السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد عيد: المشهد السياسي هزلي وينافس أفلامي الكوميدية

أحمد عيد: المشهد السياسي هزلي وينافس أفلامي الكوميدية
27 ابريل 2012
(القاهرة) – يتابع أحمد عيد ردود الأفعال وإيرادات فيلمه الجديد “حظ سعيد”، الذي يطرح من خلاله وجهة نظره لأيام ثورة 25 يناير كما يتناول بأسلوب ساخر التيارات السياسية المختلفة ولكنه فوجئ بهجوم عنيف من تيار الإخوان المسلمين قبل أن يشاهدوا الفيلم وقبل طرحه في دور العرض. ويقول أحمد عيد لـ”الاتحاد”: فكرة الفيلم عرضها عليَّ الشاعر والمنتج سامح العجمي فأعجبتني ووجدتها مناسبة للأحداث الحالية، ولا تقحم السياسة في الدراما بشكل مباشر ومفتعل، والفيلم تأليف أشرف توفيق، وإخراج طارق عبدالمعطي، ويشارك في بطولته مي كساب وأحمد صفوت وبدرية طلبة، ويدور في إطار كوميدي حول “سعيد” الذي يرتبك بعد وقوع الثورة ويصبح فريسة للحيرة وسط التيارات السياسية التي ظهرت بعد 25 يناير. البطل بائع «سريح» ويضيف عيد أنه فيلم كوميدي خفيف، ولا يتعرض للسياسة بشكل عميق، ولا يرصد أو يؤرخ للثورة بقدر ما يرصد لحكاية بسيطة بطلها بائع “سريح” يبحث عن شقة لكي يتزوج وتأتي الثورة وما يعقبها من حالة ارتباك، فتضيع الشقة ويرتبك الشاب لأنه لا يفهم ماذا يفعل في حياته أمام كل هذه المعلومات السياسية التي يجد نفسه محاطاً بها، خاصة أن الثورة قسمت الناس الى من هم معها ومن هم ضدها، والمواطن غير المثقف سياسياً تاه بسبب الانقسام، وأحداث الفيلم فيها جزء قبل الثورة وجزء بعدها لتوضح مدى التباين الذي حدث. وقال إن شخصية “سعيد” لم تكن مرهقة له لمعاصرته أحداث الثورة، وتواجده داخل ميدان التحرير. وأن أكثر ما أرهقه هو تصوير الفيلم حيث إن هناك العديد من المشاهد التي كانت تتطلب تجمعات بالإضافة الى المشاهد الخارجية التي كانت في العديد من الأماكن مثل “ماسبيرو وميدان مصطفى محمود” حيث توقف العمل كثيراً بسبب الزحام. وأوضح عيد أن نهاية الفيلم كان من الأفضل أن تكون خيالية “فانتازيا” بخلاف الأحداث الواقعية التي يغلب عليها الطابع المأساوي ولكن في نفس الوقت هناك سخرية واضحة حيث بعد مرور العديد من السنوات توجد أشياء لم تتغير وهذه مخاوف لدى العديد من شرائح الشعب المصري. أنا حزين وحول غضب شباب الإخوان المسلمين من “برومهات” الفيلم والتي فسروها بانه يتهكم على جماعة الإخوان قال: أعترض بالأساس على أن يحكم أحد على فيلم من دون مشاهدته خاصة أنني لا أرى أي سخرية فالأحداث والجمل عادية وتأتي في سياق العمل وحتى لو فرضنا جدلاً أنني أنتقدهم في الفيلم فهذا حقي كفنان والمفترض ألا يغضب الإخوان بعد أن دخلوا معترك السياسة فهل نكرر ما كان يحدث في النظام البائد الذي يرفض أي وجهة نظر معارضة الى جانب أن غضبهم لا يعطيهم الحق أبداً في وصف أفلامي بالتافهة رغم ان رأيهم في أفلامي كان غير ذلك خاصة في فيلمي “انا مش معاهم” فبعد نزول الفيلم لدور العرض استضافني برنامج “البيت بيتك” واتهمني احد النقاد حينها أنني إخواني وأقوم بعمل دعاية للإخوان وبعدها دعاني الموقع الإسلامي “إسلام أون لاين” واحتفلوا بالفيلم وبقيمة رسالته وأشادوا به وبعد اللقاء الذي أجروه معي صلينا جماعة وانصرفت وسط ترحيب كبير وإعجاب شديد، ولم أشأ الإعلان عن هذا الموضوع وقتها حتى لا يتصور البعض أنني بالفعل إخواني فأنا لست إخوانيا وإن كنت لست ضدهم، وقد حدث هذا حينما كان الإخوان يعانون الاضطهاد والظلم والآن بعد أن تصدروا المشهد أصبحت أفلامي تافهة لأنهم اعتقدوا أنني أهاجمهم، لقد وقفت في الميدان وكتفي ملاصق لكتف الداعية صفوت حجازي وكنا ندافع عن ثورتنا فهل سيأتي اليوم ليتهمني د. صفوت أو أي ممن ينتمي للتيارات الإسلامية بالتفاهة؟ أنا حزين فأنا فنان مسلم يدرك قيمة ما يفعله ولن يزايدوا على إيماننا ومبادئنا أبداً. لا يحمل أي إساءة وعن خوفه من تأثير هذا الهجوم على نسبة الإقبال على مشاهدة الفيلم قال: لا أخشى أي تأثير على نسبة الإقبال فنحن اجتهدنا وقدمنا عملاً فنياً نتمنى أن يحالفه النجاح مع التأكيد انهم لو شاهدوا الفيلم سيتقدمون لي بالاعتذار خاصة أننا في الفيلم نشيد بالدور المهم الذي لعبه الإخوان في الثورة من خلال شاب بسيط عاطل لا ينتمي لأي توجه سياسي يذهب للتحرير حينما يعلم أن شقيقته تشارك في الثورة ليعيدها الى المنزل وحينها يسمع كلاما يتردد عن أن الفرصة متاحة للإخوان ليتقلدوا السلطه لأنهم التيار الأكثر تنظيماً فيرغب في الانضمام لهم لكي يحصل على فرصة عمل وفي الميدان يسمع كلاما عن موقف الإخوان الداعم للثورة وتضحياتهم وبالتالي فنحن بشكل أو بآخر نشير الى الدور الذي لعبه الإخوان في الثورة، وبعد عرض تريلر لا يحمل أي إساءة أفاجأ بهذا الهجوم وبوصف أعمالي بالتافهة. عصر الكوميديا الواقعية يسخر أحمد عيد من المشهد العام الذي تعيشه مصر حاليا ما بين جلسات البرلمان ومرشحي الرئاسة فيقول: نحن نعيش عصر الكوميديا الواقعية ولن أبالغ إذا قلت إن المتقدمين للترشح للرئاسة هم أكثر المنافسين لفيلمي ومن لا يصدق فليشاهد وجوههم أو يتابع البرامج التي تستضيفهم أو يشاهد جلسات البرلمان، فنحن نعيش مرحلة هزلية تمثل قمة الكوميديا والسخرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©