ستوكهولم تحتفي بالسينما التونسية

ضمن إطار التعاون بين جمعية السينما الأفريقية السويدية والسفارة التونسية في ستوكهولم، أُقيمت مؤخراً ''أيام السينما التونسية'' بعدد من العروض السينمائية المتميزة والندوات المفتوحة مع الجمهور· شهد اليوم الأول عرض فيلم ''الكتبية'' للمخرج نوفل صاحب الطابع وبطولة الممثلة هند صبري· الفيلم، المثير للجدل، يتحدث عن علاقات ناشئة في صمت بين جميل، الشاب العائد بعد سنوات من الغربة إلى وطنه، وصاحب المكتبة التي سيعينه مساعداً له من جهة، وبين زوجة الأخير ووالدته من جهة أخرى· عودة جميل ستثير عاصفة من المشاعر المكبوتة وتطرح أسئلة إشكالية حاول الفيلم لمسها بشجاعة، وإلى جانبه عرض فيلم ''أوديسة'' لإبراهيم باباي وشريط جيلاني السعدي ''خورما''· وعلى مستوى العروض الوثائقية، شاهد الجمهور السويدي فيلم ''كحلوشة'' لنجيب بلقاضي، و''كحلوشة'' هو اسم لمحب وعاشق للسينما، وهاوٍ يعمل ليل نهار لإنجاز أفلام بسيطة هو بطلها والقائم بكل أعمالها: مخرج وممثل وكاتب سيناريو وموزع وغيرها· لا شغل له في حيه الفقير سوى إقناع الآخرين بالمشاركة معه في صنع حلمه الوحيد: صناعة فيلم· عمل متميز بكل المقاييس الفنية ويتناسب عرضه ضمن أيام سينمائية عربية تقدم لجمهور غربي· وإلى جانب العروض، تحدثت المخرجة سلوى بكار مع الجمهور مباشرة عن فيلمها ''زهرة الخشخاش'' الذي سبق له أن أثار ردود فعل قوية وحاز العديد من الجوائز في مهرجانات عالمية كونه يرصد مسار حياة امرأة تونسية انغمرت تدريجياً في الإدمان على مخدر نبتة ''الخشخاش''، التي اعتاد الناس أعطاءها للطفلة حديثة الولادة· لكن الزوجة الشابة لم تتوقف عند هذا الحد، بل مضت في تناولها يومياً مما دفع بعائلتها في نهاية المطاف إلى إدخالها مصحة للأمراض العقلية· وفي هذا المكان تظهر مهارة المخرجة سلوى بكار في عرض عالم معزول ومملوء بشخصيات يحاول الجميع نسيانها أو تركها هناك للنسيان· إدارة سينما (زيتا) وهي واحدة من سينمات (الشعب) والتي تعرض أفلاماً خاصة من بلدان العالم الثالث، وتنتقي عروضاً بعيدة عن التجارية قررت أن يكون الدخول لهذه الأفلام مجاناً، وذلك تشجيعاً منها لأهالي العاصمة ستوكهولم لمشاهدة أفلام الأيام التونسية