«أخبار الساعة» تحذر من خطر البطالة في العالم العربي

أكدت نشرة “أخبار الساعة” أن ارتفاع معدلات البطالة في العالم العربي وما ينجم عنه من خسائر يلقي بالمسؤولية على المستويين الفردي والجماعي في المنطقة العربية من أجل وقف التفاقم في هذه المشكلات ومنع تصاعد أخطارها وبناء رؤية استراتيجية شاملة للتعامل معها ومعالجتها. وأشارت إلى أن منظمة العمل العربية قدرت ارتفاع البطالة بنسبة واحد في المائة، ما يؤدي إلى خسارة قيمتها 170 مليار دولار. وأوضحت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية أن تجارب التنمية القديمة والحديثة أكدت حقيقة ثابتة، وهي أن البشر هم عماد أي تقدم وأهم عناصر الثروة التي يمكن أن يمتلكها مجتمع من المجتمعات وأغلاها. وتحت عنوان “موارد بشرية عربية معطلة”، بينت أن الأرقام التي أوردها تقرير تنموي أعدته جامعة الدول العربية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وعدد من كبار الخبراء العرب وصدر بعنوان “تحديات التنمية في الدول العربية، نهج التنمية البشرية”، تؤكد أن ثروة العرب البشرية يقف دون مساهمتها الفاعلة والحقيقية في عملية التنمية الكثير من العقبات والتشوهات كالبطالة والفقر ونقص الغذاء وضعف التعليم وغيرها. ويمثل الشباب أكثر من نصف العاطلين عن العمل في معظم الدول العربية وأن العالم العربي يمتلك لهذا السبب أعلى معدل بطالة بين الشباب على المستوى الدولي. وأشارت إلى أن هناك حوالي 140 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر يمثلون 40 في المائة من السكان ويعاني حوالي 38 في المائة من العرب نقصا في الغذاء وهذه الأرقام تكتسب خطورتها من اعتبارات أساسية أولها أنها تكشف عن أمراض تنموية جوهرية وليست هامشية أو فرعية، ولذلك فإنها تمثل مصدرا أساسيا لإعاقة التقدم لأنها تتعلق بالإنسان العربي في عمله وحياته ومستوى معيشته وتأهيله. ولفتت إلى أن ثانيها هو أنه في الوقت الذي يمثل فيه الشباب الشعلة المتقدة في أي استراتيجية للنهوض والترقي في أي مجتمع من المجتمعات فإنه يعاني في العالم العربي بطالة تمنعه قسرا من المشاركة في التنمية بما يضعف الرصيد أو النواة الصلبة لها ومن ثم يمنعها من تحقيق الأهداف المرجوة منها. وأضافت أن الاعتبار الثالث يتعلق بمشكلات لا تتصل بالتنمية في بعدها الاقتصادي فقط وإنما لها ارتباطها القوي والمباشر بالأبعاد الاجتماعية والأمنية والثقافية والسياسية وغيرها. وأشارت إلى أن البطالة ونقص الغذاء والجهل كلها أمور تمثل مصادر خصبة لعدم الاستقرار الاجتماعي ومعوقا أساسيا للمشاركة المستندة إلى الوعي والإدراك الصحيحين. ونبهت “أخبار الساعة” في ختام مقالها الافتتاحي إلى أن التقديرات تشير إلى أن نسب البطالة والفقر ونقص الغذاء وغيرها تتجه إلى التزايد خلال السنوات المقبلة، وذلك بحكم معدل النمو السكاني المرتفع في العالم العربي الذي يعد من أعلى المعدلات العالمية.