إسرائيل ترفض شروط «حماس» لإطلاق شاليط

أعلنت إسرائيل امس، أنها غير مستعدة للموافقة على كل المطالب التي طرحتها حركة “حماس” في اتفاق تتوسط فيه ألمانيا لإطلاق سراح جندي إسرائيلي أسير، مقابل الإفراج عن مئات من الأسرى الفلسطينيين. وكان مسؤول من الحركة قد قال في وقت سابق، ان الوسيط وصل الى قطاع غزة امس، حاملا رد اسرائيل على اتفاق مقترح، لكن “حماس” قالت في وقت لاحق، ان الوسيط أرجأ زيارته للقطاع. وصرح مسؤول آخر مقرب من المفاوضات، بان الوسيط سيصل غزة اليوم الاربعاء، لان اسرائيل ارادت تعديل ردها على مطالب “حماس” وطلبت منه ارجاء اجتماعاته. وصرح ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي، بان عودة جلعاد شاليط أولوية بالنسبة لاسرائيل، لكنه قال للصحفيين ان اسرائيل غير مستعدة لان تدفع “اي ثمن” مقابل اطلاق سراحه. وتجري وساطة لمبادلة سجناء يقول مسؤولون انها ستشمل تحرير الجندي الإسرائيلي، مقابل الافراج عن نحو 1000 فلسطيني، من بين 11 ألفا تحتجزهم اسرائيل في سجونها. وقال مسؤولون مطلعون على المحادثات، ان اسرائيل مصممة على منع الاشخاص الذين ادينوا بقتل اسرائيليين، من العودة الى ديارهم في الضفة الغربية المحتلة، والاراضي الواقعة قرب مدن اسرائيلية، وانهم قد يعادون الى قطاع غزة أو دول اجنبية. وذكر المسؤولون ان “حماس” وافقت على نفي بعض السجناء المفرج عنهم، لكنها تريد ان تترك لهم حرية اختيار الجهة التي يرحلون إليها. ولم يتضح ما اذا كانت اسرائيل قد تخلت عن معارضتها للافراج عن 20 ناشطا بارزا من “حماس” طالبت الحركة بالافراج عنهم، بينما تحملهم اسرائيل مسؤولية هجمات قتل فيها عشرات الاسرائيليين. وكان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي، قد اجرى محادثات مطولة مع وزراء في حكومته امس الاول بشأن اتفاق المبادلة. واكتفى بيان مقتضب أصدره مكتب نتنياهو بعد محادثات الليلة قبل الماضية، بالقول إن رئيس الوزراء أعطى تعليمات لفريقه التفاوضي “لمواصلة الجهود لاعادة الجندي الاسير إلى الوطن” وهو ما يشير - فيما يبدو - إلى أن اسرائيل لم تقبل شروط “حماس” لابرام اتفاق المبادلة. وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم “حماس” لوكالة “فرانس برس” امس: “نعتبر ان المشهد الذي حدث امس داخل الحكومة الاسرائيلية (المصغرة) دليل على ان اسرائيل مسؤولة عن عرقلة وتأخير التوصل لاتفاق بشأن تبادل الاسرى”. واضاف ان “الانقسام داخل الحكومة الاسرائيلية مسؤول عن عرقلة التوصل لاتفاق”. وشدد ابو زهري على ان حماس”لن تغلق باب المفاوضات بهذا الشأن على قاعدة المواقف والشروط التي تتمسك بها الحركة”. وكان قد ساد انقسام كبير الحكومة المصغرة التي تضم سبعة وزراء عقدوا خمسة اجتماعات خلال 24 ساعة، حيال الموقف الواجب اتخاذه من شروط مبادلة الجندي شاليط بمعتقلين فلسطينيين. وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية امس، ان وزير الدفاع إيهود باراك يقود الرأي الداعي إلى الموافقة على الصفقة بصيغتها المطروحة، ويشاركه الرأي الوزيران إيلي يشاي ودان مريدور. بينما يتخذ كل من وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان والوزيران موشي يعلون وبيني بيغين موقفا متشددا.ذكر مسؤول إسرائيلي، ان ليبرمان، هدد نتنياهو بانه سينسحب من الحكومة، إذا وافق على صفقة شاليط في اطارها الحالي، اي وفقا لشروط “حماس” الأخيرة . وذكرت الصحيفة، أن رئيس الأركان غابي أشكنازي يتخذ موقفا صارما مؤيدا للصفقة، بينما يعتقد رئيس الاستخبارات “الشاباك” يوفال ديسكين الذي وصفته الصحيفة بأنه “الرجل المفتاح” بأن في الإمكان إتمام الصفقة، شريطة أن يتم نفي أسرى الضفة الغربية الكبار. وفي المقابل يعترض رئيس “الموساد” مئير داغان، ورئيس مجلس الأمن القومي عوزي أراد بشدة على إطلاق كبار الأسرى الفلسطينيين.