الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الزعماء الأوروبيون يتعهدون بمواجهة الأزمة المالية

الزعماء الأوروبيون يتعهدون بمواجهة الأزمة المالية
5 أكتوبر 2008 23:23
تعهد زعماء أوروبيون بعد محادثات طارئة أمس الأول ببذل قصارى جهدهم لتفادي الأزمة المالية التي انطلقت من وول ستريت وتعصف الآن بالبنوك في أوروبا· وفي الوقت الذي أعلنوا فيه ذلك قال بنك هايبو الالماني للقروض العقارية إنه ''يحارب من أجل البقاء'' بعد تداعي برنامج انقاذ تؤيده الحكومة كما تسعى بلجيكا الى مشتر لما تبقى من بنك ومجموعة فورتيس للتأمين المتداعية بعد أن أممت الباقي الحكومة الهولندية· وقال زعماء فرنسا والمانيا وبريطانيا وايطاليا في بيان ''نلتزم بشكل مشترك بضمان قوة واستقرار نظامنا المصرفي والمالي وسنتخذ كل الاجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف''· وكان هذا البيان الذي صدر بعد محادثات استمرت ثلاث ساعات تقريبا بمثابة اعلان مبادئ ودعوة لتنسيق الردود الوطنية أكثر من كونه إعلانا عن اجراءات جديدة فورية لمعالجة أسوأ ازمة مالية منذ الثلاثينات· وحث الزعماء المفوضية الأوروبية على طرح مقترحات تشريعية في المستقبل القريب بشأن تأمين الودائع المصرفية في الاتحاد الأوروبي وحثوا على اقامة مجمعات إشرافية عبر الحدود بشكل فوري لتحسين عمليات الرقابة عبر الحدود· وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي دعا الى هذا الاجتماع الطارئ إنه يتعين على الحكومات التحرك بأسلوب منسق· وأضاف في مؤتمر صحفي وقد وقف الى جانبه الزعماء الآخرون ''اتخذنا تعهدات رسمية كرؤساء دول وحكومات لدعم البنوك والمؤسسات المالية في مواجهة هذه الأزمة''· وأشار بيان الزعماء صراحة الى حقيقة ان قواعد الاتحاد الاوروبي التي تفرض حدودا على العجز في ميزانيات الدول تسمح ايضا بأن يؤخذ في الاعتبارات الظروف الاستثنائية في طلباتها وان هذه الظروف موجودة الان· ويعد هذا اعترافا من الناحية النظرية بأن أي حكومة تواجه عجزا اكبر بسبب الاموال التي ضخت في عمليات انقاذ البنوك او ربما بسبب التراجع الاقتصادي نفسه بوسعها ان تطلب استثناء من حدود العجز التي حددها الاتحاد الاوروبي· ودعا ساركوزي رؤساء حكومات ألمانيا وبريطانيا وايطاليا إلى الاجتماع الذي يأمل أن يرد الثقة إلى القطاع المصرفي وإلى اقتصاد على حافة الركود في معظم أنحاء العالم المتقدم· وقال في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع ''اتخذنا تعهدات رسمية كرؤساء دول وحكومات لدعم البنوك والمؤسسات المالية في مواجهة هذه الأزمة''· وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحريصة على ألا تصبح ممولا مصرفيا في وقت تسعى الحكومات للتوصل إلى استجابة مشتركة على أسوأ أزمة منذ الثلاثينات إن المسؤولين عن المشكلة يجب أن يساهموا في حلها· وأبلغت الصحفيين لدى دخولها لحضور القمة التي يستضيفها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الاليزيه ''على الساسة أن يتحملوا المسؤولية في هذا الوضع بالغ الصعوبة لكن أولئك الذين سببوا الضرر يجب أن يساهموا في الحل''· وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ''متى استلزم الأمر اتخاذ اجراء فعلنا كل ما يلزم وسنواصل اتخاذ اللازم للحفاظ على استقرار النظام المالي· اتفقنا وهذه هي الرسالة الموجهة إلى الأسر والشركات وكما تفعل بنوكنا المركزية بالفعل على ضمان توافر السيولة للحفاظ على الثقة والاستقرار· تلك هي الرسالة التي يريد كل مواطني أوروبا سماعها''· وفي واشنطن قال متحدث باسم البيت الابيض ''نرحب بالمناقشات الاوروبية ونقدر الاهتمام المتواصل بالوضع المؤثر على النظام المالي العالمي·'' وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون انه لن يسمح بافلاس بنك قوي لعدم وجود سيولة· واضاف''سنواصل فعل أي شيء ضروري''· وفي الوقت الذي اجتمع فيه الزعماء الاوروبيون سارعت بلجيكا ولوكسمبورج الى ايجاد مشتر لما تبقى من فورتيس· وقال جينوت كريكي وزير اقتصاد لوكسمبورج ان بنك بي· ان·بي باريبا الفرنسي احد اصحاب العروض المحتملين ويتعين ايجاد حل بحلول نهاية الاسبوع · وجاء هذا عقب تأميم الحكومة الهولندية الأجزاء الأخرى للمجموعة في صفقة قيمتها 16,8 مليار يورو (23,3 مليار دولار) يوم الجمعة بعد أقل من اسبوع من محاولة انقاذ اولى ضخت فيها الحكومات الثلاث 11,2 مليار يورو(15,4 مليار دولار)· وفي ألمانيا قال بنك هايبو ان المصارف وشركات التأمين الالمانية انسحبت من برنامج انقاذ قيمته 35 مليار يورو(48,5 مليار دولار)· وفي ايطاليا دعا يوني كريدت وهو ثاني اكبر بنوك ايطاليا من حيث القيمة السوقية الى اجتماع غير عادي لمجلس ادارته امس الاحد وذلك حسبما ذكر مصدر قريب من البنك والذي قال انه يدرس سبل تعزيز رأس ماله· وسلط الزعماء الاوروبيون الضوء على عدة قضايا يتعين معالجتها على مستوى اوسع بما في ذلك اجتماع لوزراء مالية منطقة اليورو والاتحاد الاوروبي يومي الاثنين والثلاثاء وعقد اجتماع لزعماء مجموعة الثماني بأسرع ما يمكن· ومن بين هذه القضايا دعوة لمزيد من القيود على رواتب المسؤولين التنفيذين بالاضافة الى الحاجة لمراجعة وتعزيز حماية الودائع المصرفية · وأثارت أيرلندا انزعاج البعض عندما وعدت بضمان كل الودائع المصرفية في خطوة دفعت بعض المودعين في بريطانيا إلى نقل المدخرات لفروع بنوك أيرلندية· والدول الأربع التي تمثلها ميركل وبراون وساركوزي ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني في قمة باريس هي أكبر أربعة في أوروبا وهي أيضا أعضاء في مجموعتي السبع والثماني لكبرى البلدان الصناعية· وحضر الاجتماع رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه ورئيس مجلس وزراء مالية منطقة اليورو جان كلود يونكر ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو·
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©