السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تزايد التلوث يهدد الوضع الغذائي في العالم

10 مايو 2014 21:25
لا يؤدي ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى احترار المناخ فحسب، بل يشكل أيضاً تهديداً مباشراً بالنسبة إلى الإنتاج الزراعي الذي سيشهد انخفاضاً ملحوظاً في بعض المغذيات المتوافرة في النباتات، بحسب ما كشف باحثون. وسيؤدي الارتفاع الشديد المرتقب لثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050 إلى انخفاض الزنك والحديد بوتيرة مثيرة للقلق في بعض الحبوب والبقول، بحسب دراسة أجرتها كلية الصحة العامة التابعة لجامعة «هارفرد». وكشفت الجامعة الأميركية المرموقة في بيان أن «ملياري شخص في العالم يعانون أصلاً نقصاً في الزنك والحديد، ما يؤدي كل سنة إلى وفاة 63 مليون شخص بسبب سوء التغذية، وهذه المسألة هي بالتالي أكبر تهديد صحي مرتبط بالتغير المناخي». وبحسب سامويل مايرز الذي أشرف على هذه الدراسة المنشورة في مجلة «نيتشر» البريطانية، فإن هذه الأبحاث هي الأولى التي تظهر أن «ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون المتواصل منذ الثورة الصناعية يهدد الوضع الغذائي» في العالم. ولم تحدد بعد الآليات التي تسبب هذه المشكلة. وقد أظهرت التجارب السابقة التي أجريت في المختبرات والدفيئات آثار ثاني أكسيد الكربون السلبية على المزايا الغذائية للمنتجات الزراعية، غير أنه تم انتقاد النتائج التي تم التوصل إليها في ظروف اصطناعية. أما التجارب التي أجريت في الحقول وفي الهواء الطلق بوساطة تقنيات زيادة نسب ثاني أكسيد الكربون المعروفة بـ«فايس»، فهي لم تشمل إلا عينة صغيرة جداً. وقام علماء الأحياء الأميركيون في إطار هذه الدراسة باستعراض بيانات مجمعة من سبعة مواقع استخدمت فيها تقنية «فايس» في اليابان وأستراليا والولايات المتحدة تشمل 41 نوعاً مختلفاً من الحبوب والبقول. وكانت نسبة ثاني أكسيد الكربون في تلك المواقع كلها تتراوح بين 546 و586 جزءاً من المليون، أي المعدل الذي يتوقع خبراء المناخ تسجيله في خلال 40 إلى 60 عاماً، حتى لو اتخذت تدابير لتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة. وقاس الباحثون نسبة المواد الغذائية في الأجزاء القابلة للاستهلاك من القمح والأرز والذرة والصويا والبازلاء. وأظهرت أبحاثهم انخفاضاً شديداً في نسب الزنك والحديد والبروتينات في الحبوب المعروفة علمياً بـ «سي 3» (مثل القمح والأرز) التي تخزن الكربون الموجود في ثاني أكسيد الكربون على شكل مركب مؤلف من ثلاث ذرات كربون. ولاحظ الباحثون أن نسب الزنك والحديد قد تتغير بصورة ملحوظة بين نوع وآخر من الأرز. أما البقول المشار إليها أيضاً بـ «سي 3» مثل الصويا والبازلاء، فهي أيضاً تشهد «انخفاضاً ملحوظاً» في نسب الزنك والحديد، غير أن نسبة البروتينات لا تنخفض فيها. وكشف الباحثون أن عدداً يتراوح بين 2 و3 مليارات شخص في أنحاء العالم أجمع يحصلون على أقله 70% من نسب الزنك و/أو الحديد الواجب الحصول عليها من النباتات المعروفة بـ «سي 3»، لا سيما في البلدان النامية، حيث يشكل نقص المواد الغذائية تحدياً كبيراً في مجال الصحة العامة. (باريس - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©