الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ألوان الأطعمة تنعكس على نضارة البشرة وجمالها

ألوان الأطعمة تنعكس على نضارة البشرة وجمالها
27 ابريل 2012
لكل فاكهة دور تجميلي لأحد أعضاء الجسم، فالكرز للشفاه، والخوخ للبشرة، والجزر للعيون وغيرها كثير. إذ لو حرص المرء على تناول مختلف أنواع الفواكه والخضراوات، لازداد نضارةً وجمالاً، ولجعل جسمه بكامله يبوح حيويةً ويفوح نشاطاً، ولدفع عيادات جراحة التجميل إلى إغلاق أبوابها، ومصانع المستحضرات النسائية إلى الإفلاس. تلك هي النتيجة التي توصلت إليها دراسة حديثة في العدد الأخير من مجلة “بلوس وان” الأميركية. كل شخص يبدو رائعاً بالشكل الذي هو عليه. هذه ليست مجاملة أو حكم اعتباطي، وإنما هي الحقيقة الأولى والأخيرة التي ليس وسطها حقائق أخرى. وببذل جهد أكبر، ستبدو أفضل بقليل. ونحن لا نتحدث هنا عن جراحات التجميل، بل عما تأكله صباح مساء. فقد أظهرت دراسة جديدة ما زالت طازجةً أن إضافة مجموعة من الفواكه والخضراوات إلى نظامك الغذائي سيدخلك حتماً إلى نادي الجمال والجاذبية. ومن المعروف لدى العلماء أن الصبغات والمخضبات نفسها التي تعطي للفواكه والخضراوات لوناً معيناً (carotenoids) يمكن أن تتراكم في بشرتك وتمنحها لوناً أيضاً. ولكن الشيء الذي لم يكونوا يعرفونه هو عدد الفواكه والخضراوات التي تتناولها، وبأي كمية وعلى مدار أي مدة حتى تجعل التغير يبدو عليك، وحتى يلحظه الآخرون، وكيف سيفكر هؤلاء الناس في هذا التغيير الطارئ عليك. مستحضرات خامٌّ لمعرفة ذلك، أجرى باحثون من جامعة سانت أندروز في اسكتلندا دراستين. قاموا في الأولى بتحليل التغيرات التي تطرأ على 35 طالباً عند تناولهم فواكه وخضراوات من خلال مطالبتهم بتعبئة استبيان حول ما يأكلونه في وجباتهم اليومية الثلاث في جلسة دراسية مبدئية، ثم بعد مرور ثلاثة أسابيع، وبعدها عقب مرور ثلاثة أسابيع أخرى. وفي كل مرة من هذه المناسبات الثلاث، قاس الباحثون درجة تلون بشرات الطلبة لمعرفة ما إذا كانت فاتحة اللون، محمرة أو مصفرة، وذلك باستخدام مقياس الضوء الطيفي، وهو مقياس مصمم حصرياً لإجراء قياسات من هذا النوع. وحرص الباحثون في الدراسة على أن يكون الطلبة المشاركون غير مصابين بأي تدبغ أو سمرة ناتجة عن شدة التعرض للشمس حديثاً، أو نتيجة تلقي جلسة تسمير في صالون ما، أو باستخدام منتج كيميائي، أو غيرها من مستحضرات التجميل التي توضع على الوجه. ولم يطلب الباحثون من الطلبة إدخال أي تعديلات على الأنظمة الغذائية التي يتبعونها. كما لم يوجهوا اهتمامهم إلى أي أطعمة خاصة دون أخرى، بل تركوا لهم الحرية الكاملة في أكل ما عهدوه وألفوه في سائر الأيام. ولكن ما حدث هو أنه في الأسابيع الستة الأولى من الدراسة، زاد استهلاك بعض الطلبة لبعض الأغذية بشكل عفوي وتلقائي، وتزامنت هذه الزيادة لدى بعضهم باحمرار، ولدى آخرين باصفرار، ولدى غيرهم بتقلب لون طبقة البشرة ما بين فاتح وداكن، وهذا طبعاً بناءً على قراءات أبعاد اللون التي وفرها مقياس الضوء الطيفي. غير أن ذلك لا يعني أن الإنسان قد يرصد بعينه المجردة هذه التغييرات، أو أنه سيُعجب بها في حال رصدها. ما دفع الباحثين إلى إجراء دراسة أخرى. وهذه المرة عرضوا على 24 طالبا وطالبة صور رجلين وامرأتين لكي يلحظوا ما طرأ على لوني بشرتهما من تغيرات بعد تناول الفواكه والخضراوات لمعرفة كيف ستكون استجابتهم على مستوى التنويع والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه. «لونك ما تأكل» طُلب من الطلبة المشاركين في الدراسة الثانية الاختيار ما بين 22 زوجاً من وجوه أشخاص والحكم أيهما يبدو أكثر نضارةً وصحةً وجاذبيةً. وكان تناول الطلبة فواكه وخضراوات بمعدل 2,9 مرةً في اليوم كافياً للتمييز بينهم على أساس المظهر الصحي، مع ملاحظة تحسن المظهر أكثر تناسُباً مع عدد مرات تناوُل الفواكه والخضراوات. وعلى النحو ذاته، كان أكل الخضراوات والفواكه بمعدل 3,3 مرةً في اليوم كافياً للطلبة المشاركين للتمييز فيما بينهم على أساس جاذبية المظهر، مع تسجيل كون الطلبة الذين أكلوا كميات أكبر تمتعوا بنضارة وجه وجاذبية أكبر. لكن يجدُر التذكير أن معظم المشاركين في الدراسة كانوا من أصول قوقازية. وتوصل الباحثون بعد إتمام دراستهم إلى أن تناوُل الفواكه والخضراوات بمعدل 3,3 مرات يومياً يُحدث على المدى المتوسط نتائج مذهلة على مستوى البشرة والمظهر. ويقول روس وايتهيد، قائد فريق البحث وأستاذ علم النفس في جامعة سانت أندروز، “التغيير الطارئ على المظهر بسيط، لكنه مهم باعتباره طبيعياً وليس صناعياً ولا ناتجاً عن جراحة”. وأشار روس إلى أنه عند اعتبار معدل عدد المرات الموصى به لشخص يكتسب جسمه 2,000 سعرة حرارية يومياً، فذلك يعني تناول الفواكه والخضراوات تسع مرات يومياً، مع استثناء البطاطس، لكن على أن لا تتجاوز كل مرة كميةً قليلةً لا تزيد عن نصف كوب من الفواكه أو الخضراوات المشكلة. ويقول الدكتور ديفيد هيبر، مدير مركز التغذية الإنسانية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ومؤلف كتاب “لونك هو أكلك”، “إن هذا المقياس يجعلنا نجزم أن غالبية الأميركيين غير مؤهلين لعضوية نادي الأكثر جاذبيةً نظراً لأن أنظمتهم الغذائية في الوقت الحالي غير صحية، ولا تحتل الفواكه والخضراوات فيها إلا مكاناً هامشياً”. ويضيف هيبر ساخراً “معظم الأميركيين يتناولون الخضراوات ثلاث مرات في اليوم، لكن على شكل بطاطس مقلية وخس أبيض مفروم وكتشب الطماطم”، في إشارة طبعاً إلى ملحقات الوجبات السريعة. هشام أحناش عن “لوس أنجلوس تايمز”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©