حملة دبلوماسية فلسطينية لدعم اتفاق المصالحة

أعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية أمس أنها أطلقت حملة دبلوماسية حثيثة لدى الأطراف الدولية لإقناعها بدعم اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي “فتح” و”حماس”، فيما أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة “حماس” إسماعيل هنية استعدادها للاستقالة من أجل إنجاح الاتفاق. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لإذاعة فلسطين “إن السلطة تجرى اتصالات مكثفة مع كل دول العالم، خاصة الولايات المتحدة والدول الأوروبية، لطلب دعم خطوة المصالحة الفلسطينية”. وأضاف أن الدول المذكورة أكدت للقيادة الفلسطينية أن المهم هو برنامج الحكومة الفلسطينية الجديدة المرتقبة. وشدد عريقات على أن حملة دبلوماسية أطلقتها إسرائيل أمس الأول في أنحاء العالم لتقويض اتفاق المصالحة إنما هي ذريعة لعدم استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المجمدة بسبب الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة. وقال “عندما كنا نطلب من (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو المفاوضات على أسس واضحة كان يخاطب العالم قائلاً: مع من أصنع السلام؟ مع الضفة الغربية أم مع غزة؟ مستخدماً ذلك ذريعة لعدم المضي قدماً في السلام”. وأضاف “الحكومة الإسرائيلية لا يهمها الشعب الفلسطيني، وواضح جداً من تصريحات قادتها أن المصلحة العليا للحكومة الإسرائيلية تكمن في استمرار الانقسام الفلسطيني، وأنها تتخذ من أي مسألة داخلية فلسطينية كذريعة لعدم المضي في عملية السلام”. من جهة أُخرى أكد هنية استعداد حكومته لتقديم استقالتها من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بموجب اتفاق المصالحة . وقال هنية، في بيان أصدره في غزة إن “الحكومة مستعدة لتقديم الاستحقاق المترتب على اتفاق المصالحة، خاصة أنها ذلَّلت العقبات، وشجعت وفتحت الباب واسعا أمام هذه اللحظة الوطنية، وعلى أكثر من صعيد”. وأضاف “لقد اجتمعت مع وفد حركة حماس الذي شارك في حوار القاهرة، واستمعت منه إلى شرح وافٍ بشأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع حركة فتح برعاية الأشقاء في مصر، حيث اتضح أنه تم التوصل إلى تفاهمات محددة بشأن القضايا والملفات العالقة”. وقال هنية “نثمن عالياً الجهد المصري الذي شكل في هذه المرحلة رافعة أساسية لإحداث الاختراق المنشود، وجاء تتويجاً للجهود الفلسطينية والعربية التي بذلت على هذا الصعيد”. وأضاف “نقدِّر عالياً المسؤولية الوطنية التي تحلت بها قيادة الحركتين، وعكست روحاً جديدة ساهمت في طي صفحة الخلاف، وفتحت الباب أمام استعادة الوحدة الوطنية لترسيخ الشراكة السياسية والأمنية. وقال هنية “إن الاتفاق عكس الاستراتيجية الثابتة لدى الحكومة الفلسطينية وحركة حماس نحو المصالحة الفلسطينية، والتي تجلت في محطات عديدة على مدار سنوات الخلاف، إيماناً بما للوحدة الوطنية من أهمية قصوى في هذه المرحلة بالذات من أجل القضية (الفلسطينية) والقدس وحمايتها والدفاع عن مقدساتها وأهلها، ومن أجل حماية الحقوق والثوابت الفلسطينية جاءت هذه المصالحة التي طالما نادينا بها ودعونا لها”. ودعا إلى “تكاتف الجهود ضد العراقيل التي يضعها الأعداء أمام اتفاق المصالحة لمواجهتها، وقطع الطريق على محاولات النيل من عزيمة وإرادة التصالح والوئام الوطني”. في الوقت نفسه، أدان النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي في “حماس”، أحمد بحر، “محاولات الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية إجهاض اتفاق المصالحة الفلسطينية”. ودعا في بيان مماثل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وحركة “فتح” بزعامته، إلى “تجاهل التهديدات الإسرائيلية والأميركية والتعامل بحنكة وثبات واقتدار مع المرحلة المقبلة”. وذكر أن الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية “ترغبان في إدامة وتكريس الانقسام الفلسطيني، وتعملان بكل جهد لتفجير الجبهة الفلسطينية الداخلية، والقضاء على فرص النهوض الفلسطيني، وبناء مقومات وركائز البناء والتحرر الوطني”. في سياق متصل، أعلن سفير مصر لدى السلطة الفلسطينية في رام الله، ياسر عثمان، أن التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية سيتم رسمياً في القاهرة يوم الأربعاء المقبل، بحضور عباس، وقادة الفصائل الفصائل الفلسطينية، وبينهم رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، خالد مشعل، ومسؤولون مصريون. وقال في تصريح لصحيفة “الأيام” الفلسطينية “تمت دعوة جميع الفصائل رسمياً للقدوم إلى القاهرة من أجل المشاركة في هذه الفعاليات”. وأوضح أن ممثلي الفصائل سيصلون إلى القاهرة غداً الاثنين المقبل، على أن يعقد اجتماع بعد غدٍ الثلاثاء لمناقشة محضر الاجتماع الذي وقعت عليه “فتح” و”حماس”، ويجري الاحتفال رسمياً بالاتفاق يوم الأربعاء في مقر جامعة الدول العربية. وأضاف “فيما يتعلق بالخطوات التنفيذية اللاحقة، فإن هذا متروك للفصائل الفلسطينية. مصر ستدعم كل الجهود الفلسطينية الهادفة لإنهاء الانقسام الفلسطيني”.