أعلنت الولايات المتحدة الليلة الماضية أنها باشرت خطوات لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات جديدة على إيران ما لم “تتحمل مسؤولياتها” في قضية برنامجها النووي، ابتداء بإرسال معظم مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا ثم فرنسا لتحويله إلى وقود نووي لمفاعل الأبحاث الذرية الطبية في طهران.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبز لصحفيين في واشنطن “بدأنا اتخاذ هذه الخطوات إذا كانت إيران غير عازمة على تحمل مسؤولياتها وآخر ديسمبر (الحالي) هو مهلة نهائية جدية لقبول عرض الوقود النووي”.
لكن إيران أكدت أمس أنها ستواصل تنفيذ برنامجها النووي، رافضة تحديد أي مهل غربية بشأنه ونافية انهماكها في تصميم مفجر لقنبلة نووية، فيما استبعدت جهوزية إسرائيل لتدمير منشآتها النووية.
وأضاف “ربما لا يدرك السيد (الرئيس الإيراني محمود) أحمدي نجاد، لأي سبب، الموعد النهائي الذي يقترب، لكن ذلك موعد واقعي جداً للمجتمع الدولي”. وتابع “إن القرار الخاص بتحمل مسؤولياتهم هو قرارهم. عرضنا عليهم مساراً مختلفاً وإذا قرروا عدم السير فيه، عندها ستتحرك (الدول الكبرى) وفقا لذلك” وخلص إلى القول “تلك الاستعدادت قد بدأت. كانت المناقشات مع الزعماء حول الخطوات التالية وبدأنا اتخاذ تلك الخطوات إذا كانت ايران غير عازمة على تحمل مسؤولياتها”.
واستنكر الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بشدة الاتهامات الغربية لبلاده بالسعي إلى تصنيع قنابل نووية. وقال خلال كلمة ألقاها أمام أنصاره في شيراز جنوبي إيران “إن هذه الادعاءات الكاذبة المستمرة ضد إيران أصبحت دعابة غير مرحة وتصيبنا نحن وأمتنا بالاشمئزاز”. وأضاف “إذا أردنا صنع قنبلة نووية فلدينا الشجاعة الكافية لإعلان، ذلك ولكن إيران تنفذ برنامجاً نووياً سلمياً فقط لن تسمح لأي دولة، لا الولايات المتحدة ولا معاونيها، بالتدخل في شؤونها الداخلية وحرمانها من حقوقها النووية المشروعة”. وتابع “إذا أظهروا وثائق، فلن نلتف إليهم وإذا حددوا مهلات نهائية، فسنحدد بدورنا مهلة نهائية لهم من أجل تصحيح سياستهم. من هم حتى يحددوا لنا مهلة؟ نحن نعطيهم مهلة لأنهم إذا لم يصححوا موقفهم وسلوكهم وثقافتهم، فسنطلب منهم الحقوق التاريخية للأمة الإيرانية”.
وقال نجاد “إن إيران لن تحبذ الدخول فى خلاف آخر أو مواجهة ومازالت ترحب بالمفاوضات مع الدول الكبرى استناداً إلى المنطق والعدالة ولكننا عندما نقول شيئاً فنحن نعنيه وسنتمسك به حتى النهاية”. وأكد أن بلاده تواصل تخصيب اليورانيوم لبرنامجها النووي. وسئل نجاد خلال مقابلة مع شبكة التلفزيون الاميركية “إيه. بي. سي” عن وثيقة بشأن تنفيذ بلاده خطة مدتها اربع سنوات لاختبار محفزة النترونات لتفجير القنبلة النووية، نشرتها صحيفة “تايمز أوف لندن” البريطانية يوم 14 ديسمبر الجاري فأجاب “كلها مجرد حفنة وثائق تلفقها وتوزعها الحكومة الاميركية وليست صحيحة على الإطلاق”. وقال “أرى ان بعض الادعاءات حول برنامجنا النووي أصبحت مزاحاً مزعجاً وينم عن ذوق سيئ”.
كما صرح وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي خلال مؤتمر صحفي عقده في بيروت مساء أمس الأول ان بلاده ستواصل نشاطها النووي بشكل “عادي” وستنتج بنفسها الوقود النووي لمفاعل الأبحاث الذرية الطبية في طهران. ورفض تهديد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بتشديد العقوبات الدولية على إيران، قائلاً “إن كوشنير يتكلم كثيراً، لا أدري عن أي موضوع يتحدث”. وأضاف “يجب على الفرنسيين ألا يكرروا الكلام الفاشل الذي قالته انجلترا في السنوات الأخيرة ومن الأفضل للسياسة الخارجية الفرنسية ألا تتبع سياسة (الرئيس الأميركي الأسبق) جورج بوش، بل يجب أن تكون هناك سياسة خارجية فرنسية تليق بمكانة فرنسا”.
في غضون ذلك، صرح أمين عام المجلس الأعلي للامن القومي الإيراني سعيد جليلي أن ايران تعتقد أن مقترحات قدمتها إلى الدول الكبرى الست المهتمة بحل مسألة برنامجها النووي، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، ترتكز علي 3 محاور رئيسية في المجالات السياسية و الاقتصادية والنووية “يمكن أن تشكل أرضية مناسبة للتعاون من أجل إزالة القلق المشترك . وقال لصحفيين في طوكيو بعدما استقبله رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما “من حق الشعوب كافة استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية ومن المؤسف أننا نلاحظ اليوم أن القوى التي أنتجت الأسلحة النووية واستخدمتها ضد الآخرين، تختبر حالياً أجيالاً جديدة من تلك الأسلحة الفتاكة ولم تتخذ خطوات عملية لنزع الأسلحة النووية”
من جانب آخر، سئل رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني خلال مؤتمر صحفي عقده في القاهرة مساء أمس الأول عن احتمال شن إسرائيل هجوماً عسكرياً على إيران لتدمير منشآتها النووية، فقال “نستبعد أن تكون إسرائيل جاهزة للقيام بمثل هذه العملية”. وأضاف “لقد جرب الإسرائيليون أنفسهم بالعدوان على لبنان وعلى فلسطين، لذلك لا يهمنا الصراخ الإسرائيلي لأننا نعتقد أنه ناجم عن تخوفهم”.
عدد اليوم
