دعا النظام الليبي المتمردين في مصراتة إلى الاستسلام مباشرة إلى القيادات الشعبية بالمدينة مقابل العفو التام دون أي ملاحقة قانونية ابتداء من أمس وحتى 3 مايو الحالي، مهدداً باستهداف أي سفينة تدخل ميناء مصراتة تحت أي مبرر، وقال إن قواته تسيطر على مداخل المدينة، وأنها تمكنت من تعطيل مينائها، الأمر الذي نفاه حلف شمال الأطلسي “الناتو” مؤكداً أنه لم يجد دليلاً يدعم مزاعم حكومة طرابلس بأنها تسيطر على المرفأ. وتجدد القتال صباح أمس في مصراتة المحاصرة منذ شهرين لدى محاولة دبابات تابعة لقوات القذافي التقدم نحو المدينة آتية من المطار الذي تسيطر عليه، وأكدت مصادر عدة مقتل 10 أشخاص وإصابة 20 آخرين، بينما أفادت مصادر طبية بأن المعارك التي دارت في منطقة الغيران القريبة من المطار أمس الأول، أوقعت 18 قتيلاً و83 جريحاً. بالتوازي، أفاد الثوار بوقوع هجوم شنته كتائب القذافي على مدينة جالو في الصحراء الليبية على بعد نحو 300 كلم جنوب بنغازي وقتلوا 6 مدنيين، مبدين تخوفهم من فتح “جبهة جديدة” في منطقة صحراوية نائية . كما أكدت المعارضة الليبية أن قوات الأمن الليبية فتحت النار على محتجين في طرابلس في وقت متأخر الليلة قبل الماضية، في ما يبدو أنها أول تظاهرات خلال أسابيع داخل العاصمة ضد نظام العقيد القذافي.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم في مؤتمر صحفي بطرابلس مساء أمس الأول، أن قوات النظام الليبي لن تسمح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى مصراتة سوى “عن طريق المداخل البرية وتحت إشراف القوات المسلحة”.
وكانت القناة الليبية أعلنت أنه “تم اليوم (الجمعة) وفي سلسلة من النجاحات التي تحققها القوات المسلحة الليبية خروج ميناء مصراتة عن العمل”. وأضافت “ويقتصر دخول أي معونة لأهالي المدينة عبر المداخل البرية وتحت إشراف القوات المسلحة، وأن أي محاولة لدخول الميناء ستضرب بقوة مهما كانت المبررات”.
ونقلاً عن بيان لوزارة العدل، وجه إبراهيم خلال مؤتمره الصحفي نداء إلى أهالي مصراتة بقوله “تنفيذاً لتوجهيات القائد معمر القذافي وبالتنسيق مع مؤسسة القذافي للتنمية”، يدعو “جميع الجماعات المسلحة من أهالي مصراتة إلى تسليم أسلحتهم مباشرة إلى القيادات الشعبية مقابل العفو التام دون أي ملاحقة قانونية ابتداء من الجمعة وحتى 3 مايو”. وأضاف أنه “تم التنسيق مع الهلال الأحمر للسماح للمجموعات المسلحة بالالتحاق بأهلهم سواء داخل ليبيا أو خارج ليبيا أو للعلاج”. وذكرت مصادر المتمردين بعد ظهر أمس الأول، أن القوات الحكومية شنت هجوماً بمساندة الدبابات على قطاع الغيران قرب مطار مصراتة. وسمع صحفيون دوي انفجارات عنيفة ومعارك مستمرة، خصوصاً حول مطار المدينة المتمردة غرب ليبيا. وقال المقاتل إبراهيم أحمد بوشقة المصاب بجرح في جبهته “لقد أوقفناهم خارج الحدود في الوقت الراهن”، في إشارة لمنطقة الغيران. وأوقعت المعارك 18 قتيلاً و83 جريحاً أمس الأول، حسب مصادر طبية.
وقرب مطار مصراتة نفسه، تجددت المعارك صباح أمس، بشكل كثيف، وكما حصل أمس الأول، حاولت دبابات تابعة لقوات القذافي أمس التقدم نحو المدينة آتية من المطار حيث تتمركز. ويقع المطار على بعد كيلومترين جنوب غرب المدينة. وأكدت مصادر عدة أن 10 أشخاص قتلوا وأصيب 20 آخرون. من جهة أخرى، قال مصدر من التمردين في اتصال هاتفي مع فرانس برس أنه “دخلت 70 عربة جالو الصحراوية آتية من الجنوب” مضيفاً “قتلوا 6 مدنيين أحدهم كان يشتري خبزاً والخمسة الآخرون موظفون”.
ووقع الهجوم صباحاً وواصلت قوات النظام تقدمها شمالاً باتجاه أجدابيا على بعد 150 كلم عن جالو. وقال مصدر آخر في المعارضة “يبدو أن القذافي بصدد فتح جبهة أخرى في الجنوب”. وذكر جلال القلال متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي “هذا ليس مؤشراً جيداً” مؤكداً وقوع الهجوم وحصيلته. وأضاف أن “القذافي أرسل قواته إلى الصحراء لإشاعة الخوف والقتل والدمار، لكنه لا يملك قوات كافية للحفاظ على انتصاراته”.
سفينة إنسانية عالقة بمصراتة
مصراتة (أ ف ب) - قالت منظمة "مرسي كوربس" إن سفينة إنسانية كانت عالقة أمس، في مرفأ مصراتة التي تحاصرها قوات القذافي، وإن سفينتين تنتظران في عرض البحر الإذن من حلف شمال الأطلسي للرسو في الميناء. وأعلن الحلف أمس الأول، إزالة ألغام بحرية وضعتها القوات الموالية للعقيد معمر القذافي في ميناء مصراتة. وقال فاضل مقدم من منظمة "مرسي كوربس" إن المرفأ كان لا يزال "خارج العمل" أمس، بانتظار الإذن من حلف الأطلسي. وتنتظر السفينة الإنسانية التركية التي أبحرت لإجلاء مدنيين ليبيين، قبالة المدينة منذ يومين، كما وصلت صباح أمس، سفينة للمنظمة الدولية للهجرة من المقرر أن تنقل نازحين أفارقة. وهناك سفينة ثالثة ينبغي أن تبحر إلى مالطا تنتظر في المرفأ. وينتظر مئات النازحين الأفارقة، معظمهم من غانا والنيجر، في مخيم بائس، ترحيلهم بعد أن نفد كل ما لديهم من ماء وطعام، وباتت ظروف بقائهم لا تحتمل، كما يقول أحدهم. ويضيف الشاب الغاني "نحن قرابة ألف شخص في هذا المخيم بانتظار ترحيلنا".
عدد اليوم
