الهاشمي يدعو إيران إلى الانسحاب من الأراضي العراقية

دعا طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي أمس إيران إلى الانسحاب فورا من أراضي بلاده، واصفا ما تعرض له حقل الفكة النفطي بـ”العدوان السافر” على السيادة العراقية. وفي الاثناء كشفت نائبة عراقية لـ”الاتحاد” عن وجود اتفاقية بين وزارتي الدفاع العراقية والإيرانية لم يطلع مجلس النواب عليها وفوجئ بوجودها، في جلسة تجاهلت مناقشة أزمة الفكة والاحتلال الإيراني الذي كان مدرجا على جدول الأعمال. ونقل المكتب الصحفي للرئاسة العراقية اليوم عن الهاشمي قوله قبل مغادرته بغداد إلى الدوحة تلبية لدعوة موجهة له من أمير قطر “ما تعرض له حقل الفكة النفطي يؤكد من جديد مطامع إيران في الأراضي العراقية وفي ثروات العراق وانسحاب إيران إلى سواتر ترابية محيطة بالبئر النفطي وإنزال العلم الإيراني لا يكفي”. ودعا إلى عدم “تعليق هذا الموضوع على خلفية مزاعم كاذبة على أساس أن هذا البئر هو بئر متنازع عليه”. وذكر أن “البئر الرابع يقع ضمن الأراضي العراقية وعلى هذا الأساس أوجه ندائي إلى إيران، وأذكرها بما تقوله من إنها مع العراق وأنها تدعم العملية السياسية فإذا كانت إيران تطمح إلى علاقات جيدة مع العراق لتكف أذاها عنه”. وأضاف الهاشمي أن هذا التصرف الإيراني أثار مشاعر العراقيين جميعا خصوصا في الفرات الأوسط وفي الجنوب، مشيدا بمواقف العراقيين، خصوصا عشائر الجنوب. وأوضح أن “العراق ليس ضعيفا ولن يقبل أن يساوم على سيادته وعلى أرضه ومصالحه، وإذا كان وضع العراق اليوم حرجا وصعبا فإنه سيتعافى والعراقيون سيعالجون جراحاتهم ويصطفون ويتوحدون خلف راية المشروع الوطني”. وتابع “لن نقبل تحت أي ظرف من الظروف أي مساومة تتعلق بالسيادة، الاضطراب اليوم وعدم وجود علاقات رصينة بين العراقيين أنفسهم يغري الآخرين وهذه دعوة للجميع أن يعيدوا حساباتهم لأنهم مستهدفون ووحدة صفنا هي التي ستردع أي طامع من أن يمد يده على أرضنا وثرواتنا وخيراتنا”. وقال “على إيران أن لا تنقل مشاكلها الداخلية إلى العراق، هذه دعوة إلى إيران لأن تثبت مصداقيتها وإنها فعلا مع العراق ومع الشعب العراقي ومع العملية السياسية، وأن لا تعمل على زعزعة استقرار العراق في هذه الظروف الصعبة”. وكان مجلس النواب العراقي اجتمع أمس وعلى رأس أجندته مناقشة احتلال إيران لبئر في الفكة، لكن المشكلة لم تطرح مما فاجأ الكثير من النواب معبرين عن استغرابهم لعدم مناقشة القضية. وقالت النائبة عالية نصيف جاسم لـ”الاتحاد” إن بعض السياسيين العراقيين ضمن العملية السياسية هم حواضن للرغبات الإيرانية، لديهم انتماءاتهم الخاصة التي تمنعهم من المعارضة على قضية تخص إيران، مؤكدة أن أعضاء البرلمان استغربوا من عدم إدراج قضية الفكة على جدول الأعمال”. وكشفت جاسم عن وجود اتفاقية بين وزارتي الدفاع العراقية والإيرانية لم يطلع مجلس النواب عليها وفوجئ بها، معتبرة أنها باطلة ومشككة في محتواها، موضحة أن أي اتفاق يبرم باسم الحكومة دون النواب يعتبر باطلا. وأكدت مصادر برلمانية مطلعة فضلت عدم الكشف عن أسمائها لـ”الاتحاد” بأنه كان مقررا مناقشة قضية الفكة قبل يوم وكانت ضمن جدول الأعمال لكن الجميع فوجئ بحذفها من الجدول. من ناحيته قال النائب عن الكتلة العربية المستقلة عمر الجبوري إن إغفال مجلس النواب مناقشة مسألة احتلال إيران لبئر في حقل الفكة النفطي دليل على تعرض أعلى سلطة في البلد إلى ضغوطات من جهات رفض الكشف عنها. لكن عمر المشهداني المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب أكد عزم المجلس بحث جميع ملابسات الاعتداء الإيراني وإجراءات الحكومة بهذا الصدد بحضور وزير الخارجية هوشيار زيباري. وقال للصحفيين إن رئيس المجلس إياد السامرائي وجه دعوة لزيباري للحضور إلى البرلمان وبحث عدد من القضايا بينها قضية الفكة وخروج العراق من البند السابع والسياسة الخارجية للعراق. وأضاف أن وجود زيباري خارج العراق أجل بحث هذا الموضوع في جلسة أمس وستكون استضافة الوزير اليوم الأربعاء أو غدا الخميس. وكانت إيران وصفت أمس الأول أزمة الفكة بأنها “سوء فهم” ودعت خبراء من البلدين لدراسة قضايا ترسيم الحدود. وأبلغ رامين مهمانبرست المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية مؤتمرا صحفيا “موقفنا شديد الوضوح، كان هناك سوء فهم، وأن وزيري خارجية البلدين توصلا “لتفاهم” يوم السبت الماضي”. وقال مسؤول حدودي في إيران إن القوات الإيرانية عادت إلى مواقعها الأصلية بعد تفكيك حاجز أقامته القوات العراقية قرب بئر النفط العراقي. على الصعيد نفسه شكل مجلس عشائر التحرر والبناء جنوب العراق كتيبة أطلق عليها (كتيبة أسد الله الغالب). وقال محمد البهادلي لـ”الاتحاد” إن مؤتمرا عقد يوم أمس في البصرة ضم شيوخاً من البصرة وميسان وذي قار، تم فيه الاتفاق على تشكيل هذه الكتيبة للدفاع عن أرض العراق من الأطماع الإيرانية.