تواصلت الاعتداءات والاغتيالات في العراق امس مما أسفر عن سقوط 18 قتيلاً بينهم جندي اميركي، في وقت اعلنت الحكومة العراقية عن مبادرة عفو عن عراقيين "افراد" تورطوا في الانضمام إلى تنظيم "القاعدة".
وأعلنت الشرطة العراقية امس عن مقتل القاضي طعمة جبار التميمي مع زوجته وابنته واحد حراسه، إثر تفجير منزله بعبوات ناسفة فجرا في منطقة التاجي شمال بغداد، وقالت "ان مسلحين مجهولين فخخوا منزل قاضي التحقيق في محكمة استئناف الكرخ في قرية ركية وفاضل بمنطقة التاجي وفجروه، مما اسفر ايضا عن اصابة احد اولاده بجروح، وقبل ذلك عمدوا الى قتل حارس المنزل بواسطة سلاح كاتم للصوت".
وذكر مصدر في وزارة الداخلية أن ثمانية مسلحين يرتدون زيا عسكريا اقتحموا ايضا منزل أحد العاملين بوزارة الصناعة وقتلوه مع ابنته في التاجي، واوضح ان المهاجمين اشتبكوا مع سكان أثناء مغادرتهم المنزل مما اسفر عن مقتل احدهم واثنين من السكان، فيما كشفت مصادر برلمانية عن قيام مسلحين يرتدون الزي العسكري بمهاجمة أحد رجال الصحوة وقتل ابن عمه وابنته وابن اخيه في شمال الكاظمية بمنطقة القادرية.
وقال مسؤول في الشرطة ان 8 اشخاص على الاقل بينهم 5 جنود قتلوا واصيب 19 آخرون بجروح عندما فجر مهاجم انتحاري نفسه عند نقطة تفتيش للجيش العراقي بجوار سوق في مدينة الموصل.
واعلن الجيش الاميركي مقتل احد جنوده خلال عملية كان الجيش ينفذها جنوب العراق، دون مزيد من التفاصيل، وبذلك يرتفع عدد الجنود والعاملين مع الجيش الاميركي الذين سقطوا في العراق منذ اجتياحه عام 2003 الى 4452 قتيلا.
وأفاد مصدر امني في الديوانية بانفجار عبوة ناسفة لدى مرور رتل للقوات الأميركية شمال المدينة، مبينا أن التفجير أدى إلى تدمير احدى الآليات العسكرية واحتراقها، وقال المصدر إن القوات العراقية ضربت طوقاً حول منطقة الحادث ومنعت اقتراب المارة.
فيما حلقت مروحيات اميركية على ارتفاع منخفض، من دون أن تتسنى معرفة الخسائر البشرية الناجمة عن الانفجار.
وتعرض معسكر ايكو الواقع غرب الديوانية الى قصف بأربعة صواريخ كاتيوشا، ولم تعرف الخسائر البشرية او الاضرار المادية الناجمة عنه، فيما اسفر انفجار عبوة ناسفة على الطريق الرابط بين مدينتي بلد والإسحاقي شمال بغداد استهدف رتلا اميركيا عن تدمير آلية تخصصية لمعالجة العبوات الناسفة ومقتل وإصابة من فيها.
واعلن مصدر حكومي عن تدمير آلية اميركية في مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار بغرب العراق، كما تعـرضـت قاعـدة البكر الجوية التي يتخذها الجيش الأميركي قاعدة رئيسية في العــراق الى هجـوم بقذيفتـي هاون عيار 82 ملم، واكد مصدر حكومي ارتفاع سحابة من الدخان الاسود الكثيف من الموقع المستهدف داخل القاعدة، لكن لم تعرف الخسائر البشرية او الاضرار المادية الناجمة عن الهجوم.
الى ذلك، اعلنت الحكومة العراقية امس عن مبادرة عفو عن عراقيين تورطوا في الانضمام الى تنظيم "القاعدة"، موضحة ان الامر يشمل افرادا وليس تنظيم القاعدة ككيان، وقال وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية عامر الخزاعي "المبادرة تفتح الباب امام افراد عراقيين عملوا بشكل او بآخر او اجبروا على الانضمام الى تنظيم القاعدة وتورطوا معه".
واضاف "نريد ان نعطي هؤلاء فرصة، كأفراد وليس ككيان، لنساعدهم في التخلص من تنظيم القاعدة الذي يمثل وصمة عار"، واكد "ان تنظيم القاعدة ككيان لا يرغب بالتصالح لا في العراق ولا في افغانستان ولا في اليمن ولا افريقا وليس لديه تجربة مصالحة، ولا يريد المصالحة".
وأعلن ان عددا من الافراد بادروا بالاتصال وسيتم اجراء اتفاقات فردية، واشار الى ان سقف المصالحة مفتوح امام جميع العراقيين الا على هؤلاء الذين حظرهم الدستور (في اشارة الى حزب البعث المنحل) والذين لا يرغبون بالمصالحة".
وحول الضمانات التي تقدمها الحكومة، قال الخزاعي "اذا كان الشخص عليه مطالبة بالحق الشخصي فلا يمكن التنازل عنه، اما اذا كان مطلوبا فقط لانتمائه فإن القضاء سيبت به، ويطلق سراحه ما دام لم يلطخ يده بدماء العراقيين".
عدد اليوم
