى منذ عام 1964 دون اسمه إلى الأبد في تاريخ “لا فوريا روخا” في حين لا يزال يواصل تألقه في صفوف ناديه ليفربول وتتهافت أندية عدة على ضمه إلى صفوفها. انضم توريس (26 عاماً) إلى صفوف ناشئي أتلتيكو مدريد وهو في العاشرة من عمره، وخلال سبع سنوات خاض أول مباراة رسمية له في صفوف الناشئين وبات أمل أنصار فريق العاصمة الإسبانية، وبعد أن عانى أتلتيكو مدريد اللعب في دوري الدرجة الثانية لموسمين، فان عودته إلى دوري الأضواء موسم 2003-2004 ترافقت مع الصعود الصاروخي لنجم توريس. وبعد أن سجل 84 هدفاً في 214 مباراة في صفوف أتلتيكو مدريد، قرر الانتقال إلى صفوف ليفربول صيف عام 2007 في سعيه إلى المشاركة في دوري أبطال أوروبا بشكل مستمر، وعلى الرغم من الضغوطات التي واجهها من خلال ارتدائه القميص رقم 9 في النادي الإنجليزي الشمالي العريق الذي حمله أسطورة الفريق الويلزي أيان راش، تألق توريس في موسمه الأول بإشراف مدربه ومواطنه بينيتيز وسجل 34 هدفاً في 47 مباراة. وبعد أن تخلص من الضغوطات التي أتقلت كاهله في صفوف أتلتيكو مدريد، بدأ هذا الهداف بالفطرة يؤكد القدرات الكبيرة التي يتمتع بها في صفوف ليفربول، فدخل تاريخ النادي بتسجيله الهدف رقم ألف في دوري الدرجة الممتازة، رصيده مع ليفربول 72 هدفاً في 116 مباراة منذ 2007. يتمتع توريس بسرعة انطلاق رهيبة، وتقنية عالية وبإجادة تسديد الكرات العالية وإنهائه الهجمات بطريقة ماكرة، كل هذه الصفات جعلته محط إشادة من أنصار ناديه والأندية المنافسة أيضا. مسيرته في صفوف منتخب إسبانيا بدأت بقوة منذ أن توج بطلاً في صفوف الناشئين عام 2001 واختير أفضل لاعب في البطولة وتوج هدافاً لها أيضاً قبل أن يعاود هذا الإنجاز في صفوف الشباب دون 19 عاماً بعد عامين. خاض أول مباراة رسمية له مع المنتخب الأول في سبتمبر عام 2003 كان ضمن المنتخب الإسباني الذي تعرض لخيبة أمل في نهائيات كأس أوروبا عام 2004 ونهائيات كأس العالم عام 2006 حيث خرج مبكراً من المنافسة مع العلم بانه سجل 3 أهداف في اربع مباريات في البطولة الأخيرة. لكن توريس عوض هاتين الخيبتين بقيادة منتخب بلاده إلى إحراز كأس أوروبا عام 2008 وهي أول بطولة كبرى للمنتخب منذ 44 عاماً، سجل توريس حتى الآن 24 هدفاً مع “لا فوريا روخا” في 73 مباراة.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©